عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما أمسكت القلم تذكرت قول الشاعر الراحل الكبير محمد أحمد الدميري وهو يقول تلك الابيات الرائعة

حي يوريك المذلة وتغليه أنا أشهد أنك ميت القلب عامي من لا يودك لا توده وترجيه ارفع مقامك يا عزيزي المقامي

فهو ذكر ان الانسان حينما يصدق ويخلص ويود من لا يستحق ذلك فهو غير جدير بالمودة والاهتمام, فنحن في هذا الزمن العجيب اصبح الكثير منا لا يمكن ان يعي ويدرك ما حوله من امور قد تحاك ضده فأصبحت تلك المشاعر والاحاسيس متبلدة وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على عدم احترام المشاعر فالكل يحاول ان يسلك طريقاً قد يكون مليئاً بالاشواك وهو يعلم ان ما يقدم عليه خطأ جسيم ولكنه يكابر لسبب بسيط جدا وهو ان المصلحة فوق كل شيء حتى لو كان هذا الشيء على حساب رجولته وكرامته لانه يضع امام عينيه ما يسعى إليه وهذا هو الأهم عند هؤلاء الضعاف النفوس.
فالرجل الحاذق الشهم الشجاع لاشك سيبقى كذلك رافع الهامة فلا يمكن ان يرضى بالمذلة وصغائر الامور,, لأنه نشأ منذ نعومة اظفاره على الصدق والوفاء والاخلاص فمن الطبيعي جدا ان يكون ذلك الانسان هو الذي يبحث عنه الكثير من الناس في كل وقت من زمننا هذا الذي كثر فيه عدم الوفاء وعدم الصدق وطغت عليه المصالح والماديات التي اصبحت شبحا مخيفا في هذا الزمن الغريب, وانني في هذا المقام لم ولن اجرد الكل من عدم الوفاء والاخلاص فلا يزال هناك الكثير من الناس الاوفياء المخلصين,, ولكن ما يحدث في هذه الايام عجيب ومؤسف جدا فيوجد اناس متقلبو الامزجة فهم ليسوا على وتيرة واحدة فنجد الصديق الوفي عدوا لدودا في أي لحظة فهو غير قادر على الاستمرار في صداقته لك لانه انسان متقلب بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى, قد يتهمني الكثير بأنني ابالغ بما ذكرت او انني متشائم جدا لما يحدث من بعض الصداقات في هذا الزمن,فلو كتبت عن القليل من الكثير او بالاحرى ان جاز لي التعبير عن بعض النماذج الموجودة في صداقات هذه الايام لامتلأت الكثير من الصفحات.
وهذا غيض من فيض وقليل من كثير ولعلي اترك هذا الموضوع مطروحا امام اصحاب القلوب النيرة والضمائر الحية ليساهموا فيه ويدلي كل بدلوه.
فهذه عزيزتي الجزيرة اوجدت من اجل رأي القارئ الكريم, فهي بلاشك سباقة للمواضيع الهادفة البناءة فمنها تستنير الطريق الصحيح,, هذا والله ولي التوفيق.