Thursday 25th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 8 ذو الحجة


أشبه بعرض مسرحي دون جمهور
أين ندواتكم من القطاعات العريضة؟

تابعنا قبل أيام اخبار الندوة النسائية الاولى عن امراض العيون الشائعة التي اقامتها الجمعية السعودية لطب العيون وانه بالفعل لجميل ان تنبثق مثل هذه الافكار من ندوات ساهمت فيها المرأة المتخصصة, كما انه لا يسعني إلا ان اشكر الجمعية السعودية لطب العيون على ما تقدمه في مجال طب العيون.
ومما يؤسف له انه دائما تظل هناك لكن تؤرقنا وتثير فينا التساؤلات وتدفعنا إلى التأمل في ما يدور حولنا على المستوى الاجتماعي والتوعوي,.
انتابتني هذه اللاكن وسؤال مرّ وملحّ متى ,, نعم متى تصبح مثل هذه الندوات التوعوية فعلا توعويا حقيقيا لا شكليا وروتينيا يمارس وراء الابواب المغلقة والقاعات المكيفة داخل اروقة المراكز المتخصصة وكأنه في كوكب آخر,, والقاعدة الشعبية, في كوكب,,!!
لقد كنت ضمن الحضور الذين لم يتجاوزوا ال30 سيدة ثلاثة أرباعهن من الطبيبات المتخصصات اللاتي سوف يقدمن محاضراتهن المقتضبة حول احد امراض العيون مثل,, الحول، وقصر النظر، والحساسية عند الاطفال وعدد من المحاضرات الجيدة والهادفة,.
والحقيقة انني كنت امني النفس بأن اجد ذلك الحضور الكبير من الامهات وسيدات المجتمع إلا انني فوجئت بأن الندوة - التي جاء في الكتاب التعريفي لها ما نصه وستلقى في الندوة محاضرات عن امراض العيون الشائعة التي تهم في المقام الاول عامة الناس فوجئت بأنه لا علاقة لها بأية عامة أو ناس,,!!
لقد استوقفتني هذه العبارة طويلا,, وطويلا جدا تهم في المقام الاول عامة الناس إذاً أين هم عامة الناس؟!,, ماذا يعرفون عن الندوة؟! ولماذا يذهب هذا الجهد هباءً في قاعة داخلية لا علاقة لها بأي شكل من الاشكال بعامة الناس,,؟! ومن هم عامة الناس؟! انهم حسب مفهومي المتواضع اولئك البسطاء الذين ينقصهم الكثير من الوعي وينقصهم الكثير من الاهتمام باحتياجاتهم التوعوية,, انهم اولئك الذين لا يعرفون متى,,؟ وأين,,؟ تقام مثل هذه الندوات,,؟! التوعوية كما أشار الكتيب الارشادي الذي وزع على المتخصصات!,, من الحضور ولا يفوتني ان اشير إلى ان مركز الابحاث ايضا وضع قطعة ارشادية من القماش كتب عليها الندوة النسائية الاولى عن امراض العيون ولكن اين؟! داخل المركز وأمام القاعة على وجه التحديد,,!
الحقيقة امقت عادة التضخيم وبالمقابل امقت التهميش إلا انني احب ان تسير الامور في الاتجاه الصحيح وبالطريقة الاسلم والانجع وخير الامور الوسط وهذا ما جعلني اكتب مقالي هذا,, فهلا تقبلت الجمعية السعودية والقائمون على الندوة النسائية الاولى ما سأقوله برحابة صدر,,؟ مجرد ملاحظات ليس إلا,.
أولا: نظراً لانها الندوة الاولى عن امراض العيون الشائعة فإن ذلك ادعى ان نتلمس لها العذر فكل البدايات في العادة تكون بها ثغرات وسلبيات ولكن يمكن تلافيها على المدى القريب او البعيد باعادة النظر في اقامةمثل هذه الندوات حتى لا تهدر الجهود ونصبح اشبه بمهووس يتحدث إلى نفسه ويقع في حب صوته او نرجس آخر يحدق في جمال صورته مبهورا بها ومن ثم تقع المفارقة في الدور الحيوي والمفترض ان يكون كذلك,,!
ثانيا: لا أدري,, هل الطبيبات اللاتي قومن محاضرتهن في الندوة قد ادركن انهن انما يتحدثن بعضهن إلى بعض باستثناء بعض الحاضرات,,؟ وهل توقفن للحظات وطرحوا على انفسهن كل هذه الاسئلة المقلقة,,؟!,.
من هن المستفيدات من تلك المحاضرات؟ وهل هناك مستفيدات بالفعل؟ ولمن وصل صوتنا؟ وهل حققنا الهدف من الندوة؟ وهل هذه بالفعل هي التوعية؟
وأية توعية تلك التي تكون اشبه بعرض مسرحي دون جمهور؟ وهل يمكن ان نسميه عرضا مسرحيا إذا لم يكن هناك جمهور؟ انه على وجه التحديد ما حدث في الندوة النسائية لأمراض العيون.
ثالثا: اثق تماما في وعي الدكتورة سلوى الهزاع المنسقة ورئيسة قسم العيون,, ولذلك اتوجه بطرح وتوجيه كل هذه التساؤلات لها على الخصوص,, فهل كان التنسيق يا دكتورة يعني إقامة ندوة ممتازة بالمقاييس العلمية داخل قاعة لا تضم غير المعنيات من الطبيبات من مختلف المستشفيات؟!,, وماذا عن تعميمها للجميع؟,, ماذا عن الاعلان الكافي عنها اعلاميا؟ وماذا عن تحقيق الهدف الذي من اجله اقيمت من قبل الجمعية السعودية لطب العيون,,؟ الا يمكن ان نقول ان جزءا كبيرا من مسؤولية تحقيق الندوة لاهدافها مسؤولية مشتركة بين التنسيق والاطباء؟
ثم ما جدوى اي عمل إذا لم يكن يحمل ميزة تحقيق هدف سام بل مرسوم ومخطط له؟!
رابعا : اسمحوا لي ان اتطرق الى بعض النقاط التي اجد انها ربما تحقق طريقة افضل لتفعيل الدور الذي تقوم به مثل هذه الندوات للوصول إلى اكبر قدر من الناس وبخاصة الامهات,, فمثلا هناك المراكز الصحية المنتشرة في كافة الاحياء وبخاصة تلك التي تتميز بالاقبال الشديد من الاهالي,, مثل هذه المراكز بحاجة ماسة وحقيقية لمثل هذا الوعي الصحي الهادف وذلك بأن تقسم موضوعات الندوة على ايام ويتم اختيار مركز صحي معين ومن ثم تقام الندوة فيه, وبخاصة ان هذه المراكز لا تتوقف عن استقبال الاهالي والامهات,, اللاتي عادة ما يكن بحاجة الى توعيتهن؟! وأكاد أجزم أنه لو ان مثل هذه الندوة اقيمت في احد هذه المراكز لكانت حققت نتائج ايجابية على الاقل 50% من اهدافها ولكن بالشكل الذي اقيمت به والتنسيق الغائب كانت النتيجة صفر% بدون مبالغة!,.
خامسا: هناك اقسام النساء في كافة المستشفيات,, الم يكن الأجدى نقلها اليهن للاستفادة وتحقيق الغرض المرجو خصوصا انها تميزت ايضا ببث صور توضيحية جيدة, اقلها تسجيلها صوتيا مع عرض الصور التوضيحية.
سادسا: انه يمكن ادراج كثير من البدائل طالما أننا نبحث عن الطرق المستقيمة للوصول إلى القاعدة الشعبية والخروج من شكليات التنظير العلمي او التوعوي والاسوار العاجية التي تفصلنا عن متطلبات الآخر,,ذلك الشخص البسيط الذي هو في نهاية المطاف مسؤولية الجميع,, والجميع معنيون بمساعدته ورفع مستوى الوعي الصحي والتثقيفي لديه بادراجه ضمن - بل على رأس - قائمة اهتماماتنا التي لن تتحقق إلا بالبحث عن كافة الطرق وتجنيد كافة المؤسسات والجهات للخلوص الى النتائج التي ترفع مستوى الوعي الهادف والفاعل في وطننا الحبيب.
سالمة الموشّي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved