عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إشارة إلى ما ورد في صحيفة الجزيرة في العدد 9663 بتاريخ 26/11/1419ه بعنوان (خفضوا راتب المرأة) للاخت منى عبدالله.
إنني أرى ان الاخت منى قد اجحفت بحق المرأة بطلبها التقليل من رواتب النساء وكأن المرأة إنما هي دائما وابدا إما غير متزوجة فتصرف راتبها في اشياء قد تضر ولا تنفع (كما ترى هي) او متزوجة ولكنها لا تنفق منه على زوجها وبيتها إلا النزر اليسير, وقد نسيت او كادت ان تنسى مَن مِن النساء من هي متزوجة ولكن من زوج لا يعرف حق الله فيها ولا في ابنائه ولا ينفق عليهم ناهيك عن ان ينفق عليها فتجدها تنفق كل ما تملك وقد تستدين حتى توفر لهم ما يحتاجون إليه, او ان تكون امرأة مطلقة (والاحصائيات تبين ان عدد المطلقات في تزايد) او ارملة ويقع على عاتقها الانفاق على ابنائها ولست اعلم هل انت موظفة ام لا؟ وهل انت متزوجة أم لا؟,, ولكنني اقول لك من تجربتي ان المرأة قد تنفق كل راتبها على بيتها وفي سبيل مساعدة زوجها حتى لاتعوزه الحوجة للاستدانة من الناس وان لم تكن كذلك فلعلها تعطيه اياه دينا على ان يرده متى ما تيسر له ذلك (وهذا يعد منقبة لانك لاتجد في هذه الايام من تستدين منه ويمهلك كثيرا,,)، والاهم من ذلك هو ان الله سبحانه وتعالى قد ساوى بين الذكر والانثى في كل شيء إلا في بعض القضايا التي تجلت حكمته سبحانه فيها.
وانك بطلبك الاقلال من رواتب النساء تهدمين حقها في المساواة أو لعلك تساعدين في ذلك, ان هناك اعمالا يتساوى فيها عمل المرأة مع عمل الرجل كالطب مثلا، فالطبيبة تتحمل من العمل في المستشفى والمناوبات المتكررة التي قد تصل إلى ثلاث مناوبات في الاسبوع ما يتحمله زميلها الطبيب، فلماذا تأخذ في النهاية راتبا أقل، إنها اولا زوجة وأم مربية وثانيا طبيبة عاملة تكابد من المشقة والعناء ما لا يجده زميلها في نفس المجال.
ولماذا لا تطلبين الاقلال من رواتب النساء والرجال جميعا حتى يكون هناك امكانية لتوظيف عدد كبير من ابناء وبنات الوطن علماً بأن حاجة الرجال للعمل تفوق حاجة النساء وإذا كان هناك تقليل من الرواتب مطلوب فإنه اولى ان يكون على فئة معينة تتضمن النساء والرجال فمثلا في مجال الطب تتساوى رواتب الاطباء جميعا حسب تسلسلهم الوظيفي في جميع التخصصات مع ان بعض التخصصات تتطلب جهدا أكثر سواء من حيث طبيعة العمل او عدد المناوبات فأطباء الجلدية وطب الاسرة والمجتمع وأطباء المختبر يكون عملهم مريحا من حيث عدم وجود المناوبات (وأنا من هذه الفئة) ومع ذلك يتساوون مع غيرهم من اطباء الباطنية والجراحة والنساء والولادة الذين يكابدون الشيء الكثير.
وهذا الشيء يتكرر في مجالات اخرى عديدة فليت النظر يصب على الفئات التي يرى فيها المصلحة من تقليل رواتبها وان يكون ذلك على النساء والرجال على حد سواء وأخيرا ان المحافظة على المال من تبذيره فيما لا يعود بالنفع لا يكون بتقليل راتب المرأة وانما يكون بحسن تربيتها وترشيدها لانفاقه فيما يعود عليها وعلى مجتمعها بالخير الوفير,, وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى.