عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بداية: اود ان اشكر لجريدتنا هذه (الجزيرة) جهودها واتاحتها الفرصة للجميع لابداء رأيه ووجهة نظره فيما فيه مصلحة هذا الوطن الغالي ومواطنيه.
ثانياً: ما دفعني للكتابة هو غيرتي الشديدة على (رئاسة تعليم البنات) من ان يوجه لها اللوم والعتاب بصفة مستمرة، فلقد قرأت موضوعاً في عزيزتي الجزيرة يوم الخميس 23/11 عدد 9660 للأخت مهر سالم السبيعي من الرياض تنتقد فيه الرئاسة وتقول لماذا نحابيها وهي مقصرة؟!,.
وكيف تكون مقصرة وهي التي لولا الله ثم لولاها لما استطاعت هذه الاخت العزيزة ان تمسك بالقلم لتكتب موضوعها هذا, فبداية اقول:
ان العلم فرضه الله على كل مسلم ومسلمة، وطلب العلم ضروري لتعرف المرأة احكام وامور دينها الاسلامي ولتتعلم امور المنزل واصول الطهي واساليب التعامل مع الآخرين وتاريخ امتها,, الخ.
إذن على المرأة ان تتعلم لوجه الله ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً الى الجنة, نعم تتعلم لتفيد نفسها واولادها واخوتها وافراد عائلتها وجاراتها وكل من تقابلها من النساء في المناسبات النسائية المختلفة وليس لنيل الشهادات والحصول على الوظائف,, فلمجرد ان الاخت لم تحصل على وظيفة او احدى قريباتها,, شنت هجومها على الرئاسة واتهمتها بالقصور,, هذه الرئاسة التي وفرت لها ولبنات جنسها العلم على طبق من ذهب فجهزت لهن المدارس في كل مدينة وقرية واستقدمت ووفرت لهن المعلمات والطالبة تجلس في مبنى آمن وعلى كرسي مريح وامامها السبورة والوسائل والمكيف والكتاب مجاناً وبدون مقابل حتى وسيلة النقل وفرتها لها من والى البيت مباشرة مجاناً ايضاً وفوق ذلك كله مكافآت تشجيعية فهل جزاء الاحسان إلا الإحسان، هل نقابلها بالجحود والنكران ونتهمها بالتقصير؟!,, هذا والله ليس بخلق المسلم ومعاذ الله ان نكون كذلك بل جزاك الله خيراً وشكراً يارئاستنا على ما بذلته وما تبذلينه من اجل التعليم ونشره في هذه البلاد الغالية.
ثانياً: قول الاخت مهر السبيعي ان معلمات المرحلة الابتدائية افكارهن قديمة وغير صالحة لتواكب هذا العصر فهو كلام لايليق ان تقوليه عن مربيات الاجيال، فالمعلمة لها تقديرها واحترامها ومهما طال بها الزمن فهي لاتزداد الا علماً ودراية بأحسن الاساليب المتبعة في التعليم والتربية، والمثل يقول: اسأل مجرب ولاتسال طبيب فكيف تقولين ان افكارها قديمة؟ وهل معنى كلامك ان الإنسان يتمسك بفكرة قديمة ولايتزحزح عنها؟ بل على العكس فالمرء كل يوم يخرج بجديد والمعلمة القديمة على كلامك كل يوم تستفيد تجربة جديدة ومازادها طول السنوات الا حنكة وخبرة والما ماً بأفضل الطرق للتعامل والتربية وايصال المعلومة والعقاب المناسب، وهناك من يتابعها بشكل مستمر من قبل مكاتب الاشراف ناهيك عن التعاميم المستمرة التي تزود بها المدرسة اما افكارك الجيدة كما تدعين فإن كان لديك فكرة جديدة فإن تطبيقها داخل الميدان يعتمد على شخصيتك داخل المدرسة وطريقة ايصالك لها فلقد سمعنا من واقع الميدان ان بعض الخريجات -ومعاذ الله ان اعمم - فأنا اقول بعض الخريجات الجدد لم تستطع ان تنفذ أية فكرة جديدة وجاءت بحماس جعلها في موقف تحد مع الطالبات فكل يوم تراها واقفة امام باب الادارة ومعها طالبة.
فالدم الجديد كما تزعمين اصبح ضد الطالبات فالطالبة وكما هو ملاحظ تهمها كرامتها بالدرجة الاولى قبل العلم فالمدرسة دار للتربية قبل التعليم فلابد ان تلمي بأحسن الاساليب للتعامل مع الطالبة وهي التي لاتحصلين عليها إلابطول الممارسة والخبرة وانت اخيتي الفاضلة اذا اردت الصعود او غيرك فليس على اكتاف الآخرين وإذا كان اسلوبك نكراناً للجميل وجحوداً للفضل وتهجماً على من هن اكبر منك سنا من معلماتك واتهامك للأخريات بما ليس فيهن بقولك (والخافي اعظم) فكيف نأمنك على بنياتنا,,؟!!!! وصدق الشاعر حيث يقول
ومن يجعل المعروف في غير اهله يكن حمده ذماً عليه ويندم |
فاطمة عبدالله الصالح
القصيم