Thursday 25th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 8 ذو الحجة


د,الحميد مستعرضاً جهود الملك عبدالعزيز في تشجيع العلم والمتعلمين
عبدالعزيز اعتمد العلم وسيلة للقضاء على الجهل والتخلّف بإنشاء مديرية المعارف
د,عبدالله بن محمد الحميد*

*سراة عبيدة: حسن علي غرامة
رحم الله مؤسس هذا الكيان العظيم، فرغم هموم الدولة والسعي لتوحيدها وحمايتها الا انه لم يتوان عن تشجيع العلم والمتعلمين وللحديث عن ذلك الجانب في مسيرة التأسيس نعرض اليوم نص المحاضرة التي القاها الدكتور عبدالله بن محمد الحميد- وكيل كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع ابها- في الملتقى الثقافي الذي نظمته ادارة التعليم في سراة عبيدة وجاء فيها:
لقد اذن الله تعالى لهذه القبائل المنتشرة في جزيرة العرب مترامية الاطراف، واسعة الارجاء، بعد اعباء من الجهل، وسيطرة للقبلية والعصبية، وانحراف عن العقيدة الإسلامية الصحيحة، وغربة عن السنة وعذاب متراكم من التمزق والتشرذم والإحن والفتن والجوع، بأن سخر لها إماماً صالحاً، وملكاً راشداً، جمع اهلها على الدين القويم، وحكمها بالقسطاس المستقيم، وقضى على الثارات والعدوات، واعاد للإسلام هيبته وقوته، وطبق شريعته المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- إنه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود- طيب الله ثراه، وجعل الجنة مثواه - ذلك الرجل العظيم الذي جاهد في الله حق جهاده، وكافح منذ مطلع شبابه من اجل رفع راية التوحيد، ونصرة الدين، فاستطاع بتوفيق من الله سبحانه ان يستعيد ملك آبائه واجداده من آل سعود الميامين الذين ناصروا دعوة الشيخ المجدد، محمد بن عبدالوهاب- رحمه الله- كما ان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- قد حقق طيلة مدة حكمه المبارك لهذه البلاد الطاهرة والتي زادت على خمسين عاماً كل ما تصبو اليه من تقدم ورخاء وأمن واطمئنان في جميع المجالات الدينية والعلمية والسياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها من الجوانب الحياتية المتعددة، ثم سلم الراية من بعده لابنائه البررة، الذين مازالوا يواصلون مسيرته المباركة، اعانهم الله ووفقهم.
إن المنهج القويم الذي سلكه الملك عبدالعزيز رحمه الله في بناء المجتمع السعودي هو نشر العلم واعتماده وسيلة للقضاء على الجهل والتخلف، وواسطة للانفتاح على منجزات العصر الحديث، والاخذ بأسباب التقدم في كل مجال من مجالات الحياة.
وبناء على تلك السياسة الحكيمة، فقد اخذ الملك عبدالعزيز ينظم الجهود ، ويوحد الصفوف من اجل نشر العلم وتشجيع العلماء والمتعلمين، فمنذ ان فتح الرياض في عام 1319ه وهو يولي العلم اهتمامه الشديد، فأمر بإنشاء بيوت الاخوان بجوار الجامع الكبير في الرياض، وتأمينها بما تحتاجه من الطعام والكساء لطلبة العلم الذين كانوا يفدون الى الرياض من اجل طلب العلم على العلماء والمشايخ الذين كانوا يعقدون حلقاتهم العلمية في المسجد الكبير بالرياض ومسجد الشيخ بحي دخنة، وغيرهما من المساجد، من امثال الشيخ ابراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ وابنه الشيخ محمد بن ابراهيم، والشيخ سعد بن حمد بن عتيق، والشيخ حمد بن فارس، والشيخ عبدالله بن عبدالوهاب بن زاحم، وغيرهم.
ويمكن تقسيم المراحل التي مر بها اهتمام الملك عبدالعزيز بتشجيع العلم والمتعلمين الى مرحلتين هما:
المرحلة الاولى: وتبدأ بافتتاح الرياض في الخامس من شهر شوال سنة 1319ه وتنتهي بضم الحجاز لحكمه سنة1244ه، وقد تركز اهتمامه في تلك المرحلة بتعليم البادية امور دينهم عن طريق انشاء الهجر، وبناء المساجد فيها، وارسال الوعاظ والمرشدين الى تلك المناطق للقيام بمهمة الإرشاد والتثقيف، وعقد حلقات الدروس بعد اداء الصلوات المفروضة.
ولاننسى ان الكتاتيب كانت منتشرة في تلك الهجر والقرى، والتي كانت تعنى بتعليم الاطفال القرآن الكريم ومبادىء القراءة والكتابة،و اما البادية فقد عمد الملك عبدالعزيز رحمه الله الى سكان الهجر فأشاع في نفوسهم الطمأنينة والسكينة، وازال عنهم ظلمات الامية بنشر العلم الشرعي الذي تم عن طريق القضاة والدعاة من طلبة العلم الذين كان يرسلهم الى تلك المناطق، وكان نظام تلك الهجر نظاماً دينياً وتربوياً، حيث كانت الهجرة تبني بعد ان يشاد المسجد الذي يكون مركزاً لاجتماع الناس لتأدية الصلوات جماعة، وللتعليم والارشاد وللتشاور فيما يعرض لهم من الامور، وبناء على ذلك فإن انشاء الهجر من الخطوات الرائدة التي قام بها الملك عبدالعزيز رحمه الله في تشجيع العلم والمتعلمين.
المرحلة الثانية: وقد بدأت بعد ضم الحجاز الى الحكم السعودي، وذلك عندما امر الملك عبد العزيز بإنشاء مديرية المعارف في مكة المكرمة سنة 1344ه، وبإنشاء تلك المديرية انتهى عهد الكتاتيب وحل محله التعليم الحكومي المنظم، الذي جعله الملك عبدالعزيز تعليماً مجانياً، بل أمر بصرف المكافآت التشجيعية للطلبة، ثم تحولت مديرية المعارف مع اتساع النشاط التعليمي الى وزارة سنة 1373ه، ويمكن القول بانه في الفترة الواقعة بين انشاء مديرية المعارف وتحويلها الى وزارة فقد شهدت المملكة ميلاد صروح تعليمية كثيرة، بدءاً بتنظيم الدروس التي كانت تلقى في الحرمين الشريفين، وتشجيع العلماء الذين كانوا يلقون تلك الدروس بالمكفآت ، ثم ما تلا ذلك من إنشاء المراكز العلمية التالية:
1-المعهد العلمي السعودي في مكة المكرمة سنة 1344ه.
2-مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة سنة 1353ه.
3-مدرسة الامراء بالرياض سنة 1354ه.
4-دار التوحيد بالطائف سنة 1364ه.
5-كلية الشريعة بمكة المكرمة سنة 1369ه.
6-معهد الرياض العلمي سنة 1370ه الذي كان نواة للمعاهد العلمية المنتشرة في المملكة، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حاليا.
7-كلية الشريعة بالرياض سنة 1373ه.
وجميع تلك الانجازات التعليمية الرائدة التي تمت في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله كانت اساساً لما نعيشه اليوم - ولله الحمد- من نهضة تعليمية شاملة في هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله- وولي عهده الامين ، وسمو النائب الثاني.
وكان الملك عبدالعزيز رحمه الله يؤكد على العلماء الاهتمام بتوسيع آفاقهم المعرفية، فأمر بتوفير الكتب الدينية والادبية والتاريخية، وطباعتها على حسابه الخاص، بل امر بشراء كميات كبيرة من الكتب العلمية المفيدة، وجلبها من مصر والشام والهند، ثم بتوزيعها على طلبة العلم، وليس من المبالغة القول بان التشجيع الذي قدمه الملك عبدالعزيز للعلم والمعرفة قد ادى الى انتشار كثير من المؤلفات النافعة، وتأصيل الدعوة السلفية في العالم الإسلامي، فقد ركز رحمه الله على طبع كتب علماء السلف من امثال احمد بن حنبل وابن قدامة وابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب -رحمهم الله جميعا، الى جانب كتب الموسوعات التاريخية كتواريخ الطبري وابن الاثير والذهبي، وموسوعات الادب كالعقد الفريد، وعيون الاخبار ،والاغاني، والامالي، ونهاية الارب، وموسوعات المعاجم اللغوية مثل لسان العرب، والقاموس المحيط، وجمهرة اللغة، والصحاح، وتاج العروس ، ومعجم مقاييس اللغة، بالاضافة الى الدواوين الشعرية من العصر الجاهلي والإسلامي والاموي والعباسي، وقس على ذلك كتب الطبقات والتراجم والانساب، مما شكل مكتبة علمية ضخمة وضع لبناتها، وأقام دعائمها الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه-.
ومن الاساليب الرفيعة التي اتخذها الملك عبدالعزيز في تشجيع العلم والمتعلمين انه كان يحرص على استقطاب صفوة الرجال علماً وادباً ورجاحة عقل في مجالسه العامة والخاصة، يقول الاستاذ خير الدين الزركلي في كتابه (شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز) وهو يشير الى مجالس العلم التي كانت تعقد في مجالس الملك عبدالعزيز رحمه الله:( واكثر ما تكون مجالس العامة قبل الظهر، وبعد صلاة العصر، وهناك مجلس يومي آخر ، هو بين الخاص والعام، ويبدأ بعد صلاة العشاء، وينتهي بانقضاء سهرة الملك، ويفتتح هذا المجلس بالدرس، ولا اسميه الدرس الديني، لان ما يتلى فيه كان مختلف الانواع، بين تفسير للقرآن، سمعت فيه فصولاً من تفسير القرطبي، وبين نظرة في كتب التاريخ، سمعت فيها صفحات من البداية والنهاية لابن كثير، وبين المامة بالادب والاخبار، حضرت منها شيئاً من الآداب الشرعية لابن مفلح،و قد قرئت له هذه الكتب الثلاثة، وغير القليل من امثالها، من بدايتها الى نهايتها، في زمن امتد من بدء حكمه الى ختام حياته.
وكانت الطريقة في ذلك الدرس اليومي ان يجلس القارىء وهو موظف رسمي من رجال العلم بهذا الشأن في اقصى مقعد من يسار الملك وامامه مصباح كهربائي، يدير زره فيضيء، ويفتح كتاباً فيقرأ منه فصلاً بعد الفصل الذي قرأه في الدرس السابق، ثم يغلقه، ويقرأ فصلاً آخر من كتاب آخر، والعادة ان يبدأ بتفسير القرآن، ويثنّي بالتاريخ، ولاتزيد المدة عن نصف ساعة، ويختم الدرس بإغلاق الكتاب واطفاء المصباح وانسحاب القارىء بهدوء، وليس من عمل القارىء ان يشرح او يزيد شيئاً من تلاوة المتن، وفي اكثر الايام تعلق في ذهن الملك آية يستشكل تفسيرها، او حديث نبوي، او موعظة، او حادثة من التاريخ تستحق التعليق عليها فيتساءل، او يتحدث بما خطر بباله في الموضوع، ويتناول اهل المعرفة وسواهم من الجالسين الآية او الخبر تاريخياً او ادبياً، وربما كان بيتاً من الشعر بتعليقاتهم.
وكثيراً مايدور الحديث حول خبر جديد، مما يلتقطه موظفو الاستماع الى مختلف الاذاعات، وهؤلاء يدخل احدهم مجلس الملك العام او شبه الخاص ويتلو ما تجمّع لديه ولدى زملائه من اخبار، وهو واقف بصوت يسمعه كل من في المجلس، فإن كان في ملتقطاته جديد دار الحديث حوله، وقد
يتكرر الدرس مرتين في اليوم، والإذاعة مرتين او اكثر).
ولقد اشتهر عدد من العلماء الذين كانوا يلازمون الملك عبدالعزيز رحمه الله ويقرؤون عليه في مجالسه الخاصة والعامة، وسأقتصر على ذكر اثنين منهما على سبيل التمثيل لا الحصر وهما:
1-عبدالله بن عبدالغني خياط:
وهو عالم حجازي فاضل، ومن حفظة كتاب الله عز وجل المجودين له، اتخذه الملك عبدالعزيز مدرساً لانجاله الكرام، الى جانب تلاوته للقرآن الكريم في مجلس الملك عبدالعزيز، وقد وهبه الله حلاوة في الصوت، فكان يفتتح تلك المجالس المباركة بآيات بينات بصوت رخيم، واتقان للتلاوة، ثم تولى فيما بعد الإمامة والخطابة في الحرم المكي، ومن فضل الله سبحانه ان خطبه ومؤلفاته القيمة مطبوعة ومتوفرة في المكتبات لمن اراد ان يرجع اليها، كما ان الاذاعة السعودية قد سجلت له مصحفاً مرتلاً بصوته الشجي، وهو ما نسمعه بين الفينة والاخرى من اذاعة القرآن الكريم بالرياض، رحمه الله رحمة واسعة، واجزل له الاجر والمثوبة.
2-عبدالله بن احمد العجيري:
وهو عالم نجدي فاضل، رزقه الله تعالى حافظة قوية، وادراكاً سريعاً وذكاءً متوقداً، وإقبالاً على المطالعة، ونهماً فيها، فحفظ القرآن الكريم ثم صرفته همته الى مطالعة كتب التفسير والحديث النبوي، والمواعظ، والتاريخ، وكتب الادب، ودواوين الشعر في عصوره المختلفة، واكب على حفظ نصوص كثيرة مما ورد في تلك المصادر، حتى اصبح من اوعية العلم، وحفاظ التاريخ، ورواة الادب.
ولما علم الملك عبدالعزيز رحمه الله بتلك المواهب النادرة عند ذلك الرجل قربه اليه، واختصه لنفسه، فجعله من جلسائه وخواصه الادنين، لانه كان يحمل بين جوانحه وفي ذاكرته العجيبة مكتبة حافلة تضم نفائس العلوم والآداب.
وقد ذكر احد مستشاري الملك عبدالعزيز، وهو الاديب الشامي يوسف ياسين في مقال نشرته جريدة ام القرى بتاريخ 18/5/1353ه شيئاً من القدرات غير العادية التي كان يتمتع بها الشيخ العجيري، فقال: (كان آية في الرواية والحفظ، ومن اعجب ما رأيته منه، انه رافق جلالة الملك عبدالعزيز في رحلته الاولى يوم فتح الحجاز، وكان جلالته يسير على الابل والعجيري قريباً منه يقرأ عليه في كل ليلة) - ونحن جميعاً على ظهور المطايا - من كلام الله تعالى، ومن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ثم من كلام العرب الاولين وبعض المتأخرين بين الساعة والساعتين، وداوم على ذلك ما يقرب من ست وعشرين ليلة لم يعد علينا في ليلة تالية ما قرأه في سابقتها، وكان يتخذ لمحاضرته موضوعاً من الموضوعات الخاصة، يبدؤها بقوله مثلاً: فصل في مكارم الاخلاق، فيتلو ماورد في ذلك من كلام الله سبحانه، ثم يروي ما ورد في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ماذكرته العرب في اشعارها، وما تناقلته في مجالسها من منثور ومنظوم، وكل ذلك يسرده حفظاً عن ظهر قلب من غير ان ينظر في كتاب معين، كما كان حاضر البديهة، قوي الذاكرة، فقد يُسأل في مجلس الملك عن احسن ماقالته العرب في اي موضوع من الموضوعات، فيجيب في غير تلعثم، فيقول: احسن ماقالته العرب في هذا كذا، واحسن منه قول فلان، واحسن من هذا ماورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن كان في الموضوع حديث، وان كان فيه آية اوردها.
وخلاصة القول انه كان راوية، حافظاً، حسن الإلقاء، جهوري الصوت، فاهماً لما يحفظه، عالماً باسرار معاني الحكم، خبيراً بدقائق فنون البلاغة وبدقائق النكت النحوية مما لايفطن اليه الا عالم خبير.
وكان يحفظ كتب الحديث بالسند، لاسيما مسند الإمام احمد، وكان يحفظ من كتب الادب الكتب الآتية:
ادب الكاتب لابن قتيبة، والاغاني لابي الفرج الاصفهاني، والامالي لابي علي القالي، والبيان والتبيين للجاحظ، والآداب الشرعية لابن مفلح، ودواوين شعرية متعددة لايحصى حصرها، فكان يحفظ جميع تلك الكتب بروايتها وسندها، الى جانب كتب اخرى دينية وتاريخية وادبية كان يروي نصوصاً كثيرة منها عن ظهر قلب.
وقد رثاه الشاعر الفحل محمد بن عثيمين في ديوانه بقصيدة تعد من عيون المراثي في الشعر العربي، وقال منها:
سقى جدثاً وارى ابن احمد وابلٌ
من العفو رجاس العشيات حيسبُ
فقد كان في صدر المجالس بهجة
به تحدق الابصار والقلب يرهبُ
فطوراً تراه منذراً ومحذراً
وطوراً الى دار النعيم يرغبُ
اخ كان لي نعم المعين على التقى
به تنجلي عني الهموم وتذهبُ
ترانا باخبار الرسول وصحبه
وطوراً بآداب تلذ وتعذبُ
وما الحال إلا مثل ماقال من مضى
وبالجملة الامثال للناس تضربُ
لكل اجتماع من خليلين فرقة
ولو بينهم قد طاب عيش ومشربُ
ومن الوسائل المهمة التي اعتنى بها الملك عبدالعزيز رحمه الله في تشجيع العلم والمتعلمين نشر العقيدة السلفية الصحيحة التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جددها في القرن الثاني عشر للهجرة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب بالتعاون مع الامير محمد بن سعود رحمة الله عليهما، ولكن لبعد العهد بين ذلك العهد وبين العصر الحديث وماحصل بينهما من تراكمات شركية بسبب الجهل والفوضى التي عمت ارجاء جزيرة العرب فقد سخر الله الملك عبدالعزيز ليجدد ما اندثر من انوار الدعوة السلفية التي ناصرها جده الإمام محمد بن سعود، فحرص الملك عبدالعزيز رحمه الله على حماية حمى التوحيد في بلاد التوحيد من كل مازاحمها من عقائد وعادات واعراف قبلية وبدع جاهلية، ومن ذلك حرصه على ازالة جميع مظاهر الشرك التي كانت منتشرة عند بعض الناس مثل البناء على القبور وتعظيمها مما ادى الى صرف العبادة لغير الله تعالى، فامر الملك عبدالعزيز بهدم صنم ذي الخلصة في منطقة تبالة قريباً من بيشة، حيث قام امير تلك الناحية عبدالعزيز بن ابراهيم بهدم الصنم، تنفيذاً لامر الملك عبدالعزيز، ونكل بسدنة ذلك الصنم، وتوعدهم بالقتل ان هم عادوا لبنائه مرة اخرى، كما ارسل الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز القرعاوي، الى منطقة جازان لنشر العقيدة السلفية الصحيحة وازالة مظاهر الشرك والبدع، وتجديد ما انطمس من معالم السنة النبوية كما ارسل الشيخ عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي الى مناطق بلاد غامد وزهران، ورجال الحَجر، وبلاد عسير وقحطان وشهران سراة وتهامة من اجل ذلك الغرض السامي، كما ارسل الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ الى هجرة الارطاوية، ولقد تمكن ذلك الشيخ الجليل بالتعامل الحسن والاسلوب الدعوي الحكيم ان يحول جفاء اولئك الاعراب الى لطف، وجهلهم الى توحيد، كما ارسل الشيخ محمد بن عثمان الشاوي الى بلدة الغطغط، كما ارسل غير اولئك العلماء الربانيين الى مختلف الحواضر والبوادي، وزودهم بما يحتاجونه من شُرَط واخوياء لان الله يزع بالسلطان مالايزع بالقرآن، وقد قام اولئك الدعاة بجهود مشكورة ومذكورة، ونسأل الله سبحانه ان يجعلها في موازين حسناتهم جميعاً ومن ذلك ايضاً ان الملك عبدالعزيز حرص علىحماية هذه المملكة من ان يتسلل اليها شيء من عقائد الكفار من نصارى وشيوعيين وغيرهم وكذلك ابطل التحاكم الى العوايد والسلوم المخالفة للشريعة الاسلامية، وكان من سعة افق الملك عبدالعزيز رحمه الله انه كان يستغل مواسم الحج في الدعوة الى تصحيح العقيدة، فكان يقيم مأدبة كبرى يلتقي فيها بعلماء الدول الإسلامية والحجاج الوافدين الى هذه البلاد المقدسة، ثم يرتجل كلمة ضافية يدعوهم فيها الى اخلاص العبادة لله وحده، من ذلك قوله رحمه الله:
(المسلم لايكون اسلامه صحيحاً الا اذا اخلص العبادة لله وحده، فيجب ان يتدبر المسلمون معنى لا اله الا الله، ويجب على الإنسان الايشرك مع الله في عبادته نبياً مرسلاً ولا ملكاً مقرّباً، ويجب ان يتبع المسلمون القول بالعمل، واما القول المجرد فلايفيد، وما فائدة رجل يقول: لا إله الا الله، ولكنه يشرك مادون الله في عبادته).
ومن الاساليب الحكيمة التي اتخذها الملك عبدالعزيز رحمه الله في تشجيع العلم والمتعلمين انه حرص على اكرام العلماء الذين وفدوا الى المملكة وتقديرهم، ومنهم الشيخ محمد الامين الشنقيطي صاحب تفسير اضواء البيان وغيره من الكتب النافعة، فإنه لما قدم للحج تشرف بمقابلة الملك عبدالعزيز، حيث اتاح له الفرصة للتدريس في المسجد النبوي لافادة طلبة العلم فنفع الله بعلمه جماً غفيرا منهم، وقد اقام بالمملكة إلى أن توفي رحمه الله، ومنهم كذلك مشايخ آخرون منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر الذين نفع الله بعلمهم وتآليفهم القيمة من امثال عبدالرزاق عفيفي ، ومناع القطان، وعبدالقادر شيبة الحمد، وابي بكر الجزائري، وحسن الشاعر، ومحمد عبدالرزاق حمزة، ومعروف الدواليبي، وعمر عودة الخطيب، ومحمد اديب الصالح، وعلي الطنطاوي، ومحمد الراوي، ومحمود الصواف، وغيرهم كثير، بحيث لايتسع المجال لحصرهم.
ومن ذلك ايضا انه وفد الى المملكة في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله وفد من علماء اليمن في سبعين رجلا، وعلى رأسهم الشيخ احمد بن سنان وابنه محمد، وكانوا يُعرفون بالمهاجرين، وطلبوا من الملك عبدالعزيز ان يمكنهم من البقاء بالمملكة، وان يفيدوا من علمائها، فأذن لهم، وكانت لهم جهود طيبة في تدريس القرآن الكريم في مساجد الرياض ومن اساليب الملك عبدالعزيز في تشجيع العلم والمتعلمين دعمه المادي والمعنوي للعلماء السلفيين في بلدان العالم الاسلامي، من امثال المشايخ محمد رشيد رضا، ومحمد حامد الفقي، ومحمد خليل الهراس، وعبدالرحمن الوكيل في مصر، ومحمد بهجت البيطار، وعبدالقادر بدران في سوريا، ومحمود شكري الالوسي في العراق،وغيرهم من العلماء الذين راسلوه وراسلهم، وطبع مؤلفاتهم على نفقته الخاصة من اجل نشر العقيدة السلفية الصحيحة، والرد على خصومها من علماء الزيغ والضلال ومن ذلك امره بطباعة كتاب:
(أثر الدعوة الوهابية في الاصلاح الاجتماعي والعمراني) لمؤلفه الشيخ محمد حامد الفقي رئيس جماعة انصار السنة المحمدية بالقاهرة.
ومن الوسائل القويمة التي اهتم بها الملك عبدالعزيز في تشجيع العلم والمتعلمين اجتماعه الدائم بالعلماء وطلبة العلم، والتباحث معهم في قضايا محددة من اجل الوصول الى الحق، كما جرى في عام 1343ه بعد فتح الحجاز عندما اجتمع الملك عبدالعزيز بعلماء نجد وعلماء الحجاز في مكة المكرمة، وتناظروا خلال ذلك الاجتماع حول قضايا عديدة ثم اصدروا على اثر ذلك الاجتماع رسالة مختصرة في بيان العقيدة الصحيحة على نهج كتاب الله وسنة نبيه، واجماع الامة تاركين الآراء الفلسفية، والطرق الكلامية، والدجل الصوفي، ثم امر الملك عبدالعزيز بطبعه في كتابين احدهما بعنوان:(البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد عن عقائد التوحيد) والثاني بعنوان (نداء عام من علماء بلد الله الحرام).
كما ان هناك المناظرات العلمية التحريرية التي رد فيها علماء المملكة على من تهجم على الدعوة السلفية، من امثال الشيخ سليمان بن سحمان
التبالي الخثعمي الذي انبرى للدفاع عن العقيدة السلفية بنثره وشعره، ودحض حجج اعدائها، وقد امر الملك عبدالعزيز بطبع كتبه ورسائله وديوانه الشعري الذي اسماه:
(عقود الجواهر المنضّدة الحسان)، وبالمناسبة فإن الشيخ سليمان قد ولد في قرية السّقَا ببلاد عسير في عام 1269ه حيث كان ابوه قاضياً للأمير عايض بن مرعي، وقد نشأ الشيخ سليمان في احضان والده الذي حفظه القرآن الكريم، ثم انتقل الى رجال ألمع حيث واصل تعليمه لدى علماء آل الحفظي، وبعد ذلك سافر بصحبة والده الى الرياض، فأتم دراسته لدى علماء الرياض من آل الشيخ وغيرهم، ولما فتح الملك عبدالعزيز الرياض تشرف الشيخ سليمان بمقابلته، فأعجب الملك بنباهته وذكائه وغزارة علمه، وقوة قريحته الشعرية، ثم امره بأن يتصدى لأعداء الدعوة السلفية من علماء الزيغ والضلال، وان يرد عليهم بشعره ونثره، فانبرى الشيخ سليمان لذلك بهمة عظيمة، وقدرة علمية لمقارعة الحجة بالحجة، ودأب وجلد على البحث، حتى الف جملة من الرسائل والكتب التي امر الملك عبدالعزيز بطباعتها على نفقته، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- الأسنة الحداد في الرد على علوي حداد.
2-إقامة الحجة والدليل وايضاح المحجة والسبيل على ما موّه به اهل الكذب والمين من زنادقة وملحدين.
3-براءة الشيخ محمد بن عبدالوهاب من مفتريات الملحد الكذاب.
4-تبرئة الشيخين الإمامين من تزوير اهل الكذب والمين.
5-منهاج اهل الحق والاتباع في مخالفة اهل الجهل والابتداع.
6-الضياء الشارق في الرد على شبهات الماذق المارق.
كما انه قد خصص اكثر القصائد الشعرية في ديوانه الآنف الذكر للدفاع عن العقيدة السلفية والرد على خصومها، والاشادة بمناقب الملك عبدالعزيز وبطولاته وفتوحاته، وسأورد في هذه المحاضرة ابياتاً من قصيدته الرائية التي استهلها بتهنئة الملك عبدالعزيز بانتصاراته وفتوحاته المظفرة، ثم طرق في اثناء تلك القصيدة غرضاً رقيقاً من اغراق الشعر العربي، الا وهو غرض الحنين، حيث تذكر ايام طفولته، ومرابع صباه في قرية المسراب ببلاد عسير، ملمحاً الى حي قديم من احياء ابها، وهو حي القرى، حيث قضى الشيخ سليمان جزءاً كبيراً من ايام صباه ويفاعته مع والدته، واخيه من امه (فائع بن يحيى المغيدي العسيري)الذي هو الجد الثاني لأخينا وحبيبنا الاستاذ يحيى بن محمد بن فائع مدير تعليم سراة عبيدة، وعلى هذا يكون الشيخ العالم سليمان بن سحمان كذلك احد اجداد الاستاذ يحيى واخيه الداعية الى الله الشيخ سليمان بن محمد بن فائع، واما ابيات الشيخ سليمان بن سحمان من قصيدته التي تبلغ مايقارب مائتي بيت، فقد قال في مطلعها:
فتوح التهاني والبشائر بالنصر
تلألأ منها ساطع العز والبشر
وأقبل إقبال السعادة والهنا
على العارض النجدي مبتسمَ الثغر
وأشرق في الآفاق طالعُ سعدها
بآل سعود حين صاروا اولي الامر
فضاءَ ضياءُ السعد شرقاً ومغرباً
وشاماً الى صنعا الى جانب البحر
تأرّج من ارض الرياض اريجُهُ
فضاع بها من طيبه عابق النشر.
بتمهيد امجاد سلالة فيصل
غطارفة غرٍّ هداة ذوي فخر
ميامينَ بسامين في السلم والوغى
ليوث على الاعدا واشجع من نمر
فدونك نظماً كالجمان نظمته
بذكر فتوحات على الأوجه الزهر
أهني به شمس البلاد وبدرها
مُذَيق العدا كأس الردى سامي الذكر
هو الملك الشهم الهمام اخو الندى
حليف العلى عبدالعزيز بن ذي القدر
همام تسامى للمعالي فنالها
بجد وإقدام وكف له يفري
فتى اريحيٌّ عبقري مهذب
عليه سمات الملك كالأنجم الزهر
اذا ما تراءاه الرجال تحفظوا
فلم ينطقوا من هيبة منه بالهجر
رفيع منار القدر والجود والندى
بعيد مجال الصوت والصيت الذكر
يجر الى الاعداء جيشاً عرمرماً
لهاماً فيرميهم بقاصمة الظهر
فلازلت منصوراً على كل معتد
يلاحظك الإقبال في السر والجهر
ثم يصل الى مقطع الحنين الى مرابع صباه في بلاد عسير فيقول:
فيا ايها الغادي على ظهر جلعد
عرندسة وجنا من الضّمّر الحمر
تجوب الفيافي والقفارَ كأنها
سفنّجة او كالمهاة لدى الذعر
اذا انت ازمعت المسير ميمماً
إلى الطّور من ارض السراة من الوعر
وخلفت آماد البلاد وجزتها
بلاداً بلاداً او قفاراً الى قفر
وجاوزتَ شهراناً وناهسَ بعدما
قطعتَ طريباً من ديار بني صقر
فأشرف على أبها حنانيك قائلاً
-ودمعك سفاح على الخد والنحر-
سلام على من حلها من ذوي الهدى
بقية اهل الدين في غابر الدهر
وعرّض على اهل القرى حيث انها
محلةُ اخوالي وان كنت لاتدري
فسلم على من كان بالله مؤمناً
ودع كل من يأوي الى امة الكفر
وارضٍ بها نيطت عليّ تمائمي
تُسمى السقا دارَ الهداة اولي الامر
بلاد بني تمّام حيث توطنوا
وآل يزيد من صميم ذوي الفخر
فمن كان منهم مستقيماً موحّداً
فأبلغه تسليماً يفوت عن الحصر
فعهدي بهم أنصار دين محمد
على الملة السمحا وليسوا اولي غدر
ولكن جرت منهم امور فعوقبوا
على ماجرى منهم بلا واسع العذر
ومن بعد إبلاغ السلام مؤديا
أنخها لدى عبدالحميد اخي الشعر
وأبلغه تسليما واوفي تحية
وازكى ثناء ارجُه فاح كالنشر
وأبلغه انا قد سلمنا واننا
برحمة مولانا نجونا من القهر
وعن ارضنا ولت شرور عظيمة
وبدل مولانا لنا العسر باليسر
ومحذورنا قد زال عنا وقد بدا
لنا طالع بالسعد والفوز والنصر
والمقصود بعبد الحميد المذكور في البيت السابق هو الشيخ عبدالحميد بن سالم الدوسري، الذي عمل في القضاء في عهد الامير محمد بن عايض اليزيدي، وكان عالما موسوعيا ذا باع طولى في علمي التاريخ والانساب وبخاصة فيما يتعلق بتاريخ منطقة عسير، وينسب اليه في ذلك كتاب ضخم مفقود بعنوان (متعة الناظر ومسرح الخاطر) يقع في ثلاثة مجلدات كما ذكر ذلك ابنه شعيب في كتابه المطبوع (إمتاع السامر بتكملة متعة الناظر) الذي طبع بمطبعة الحلبي بالقاهرة، سنة 1365ه، ومع ان هذا الكتاب حافل بالمعلومات الطريفة والغزيرة عن منطقة عسير، الا انه يحوم حوله الشك الى حد كبير في كثرة القصائد المرافقة لتراجم الاعلام الذين ورد ذكرهم في الكتاب، وطول نفسها الشعري، وتشابه نظمها، حتى لكأنها لشاعر واحد ويقول الشيخ الفقيه الاديب ابو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في سلسلة مقالات نشرت له في جريدة الجزيرة حول الكتاب، من الاعداد التي نشرت في شهر صفر من عام 1414ه ما ملخصه:
(والكتاب ذو غايات وحيل، فالغايات هي ان يكون لإقليم عسير تاريخ منتظم بالثانية والدقيقة واليوم والشهر والسنة، فاستل مؤلفه من عقب يزيد بن معاوية بن ابي سفيان تاريخا منتظما من القرن الثاني الهجري، مع انه لاتوجد عن ذلك ادنى اشارة تاريخية في كتب المؤرخين الثقاة، ومن حيل المؤلف المزعوم: حمله الناس على التصديق به بحرية ارادية لاضرورة فكرية، حيث انه صنع لبعض الأسر انسابا، وادعى اتصال النسب لبعض من عرف نسبهم بالجملة، كما ذكر بعض الاعلام المشهورين في جيل العامية، فصنع لهم شعراً فصيحا، واسهامات تاريخية كانت غير معروفة عنهم في ازمانهم، من اجل ان يجعل كل اسرة مذكورة في الكتاب تندفع برغبة ارادية الى التصديق بما ورد فيه من معلومات عن اسلافهم، او تتمنى تصديقه، ثم يقول ابو عبدالرحمن بن عقيل:
وقد ناقشني بعض طلبة العلم كالدكتور محمد بن عبدالله بن زلفة، وقال: ان الكتاب لايخلو من فوائد يستأنس بها، ولكني ابيت ان يكون مثل هذا الكتاب مرجعاً ألبتة، لأنه مُتعمّد التزييف، وليس مافيه اخطاءً تاريخية يرجى تصحيحها، لأن الكتاب مكذوب من اصله، وهو في جملته منظومات تتغنى بأحداث وأعلام مختلفة، واماكن معروفة، وفي عقيدة العوام وأشباههم ان كل خبر فيه شعر فهو صحيح، وكأن قول الشاعر حجة برهانية قاطعة يقف عنده النزاع,, الى آخر ماقال).
هذا وقد ذكر شعيب في ترجمة والده الشيخ عبدالحميد انه ابن خالة الشيخ سليمان بن سحمان، واورد قصيدة رائية لوالده رد فيها على قصيدة ابن سحمان الرائية التي قرأت عليكم طرفاً منها في هذه المحاضرة.
ويحسن بي في النهاية نستكمل ابيات الشيخ سليمان بن سحمان في حنينه الى مراتع الطفولة ، ومرابع الصبا في بلاد عسير، حيث قال:
وأبلغ بني الشيخ الامير محمدٍ
علياً وعبدالله عنا بلاحصر
سلاماً وأبلغ عائضاً وذوي الهدى
ومن هو منهم لم يزل سائر الدهر
واخوتنا عبدَالكريم وفائعاً
وابناءهم تسليم مكتئب الصدر
مضى عمره والقلب في عرصاتكم
واشواقنا تزداد في السر والجهر
ولم اسلُ عن تذكاركم وادكاركم
على البعد واللأوا وفي العسر واليسر
ومازلت في ارض نشأت بربعها
احن اليها وامقاً دائمَ الذكر
فياليت شعري هل شدا بمشيده
كعهدي به حالَ الطفولة من عمري
وهل حصن زهوان الحصين وجيرة
حوا ليه في عز وطيد وفي فخر
وحصن ابن عواض وآل مفرح
وجيرانهم اهل القريع على خبري
وصدّى وحصن لابن لاحقَ حولنا
وياليتني ادري اكانوا كما ادري
ام الحال قد حالت بهم وتغيرت
وبُدل خير فيهمُ كان بالشر
حنانيكَ خبرني ولا تألُ جاهداً
فإني لدى الاخبار منشرحُ الصدر
ودونك من اخبارنا بعض ماجرى
من الفتح والعز المؤَثَّل والفخر
ذكرت قليلاً من كثير وانما
ذكرت على التحقيق انباء مايجري
اليك من الطورين زُفّت ركابها
فكم جاوزت مُوماة قفز الى قفر.
ولاشك ان الحديث عن الجهود الرائدة الرائعة التي بذلها مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز رحمه الله في تشجيع العلم والمتعلمين حديث ذو شجون، لأنه واسع الاطراف، متعدد الجوانب، فلاتكفي فيه محاضرة، ولامحاضرتان، فمهما تحدث المتحدثون عن هذا الجانب الثر، ومهما كتب الكاتبون، وألفوا من الكتب ، فسيبقى اللسان عاجزاً، والقلم قاصراً ولكن كما يقال: يكفي من القلادة ما احاط بالعنق، وارجو ان اكون في هذه المحاضرة قد لمست بعض الجوانب الاساسية في هذا الموضوع الكبير.
*جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية - أبها

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved