*الجبيل- عيسى الخاطر
القضاء من الامور المهمة التي ركز عليها المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وهي من الاسس القويمة التي تعتمد عليها الدولة اذ انه من خلال القضاء تتم اقامة الحدود ودرء المفاسد وحل المنازعات واتمام العدل وبه يتم الحكم بشرع الله ومن هذا المنطلق وبعد ان من الله عليه وفتح الاحساء في عام 1331ه واستتب الامن فيها وملحقاتها قام الملك عبدالعزيز باختيار الشيخ عبدالعزيز بن عمر بن عبدالله العكاس وجعله قاضيا على الجبيل وذلك في عام 1339ه وهو ينتمي الى قبيلة سبيع وكان اجداده يسكنون في عنيزة بالقصيم ثم رحلوا الى الاحساء عام 956ه واقاموا فيها وولد الشيخ في عام 1304ه بالاحساء وقد تربى في بيت علم وشرف ودين فنشأ نشأة حسنة وقرأ القرآن وحفظه وجوده ثم حفظه عن ظهر قلب وشرع في طلب العلم بهمة عالية ونشاط ومثابرة حيث تلقى العلم عن عمه العلامة الشيخ عيسى بن عبدالله بن عكاس ولازمه حينما كان قاضيا في الاحساء آنذاك وهو اكثر مشائخه نفعا له وكان كاتبه وقارئه ولم يفارقه في طلب العلم حتى مات والشيخ عبدالعزيز العكاس هو اول قاض للجبيل وهو من اسس القضاء فيها وكان حكيما عالما ورعاً مسددا في اقضيته محبوبا بينهم وله مكانة عند الناس وعند الولاة وظل قاضيا في الجبيل ست سنوات وبعد هذه المدة طلب من الملك عبدالعزيز اعفاءه من القضاء وألح في ذلك حيث نظم قصيدة ورفعها للملك عبدالعزيز عام 1345ه يريد من خلالها تنحيته عن القضاء وقد شرح فيها ظروفه والتي جاء فيها
سهادا لايصاحبه منام وقلب ليس يسليه ملام وهم لازم امسى واضحى ولي من فرط شدته كلام شحبت لما عراني من زمان يعظم فيه نكر او طغام |
إلى ان قال
وعن حمل القضاء عجزي مقيم وفهمي راحل وبه سقام وظني فيك تصديقي بقولي فحسن الظن يحمله الكرام واحسن شافع عندي ودادي اليكم والكرام لهم ذمام وختمي بالصلاة على نبي لعقد المرسلين به ختام يفض ختامها ما اهتز دوح وما غنى على ايك حمام |
وبعد الحاحه المستمر اعفاه الملك عبدالعزيز من القضاء بالجبيل بعد ان امضى ست سنوات فيها وخلال مدة توليه لقضاء الجبيل كان الملك عبدالعزيز مهتماً في امور القضاء وخاصيتهم حيث يحب ان يكون لهم فترة يرتاحون فيها من عناء القضاء وفيها يستطيعون زيارة اهلهم ويقضون وقتا كافيا معهم وبهذه المناسبة ارسل الملك كتابا في 17رجب 1342ه جاء في نصه:الى جناب الاخ المكرم عبدالعزيز بن عمر بن عكاس سلمه الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ذلك من قبلك اذا رايت الوقت المناسب الذي تقل فيه الدعاوي واحببت زيارة اهلك فانت مرخوص من كل سنة شهرين وانتبه في الوقت الذي تحصل لك الفرصة يكون معلوما.
وفي عام 1373ه صدر الامر الكريم من الملك عبدالعزيز بتعيينه رئيساً لهيئات الامر بالمعروف في الاحساء فقام فيها بواجب الوظيفة خير قيام وكان صداعاً بكلمة الحق لايخاف في الله لومة لائم وانتهى الافتاء والتدريس اليه في الاحساء وتوفي فيها جمادى الآخرة سنة 1383ه.