 * برلين - د,ب,أ
مد قادة الاتحاد الاوروبي مؤتمر قمتهم في برلين باجتماع عقدوه في ساعة متأخرة من مساء اول امس في محاولة لتفادي فشل القمة بسبب الخلافات المستعرة حول توزيع الاعباء والمزايا في ميزانية الاتحاد.
ورفضت اسبانيا بحدة اقتراحا ألمانيا بتحديد الميزانية المخصصة للتنمية الهيكلية في دول الاتحاد الخمسة عشر بمبلغ 210 مليار يورو (229 مليار دولار) مما سيحرمها من مزايا عدة, وقال مصدر في الوفد الاسباني نحن مستعدون لان نقول لا حتى النهاية.
وتصر اسبانيا على تخصيص 219 مليار يورو لمساعدة التنمية الهيكلية, اما فرنسا فتقول ان المبلغ لا يجب ان يزيد بأي حال من الاحوال عن 200 مليار يورو.
وتعتبر مساعدات التنمية الهيكلية النقطة الاساسية في الخلافات حول برنامج ميزانية الاتحاد حتى عام 2006م المعروفة باسم (اجندة 2000).
وقال وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ان المفاوضات حول الاجندة قد اصبحت شاقة للغاية واضاف فيشر لا يمكنني ان اتنبأ بما اذا كنا سننجح ام لا.
وتم استئناف الجلسة المسائية التي استمرت طوال الليلة الماضية بعد مشاروات ثنائية حاول فيه القادة الاوروبيون التضييق من شقة الخلاف بين معسكري الشمال الغني ومعسكر الجنوب الاقل ثراء داخل المجموعة الاوروبية.
وكانت المساومات التي استمرت الى ساعات مبكرة من الصباح قد نجحت فيما يعلق بالتوقيع على معاهدة امستردام في عام 1997م كما نجحت في عام 1998م فيما يتعلق باختيار ويم دويزنيرج رئيسا للبنك المركزي الاوروبي.
واشار رئيس الوزراء الدانماركي بول نيروب راسموسين الى الاثار السلبية المحتملة لفشل القمة على اليورو في الاسواق المالية.
وقال راسموسين, ان كل الاسباب تظهر لنا بوضوح ضرورة التوصل الى اتفاق في برلين.
ولكن رئيس الوزراء السويدي جوران بيرسون ابلغ وكالة الانباء السويدية انه ليس متفائلا بوجه خاص بأنه يمكن التوصل الى اتفاق في قمة برلين التي كان من المقرر اصلا انتهاؤها اول امس وقال بريسون انه يعتقد انه سيكون من الضروري عقد قمة اخرى للاتحاد الاوروبي في نيسان (ابريل).
وكان المستشار الالماني جيرهارد شرويدر، الذي يستضيف القمة وترأس بلاده الاتحاد في النصف الاول من العام الحالي، قد حدد من جانبه قمة برلين باعتبارها اخر موعد للتوصل الى اتفاق حول اصلاحات اجندة 2000م.
وكان التفاؤل قد ازداد بإمكانية التوصل الى اتفاق بعد ان قدم شرويدر خطة للانفاق الزراعي تمثل حلا وسطا من شأنها ان تخفض المخصصات لهذا القطاع بمبلغ يتراوح بين 4,1 مليارات و6,8 يورو (4,5 مليارات الى 7,4 مليارات دولار) للفترة ما بين عامي 2000 و2006م.
ومن المعتقد ان اقتراح شرويدر يحظى بتأييد الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يطالب باجراء تغيير للحد من الانفاق, ويتعين على قادة الاتحاد الاوروبي ان يتفقوا على الترتيبات المالية للمجموعة التي تتمثل في الحصص والمساعدات التي يدفعها او يتلقاها الاعضاء خلال الفترة من 2000 الى 2006م وجدير بالذكر ان الترتيبات الحالية تنتهي بنهاية العام الجاري.
|