كما في الحالة العراقية حيث يتركز القرار في يد شخص واحد هو صدام حسين فان الحالة الصربية حيث تتفجر الآن المواجهة الثانية بين الأسرة الدولية ممثلة بالحلف الأطلسي والصرب، يتركز القرار الصربي في يد واحد هو سلوبودان ميلوسيفيتش.
وكما كان ايضا في الضربات العسكرية التي وجهت الى قوات صدام حسين ايضا تبرز رسالة لا تقبل اللبس وهي ان أي دكتاتور لن يفلت بجرائمه وان بقى صدام حسين بعد ان قصقص جناحاه، وكما سيبقى ميلوسيفيتش بعد ان ينتف ريشه ,, وبقاء هذين الشريرين يتحمل مسؤوليته شعباهما اللذان يتحملان الضرر الأشد في بقائهما إلا ان الشيء المؤكد بأن لكل دكتاتور نهاية وكثرة الضربات العسكرية تقرب موعد هذه النهاية سواء بالنسبة لدكتاتور الصرب او قرينه دكتاتور العراق اللذين يجتمعان في صفات مشتركة تؤكد ان تطابق أنظمة الدكتاتورية والشمولية تفرزان دائما قادة متسلطين لا يهمهم ما يصيب بلدانهم من اضرار, فكما تابعنا في المواجهات العراقية يصر النظام العراقي على انتصاره في كل المواجهات التي تنتهي دائما بمزيد من الدمار والقتلى من العراقيين ومزيد من الخضوع للقرارات الدولية.
ومثلما يحدث في بغداد يحدث في بلغراد فسوف تتواصل الضربات العسكرية التي تقوم بها صواريخ وطائرات الحلف الأطلسي,, يومين او اكثر وربما اسبوعا وبعدها يرضخ دكتاتور الصرب حيث بدأ منذ امس باعطاء اشارات باستعداده للعودة الى المفاوضات حسبما نسب الى نائب رئيس الوزراء اليوغوسلافي وحتما ستتلقف روسيا الإشارة وتبدأ في إيجاد مخرج له.
هذا ما حصل مع دكتاتور بغداد وهو ما سيحصل مع دكتاتور الصرب مع تغير بسيط في السيناريو اذ سيفرض حل على مليوسيفيتش لأن أوروبا لن تقبل في استمرار العدوانية الصربية وصنع فوضى في اوروبا التي تسعى الى إعادة ترتيب البيت الاوروبي اما دكتاتور العراق فسيظل,, لاحداث فوضى في الشرق الأوسط ومثلما اثبت الدكتاتور الصربي قدرته على مواصلة الفوضى فعزمت اوروبا وأمريكا على استئصال افعاله فان دكتاتور العراق اثبت هو الآخر فائدته للساعين على مواصلة التوتر والفوضى في الشرق الأوسط.
ولذلك فان الضربات التي ستوجه الى دكتاتور الصرب ستكون بمثابة العمليات الجراحية الحاسمة على العكس مما حصل لدكتاتور العراق الذي ظلت جميع المواجهات العسكرية بمثابة العمليات الجراحية البسيطة.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com