إندونيسيا أكبر الدول الاسلامية سكاناً، وقد دخلها الاسلام عن قناعة سكانها به قبل عدة قرون، وبقي هذا الشعب مخلصاً لاسلامه حتى غاظ ذلك المستعمرين وعجزوا خلال الاحتلال ان يؤثروا فيه بالتخلي عن اسلامه، واعلن المبشرون ان عام ألفين سيكون عام نهاية تنصير اندونيسيا واخفقوا في ذلك بالرغم مما قدمته زوجة الرئيس السابق سوهارتو من تسهيلات لجماعات التبشير وصلت الى وجود مطارات لهم ولكنها هلكت وهلك نظام زوجها دون ان يحققا شيئاً في قناعة الشعب الاندونيسي باسلامه.
كان زعيم متمردي تيمور الشرقية التي تطالب بالانفصال عن اندونيسيا يعد متمرداً واخيراً برأته واشنطن من الارهاب كما فعلت الأمم المتحدة سابقاً حين تراجعت عن قرارها ان الصهيونية تمثل حركة عنصرية وهكذا تتغير القرارات حسب المصالح لا القناعات، ولذا صار المتمرد بطلاً لا لبطولة صنعها ولكن لأنه سيكون بطل تقسيم اندونيسيا كما كان مجيب الرحمن من قبل ذلك بطل فصل بنغلاديش عن باكستان.
وقد رضخت اندونيسيا مؤخرا للضغوط الغربية وقبلت باجراء استفتاء لانفصال اقليم تيمور الشرقية عن اندونيسيا، وهذه بداية التمزيق لاندونيسيا وهي نتيجة من نتائج الانهيار الاقتصادي الذي ادى اليه الفساد الاداري إبّان حكم الرئيس السابق سوهارتو, وتجد الاقلية المسيحية التي تنصرت من اثر الاستعمار ومن اثر حركات التبشير التي قادتها زوجة الرئيس السابق المسيحية مناصرة قوية من الغرب حسداً لهذا الشعب على ما منحه الله من نور الاسلام, ويبدو ان هذا من سياسة العالم الجديد في تمزيق وحدة الدول واضفاء البطولة على المتمردين وايجاد زعامات دينية ممالئة لهم ومنحهم جائزة الاسلام كما حصل في اقليم تيمور.
خرج زعيم متمردي تيمور من سجنه يلوّح بيده لا لبطولة صنعها ولكن لأنه اصبح بطل الانفصال وما دام كذلك فقد برىء من تهمة الارهاب التي ألصقها به الغرب وهكذا كل من يحمل هذه الصفة قد يتحول في لحظات من متمرد الى بطل اذا ابطل موقفه السابق واخذ يحقق لراميه بالارهاب ما يريدون.
لا شك ان اندونيسيا تتعرض لمشكلات اقتصادية وسياسية وهي نتاج سنوات من العراك مع تلك المشكلات ولكن اخطرها هو بداية تمزق وحدة الدولة بانفصال تيمور الشرقية وقد تكون تيمور مثل اريتريا انفصلت عن اثيوبيا ثم اصبحت محاربة لها.