Monday 29th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 12 ذو الحجة


خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد يوجهان كلمة إلى ضيوف الرحمن
لن ندّخر وسعاً لجعل الحرمين الشريفين دائماً في المكانة السامية التي تليق بهما
جهودنا ستتواصل لنصرة قضايا المسلمين وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس

* منى - واس
اكد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني اعتزاز المملكة العربية السعودية بما شرفها الله عز وجل به من خدمة الحرمين الشريفين.
وقالا حفظهما الله في الكلمة التي وجهاها من صعيد منى المبارك الى حجاج بيت الله الحرام لعام 1419ه/1999م اننا لن ندخر وسعاً من اجل القيام بكل ما من شأنه جعل الحرمين الشريفين دائماً وابداً في المكانة السامية التي تليق بهما عمارة وتوسعة وصيانة وتجهيزاً حتى يتمكن جميع قصادهما حجاجاً ومعتمرين وزائرين من اداء شعائرهم بكل يسر وسهولة واطمئنان.
واكدا حرص المملكة على الالتزام المطلق بالثوابت التي قام على اساسها هذا الكيان الكبير وفق منهج الملك عبد العزيز -ر حمه الله - المبني على الشريعة الاسلامية السمحة في اصولها وفروعها.
وجددا حفظهما الله ثبات سياسة المملكة الخارجية في علاقاتها مع الدول الاخرى وذلك بالتضامن والتعاون مع الاشقاء العرب والمسلمين وبالتعاون مع الدول الصديقة وكان لهذا النهج الذي استنه الملك عبد العزيز الاثر الكبير لتجنيب هذه البلاد الوقوع في خضم الصراعات والمنازعات الدولية.
وان المملكة وانطلاقاً من هذه السياسة ستتواصل بمشيئة الله جهودنا لنصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني الشقيق ومنحه حقوقه المشروعة بما في ذلك اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والعمل على تطبيق القرارات الدولية التي تقضي باستعادة الاراضي العربية المحتلة كافة.
كما ان جهودنا ستتواصل - باذن الله - لنصرة قضايا المسلمين في كل مكان.
وبارك الملك المفدى وسمو ولي عهده الأمين لحجاج بيت الله الحرام ولجميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها بعيد الاضحى المبارك ورحبا ايدهما الله بهم اجمل ترحيب متمنين لهم حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وعملاً صالحاً مقبولاً.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله عز وجل في محكم كتابه ·الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا اولي الألباب .
وقال عز وجل ·واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت ان لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود .
كما قال عز وجل: ·وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق .
ايها الاخوة حجاج بيت الله الحرام:
ايها الاخوة المسلمون في كل مكان:
الحمدلله حمدا يليق بجلال قدره وعظيم كرمه ومنه والصلاة والسلام على خاتم انبيائه ورسله سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع سنته الى يوم الدين.
ايها الاخوة الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: اما بعد:
فمن هنا من صعيد منى المبارك ومن جوار بيت الله الحرام يسرنا ان نتحدث اليكم ونحن نعيش فرحة غامرة كيف لا,, وهذه الجموع الغفيرة من ضيوف الرحمن الذين وفدوا من مختلف انحاء العالم لاداء نسك الحج وهم بملابس الاحرام لا فرق بين غني وفقير ولا فضل لاحد على احد الا بالتقوى، الكل منصرف الى عبادة الله رافعين اكف الضراعة اليه سبحانه وتعالى طالبين منه المغفرة والرضوان حيث تتنزل الرحمات وتستجاب الدعوات في هذه الايام المباركة.
فاللهم ألف بين قلوب المسلمين وانصرهم على اعدائهم وخذ بأيديهم الى كل ما فيه عزهم وصلاح امرهم واجعلهم هداة مهتدين برحمتك يا ارحم الراحمين.
ايها الاخوة حجاج بيت الله الحرام:
ان من فضل الله تبارك وتعالى ان نلتقي واياكم على ثرى هذه الارض المقدسة وانتم تستكملون نسك الحج فلهذا لا يسعنا الا ان نرحب بكم مجدداً اجمل ترحيب متمنين لكم حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وعملاً صالحاً مقبولاً.
كما نغتنم هذه المناسبة العظيمة لنبارك لكم ولجميع اخواننا المسلمين في مشارق الارض ومغاربها بعيد الاضحى المبارك فالشكر لله اولاً وآخراً على نعمه الظاهرة والباطنة.
ايها الاخوة الكرام:
ان المملكة العربية السعودية التي تعتز كل الاعتزاز بما شرفها الله عز وجل به من خدمة الحرمين الشريفين المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة.
ومن هنا نؤكد اننا لن ندخر وسعاً من اجل القيام بكل ما من شأنه جعل الحرمين الشريفين دائماً وابداً في المكانة السامية التي تليق بهما عمارة وتوسعة وصيانة وتجهيزاً حتى يتمكن جميع قصادهما حجاجاً ومعتمرين وزائرين من اداء شعائرهم بكل يسر وسهولة واطمئنان.
ولعل من المناسب الاشارة هنا الى بعض الخدمات المتعلقة بشؤون الحج والحجاج واتساع مجالاتها عاماً بعد عام وتضافر جهود العديد من الدوائر الحكومية والمؤسسات في تنسيق وتكامل قبل واثناء موسم الحج لكي يستفيد الحجاج منذ لحظة وصولهم الى هذه الديار من التسهيلات الشاملة التي تعينهم على تيسير وتسهيل حجهم.
فلتحقيق هذا الهدف العظيم يبذل المسؤولون في هذه البلاد قصارى جهودهم لحشد الطاقات والامكانات في مواقع الاستقبال وعبر الطرق وتوفير وسائط النقل المريحة والسكن والماء والغذاء والاحتياجات الاخرى ذات الصلة والحفاظ على الأمن لكي ينعم الجميع بحج يسوده الأمن والهدوء والاخاء والاطمئنان وفق ما درجت عليه هذه البلاد واهلها الذين يتشرفون ويتسابقون ليكونوا دوماً في خدمة ضيوف الرحمن.
ايها الاخوة الأعزاء:
قبل عدة اسابيع احتفى الشعب السعودي ابتداء من الخامس من شهر شوال 1419هْ الموافق ليوم الجمعة 22 كانون الثاني- يناير 1999م بذكرى مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية على يدي الوالد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود حيث تم من خلال هذه المناسبة استعراض مجمل ما شهدته تلك الحقبة والاسس التي بنيت عليها ومنطلقاتها واهدافها ونحن هنا لن نتناول ذلك مفصلا تقديراً لوقتكم وانشغالكم باعمال الحج وانما سنستعرض بايجاز شديد بعض الملامح لعلنا نوضح ما يمكن ان يقرب الصورة لتروا عن كثب الواقع الحقيقي للمجتمع السعودي الذي يكن لكم كل محبة وتقدير.
فاسترداد الرياض على يدي الملك عبد العزيز - رحمه الله - كان بمثابة نقطة انطلاق لتأسيس الدولة السعودية الحديثة في حين تعود جذور هذا التأسيس الى ما قبل 262 عاماً عندما تم اللقاء التاريخي بين الامام محمد بن سعود والمصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمهما الله - وكان ذلك في عام 1157هْ الموافق 1744م.
حيث بدأت اولى مراحل قيام الدولة السعودية الاولى على اساس الالتزام المطلق بمبادىء العقيدة الاسلامية السمحة ثم جاءت الدولة السعودية الثانية امتداداً للدولة السعودية الاولى ثم اعقب ذلك قيام الدولة السعودية الحديثة على يدي الراحل العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الذي وفقه الله ليكون ناصرا لدينه وسنة نبيه محمد عليه افضل الصلاة والسلام سلاحه التقوى والايمان والعزيمة الصادقة والخصال الحميدة التي غرسها آباؤه واجداده خلال سنوات حكمهم والذي حرص - رحمه الله - على ان يورثها لأبنائه من بعده.
ان المتتبع لتاريخ الأسرة السعودية لا بد ان يستخلص انها خرجت من عمق هذا الشعب الأبي الوفي وان هذه اللحمة وهذه الصلة باقيتان - بإذن الله - الى ان يرث الله الارض ومن عليها وما ذاك الا لأن الكل في هذا المجتمع امام ميزان العدل والحق سواء.
لقد اختص الله هذه البلاد واهلها بخدمة الحرمين الشريفين ولهذا بادرت المملكة العربية السعودية عند برمجة اولوياتها الى تكثيف الاهتمام بالأراضي المقدسة مهبط الوحي ومهوى افئدة المسلمين وان عمارة الحرمين الشريفين وتوسعتهما على نحو ما هما عليه الآن لخير شاهد على ما تقوم به هذه البلاد من انجازات في اطار هذا التوجيه والاهتمام بأداء المسؤولية ويشمل ذلك تأمين الطرق المؤدية اليهما التي كانت فيما مضى مرتعاً للخارجين على القواعد مما جعل الحج آنذاك محاطاً بالصعوبات والمشاق ومحفوفاً بالأخطار من كل جانب.
وبتوفيق من الله عز وجل تبدل ذلك الواقع الى الواقع الآمن حيث اولت هذه الدولة جل عنايتها لتوفير الأمن وفق مفهومه الشامل نتيجة لما قام به الملك عبد العزيز - رحمه الله - من تطبيق منهجه في الحكم القائم على العقيدة الصحيحة والثبات عليها قولاً وعملاً وممارسة والتزاما باقامة الحدود الشرعية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى استقام الجميع على منهج الله القويم وشرعه الحكيم وامن المواطن والمقيم والوافد على دينه ونفسه وعرضه وماله قال تعالى ·الذين ان مكنهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور .
وعلى نهج الملك المؤسس سار خلفاؤه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد - رحمهم الله جميعاً - حيث سعوا للنهوض بالبلاد في مختلف المجالات الحيوية كما سعوا بقدر المستطاع لجمع كلمة العرب والمسلمين وتعزيز التضامن والتعاون بينهم حتى اصبحت الدولة السعودية ولله الحمد محل التقدير والاحترام الكاملين لما درجت عليه سياستها من الاعتدال والموضوعية والتخطيط السليم والحفاظ على نقاء العقيدة الاسلامية والعادات الأصيلة والقيم الخيرة المتوارثة.
وانطلاقاً من هذه المفاهيم بوشر في توسعة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وقد استهل ذلك والدنا الملك عبد العزيز - رحمه الله - فرغم ندرة الموارد آنذاك كان هاجس التوسعة في مقدمة اهتماماته استشعاراً منه بعظم المسؤولية واداء الأمانة وقد تابع ذلك خلفاؤه من بعده في توسعة وخدمة الحرمين الشريفين كما وفقنا الله لاقامة المشروعات فيهما وفي المشاعر المقدسة في عرفات ومنى ومزدلفة واقامة الطرق السريعة المزدوجة والمتعددة المسارات والجسور والانفاق عبر الجبال الشاهقة في مكة المكرمة كل ذلك من اجل اختصار المسافات وتوفير البدائل لتكون رحلة الحج الى الديار المقدسة رحلة ميسرة لا تشوبها شائبة.
وفي نطاق خدمة القرآن الكريم انشأنا مجمعاً خاصاً لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة وزودنا المسلمين افراداً ومؤسسات في انحاء العالم بملايين النسخ من المصحف الشريف بالاضافة الى ترجمة معاني القرآن الكريم الى العديد من اللغات ليتسنى للمسلمين تلاوته وفهمه وتدبر معانيه كما وفقنا الله تعالى الى تأسيس وانشاء الكثير من المساجد والمراكز الاسلامية في العديد من دول العالم واستمرار دعمها لتقوم برسالتها السامية وفق منهج متوازن لتحقيق اهدافها الخيرة بعيداً عن الشطط والتعصب المقيت.
وملخص القول فان المملكة العربية السعودية حريصة كل الحرص على الالتزام المطلق بالثوابت التي قام على اساسها هذا الكيان الكبير وفق منهج الملك عبد العزيز - رحمه الله - المبني على الشريعة الاسلامية السمحة في اصولها وفروعها.
هذا في المجال الداخلي اما في المجال الخارجي فان المملكة العربية السعودية تحافظ على سياسة خارجية ثابتة في علاقاتها مع الدول الاخرى وذلك بالتضامن والتعاون مع الاشقاء العرب والمسلمين وبالتعاون مع الدول الصديقة وكان لهذا النهج الذي استنه الملك عبد العزيز الاثر الكبير لتجنيب هذه البلاد الوقوع في خضم الصراعات والمنازعات الدولية.
وانطلاقاً من هذه السياسة ستتواصل بمشيئة الله جهودنا لنصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني الشقيق ومنحه حقوقه المشروعة بما في ذلك اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والعمل على تطبيق القرارات الدولية التي تقضي باستعادة الاراضي العربية المحتلة كافة.
كما ان جهودنا ستتواصل - بإذن الله - لنصرة قضايا المسلمين في كل مكان.
ايها الاخوة حجاج بيت الله الحرام:
اننا في هذه الأيام المباركة لنرجو الله تعالى ان يوفقنا جميعاً للالتزام بكتابه الكريم وسنة نبيه المطهرة وان يجعلنا هداة مهتدين ويوفقنا لما فيه خدمة دين الله الحنيف.
وختاماً نكرر تحياتنا وتقديرنا لجميع اخواننا حجاج بيت الله الحرام راجين لهم حجاً مقبولاً وعوداً حميداً الى ديارهم وأوطانهم سالمين غانمين مستبشرين كما نكرر تهانينا القلبية الخالصة لجميع اخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك الذي اشرقت شمسه يوم العاشر من شهر ذي الحجة 1419هْ فكل عام وانتم بخير, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved