Monday 29th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 12 ذو الحجة


مؤشرات على هجوم صربي شامل في كوسوفو
الحلف الأطلسي ينتقل إلى مرحلة جديدة في عملياته,, ويبدأ في مهاجمة أهداف برية

* بروكسل - لندن - الوكالات
قال وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون ان الحكومة البريطانية تعتبر ان هناك مؤشرات واضحة على هجوم شامل للقوات الصربية على ألبان كوسوفو.
وأعلن روبرتسون خلال مؤتمر صحافي ان الغارات التي تشنها قوات الحلف الاطلسي على يوغوسلافيا تتم بنجاح وتلحق أضرارا فادحة بترسانة الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش العسكرية.
ووصف روبرتسون ميلوسيفيتش بأنه مرتكب سلسلة عمليات التطهير معتبرا ان هناك مؤشرات واضحة على بدء هجوم صربي شامل على ألبان كوسوفو, مشيرا إلى ان العنف في كل مكان والصرب قصفوا قرى حتى محوها, وقال ان ضربات حلف شمال الاطلسي ليست هي التي اطلقت الهجوم على السكان الالبان، بل ان الضربات الاطلسية هي فقط التي يمكن ان توقفه.
وأشار إلى وجود ثلاثين ألف لاجئ حول مدن بودوييفو وكوسوفسكا وميتروفيشكا وشال, وقال ليست غارات الحلف الاطلسي هي التي تسببت ببدء الاعتداء الصربي على ألبان كوسوفو لكنها وحدها القادرة على وقفه.
وفيما يتعلق برفض الامم المتحدة لمشروع قرار روسي حول وقف الغارات اعتبر روبرتسون ان الاسرة الدولية اعلنت مجددا عن موقفها بوضوح وبشكل حاسم ازاء ميلوسيفيتش, وأشار إلى ان هذا التصويت هو دليل واضح لمن اعتبروا ان الحلف الاطلسي تجاهل الامم المتحدة.
وأشار من جهة اخرى إلى ان بريطانيا وحلفاءها يقومون بجمع ادلة على ما يجري في كوسوفو وستقدم متى حان الوقت هذه المعلومات الى المحكمة الدولية لجرائم الحرب في لاهاي لكي يمثل المسؤولون عنها امام القضاء.
من جهته اعلن قائد هيئة اركان القوات البريطانية الجنرال تشارلز غوثري: اننا نعرف الآن ان مقر قيادة الجيش الثالث بالقرب من الحدود مع كوسوفو اصيب باضرار فادحة في الليلة الاولى من الغارات.
واضاف ان هذه القيادة العامة هي مركز الحملة التي يشنها الجيش اليوغوسلافي على كوسوفو والقيادة اليوغوسلافية ستواجه الآن مشاكل حقيقية قائلا اننا نعلم ان الجيش اليوغوسلافي تأثر إلى حد كبير بالهجوم.
ومن جهة أخرى قرر حلف شمال الاطلسي بعد تفاقم عمليات القمع في كوسوفو اجتياز مرحلة جديدة في عملياتها العسكرية في يوغوسلافيا للانتقال إلى المرحلة الثانية من عملية (القوات الحليفة) التي تسمح لقوات الحلفاء بمهاجمة القوات الصربية المسلحة مباشرة حتى جنوب بلغراد.
وأعلن الامين العام للحلف الاطلسي خافيير سولانا في بيان تلاه الناطق باسمه جايمي شي: لقد اصدرت منذ لحظات الامر إلى الجنرال ويسلي كلارك للقيام بسلسلة عمليات جوية واسعة في جمهورية يوغوسلافيا الفدرالية.
وأضاف سولانا: اتخذت هذا القرار بدعم من كل الحكومات الحليفة المصممة على وضع حد للعنف في كوسوفو والحؤول دون حصول كارثة انسانية جديدة.
وأوضح: ومع تحديد هذا الهدف سيسمح توسيع العمليات لقيادات الحلف الاطلسي بتكثيف تحركاتها ضد القوات اليوغوسلافية.
وكان مسؤولو الحلف اشاروا في وقت سابق الى معلومات متطابقة تبعث على الاعتقاد بأن عملية تطهير اتني جارية في كوسوفو.
والاهداف المحددة في المرحلة الثانية من عملية القوة الحليفة هي القوات المسلحة الصربية في يوغوسلافيا مبدئيا تحت خط العرض الرابع والاربعين الذي يقطع يوغوسلافيا الى قسمين في جنوب بلغراد حشود القوات والعتاد وهيئات الاركان وثكنات الجيش والشرطة الخاصة.
وحشد المدرعات الذي لوحظ قبل بضعة ايام قرب حدود مقدونيا وكومانوفو (شمال مقدونيا) حيث انتشرت اعداد كبيرة من القوات الحليفة قد يشكل هدفا مميزا لطائرات حلف شمال الاطلسي.
وقبل اعلان قراره اجرى سولانا مشاورات خلال الساعات او الايام الاخيرة مع عواصم الدول الاعضاء ال19 تطبيقا لقرار أخير من المجلس الدائم للحلف الاطلسي.
وقال احد الدبلوماسيين ان تدهور الوضع يبرر عدم الالتزام بأي هدنة وان يتم الانتقال إلى مرحلة جديدة في عمليات القصف التي يقوم بها حلف شمال الاطلسي, وعندما سئل لمعرفة لماذا اتخذ الحلف الاطلسي هذا القرار بهذه السرعة كرر هذا الدبلوماسي ان تدهور الوضع على الارض فرض ذلك.
وترمي المرحلة الاولى بشكل اساسي إلى تدمير الدفاعات الجوية الصربية في سائر انحاء يوغوسلافيا والبنى التحتية العسكرية في كوسوفو ورأى بعض الخبراء ان هذه المرحلة لم تنته بعد.
وأثناء اجتماع مجلس الحلف الاطلسي لم يعارض اي بلد لا اليونان ولا ايطاليا قرارا باجتياز مرحلة جديدة في عمليات القصف كما قال مصدر دبلوماسي.
ولا يعني ذلك حتما التنفيذ المباشر للمرحلة الثانية التي تبقى لتقدير القائد الاعلى للقوات الحليفة في اوروبا الجنرال الامريكي ويسلي كلارك, وتتضمن المرحلة الثانية تحليق طائرات مقاتلة فوق يوغوسلافيا, وطالما لم يتم تعطيل الدفاعات الجوية الصربية تماما يبدو من الصعب على الجنرال كلارك تعريض حياة الطيارين الحلفاء للخطر عبر تحليقهم فوق يوغوسلافيا.
وأوضح دبلوماسي ان بدء المرحلة الثانية يجب ان يتم في الوقت نفسه الذي تستمر فيه المرحلة الاولى التي لن تنتهي إلا مع انتهاء مجمل العملية.
وقال حلف شمال الاطلسي انه سيبدأ في مهاجمة اهداف برية في اقليم كوسوفو وحوله وهي خطوة تتطلب طيرانا على ارتفاعات منخفضة وطائرات للدبابات وربما طائرات هليكوبتر لمهاجمة المدرعات الصربية.
وقال خايمي شيا المتحدث باسم الحلف ان الدبابات والمدفعية ووسائل النقل ومراكز القيادة المتنقلة للقوات اليوغسلافية ستكون عرضة للضربات مع دخول الحلف المرحلة الثانية من حملته العسكرية على يوغوسلافيا.
وهذه هي الاسلحة والانظمة المسؤولة عن دعم حملة القصف الصربي للقرى في كوسوفو.
وأضاف شيا قائلا اننا سنستهدف الاسلحة وايضا جميع القوات بما في ذلك الجنود الذين يشاركون في العمليات في الميدان.
وقال مسؤول بالحلف ان الهدف ليس قتل الجنود في حد ذاته لكن إذا حدث وان دبابة كان فيها طاقمها فليكن.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved