* الرياض الجزيرة
تحت عنوان (الوسطية الإسلامية في مواجهة العولمة) عقدت رابطة العالم الاسلامي في إطار موسمها الثقافي لضيوفها الحجاج في مقر الضيافة بمنى ندوة ثقافية فكرية مساء يوم السبت الماضي تحدث فيها الدكتور مانع بن حماد الجهني الامين العام للندوة العالمية للشباب الاسلامي التي تتخذ من الرياض مقراً لها، عن التعريفات الاقتصادية والثقافية لمصطلح العولمة ووصفها بأنها نوع من انواع الغزو الاقتصادي والفكري والثقافي الشامل في كافة المجالات عبر العالم مشيرا الى ان هذا الغزو لم يعرض في الساحات الدولية بشكل محايد وانما تلقى الدعم من القوى الدولية الرأسمالية ، واعرب الدكتور الجهني عن خشيته من آثار هذا الغزو وعلى الأجيال والؤسسات في العالم الاسلامي ودعا الى الانتباه من هذا الغزو لئلا يكون المسلمون فريسة سهلة لمضامين العولمة الاقتصادية والثقافية ولا سيما وان المؤسسات والقوى الغربية التي تتبنى العولمة تفرض شروطا على المجتمعات البشرية ومنها المجتمعات الاسلامية مقابل التعاون الاقتصادي على سبيل المثال.
وبيّن الدكتور الجهني ان العولمة عملت على توجيه الاقتصاد والاعلام والثقافة والفكر في العالم مشيرا الى وسائل العولمة في السيطرة على الاعلام وضرب عددا من الامثلة والنماذج التي تشير الى همينة العولمة على مؤسسات الاعلام الدولية الكبرى وحذر من سيطرة العولمة ومن يقفف وراءها على الجوانب الثقافية للامم، واستشهد بما ذكره الدكتور عبدالعزيز التويجري مدير عام المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة من ان العولمة في هذا الاتجاه تخترق سيادة الشعوب والامم، كما نبه الى الاخطار اللا اخلاقية للعولمة مستشهدا بالعديد من المؤتمرات والندوات الكثيرة التي عقدت لترويج المفاهيم والتعليقات التي تتبناها الجمعيات المنحرفة، وتساءل لماذا يعمل البعض على فرض ذلك على المجتمعات الاسلامية.
وقال لقد تم اتخاذ قرارات تحت ظل العولمة بهذه الامور التي تعمل هيئة الامم المحدة على فرضها على المجتمعات البشرية ومنها المجتمعات الإسلامية، واستشهد كذلك بالمؤتمر العالمي للشباب الذي عقد مؤخرا في لاهاي بتخطيط من بعض لجان هيئة الامم المتحدة حيث اتخذ المؤتمر قرارات تتعلق بالاسرة وتهدف الى هدمها مشيرا الى ان المؤتمر طرح اشكالا متعددة للزواج من شأنها فرض الفاحشة على المجتمعات البشرية.
ثم تحدث فضيلته عن الوسطية الاسلامية وقال ان الوسطية هي الاعتدال والتوازن والعدل والاستقامة والمنهج المحمود مشيرا الى قوله تعالى (وكذلك جعلناكم امة وسطا) أي الأمة المسلمة التي قال عنها الله سبحانه وتعالى (كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) وبيّن ان الوسطية هي افضل منهج عرفته البشرية لأنه من تنزيل خالق البشرية فيما انزله من وحيه الكريم,, وفصل القول في مضامين المنهج الاسلامي الوسطي مبينا اهم الخصائص التي تميزه واعلاها صلة الانسان بربه وهو المنطق الذي يوجه الانسان الى العمل الصالح المقيد للإنسانية، واشار الى ان هذا المنهج هو منهج دين الفطرة البشرية.