Monday 29th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 12 ذو الحجة


تعقيباً على تصريح الغاطي
هذا ما ننتظره من أمن الطرق

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت تصريح سعادة قائد القوات الخاصة لأمن الطرق اللواء حسان بن عبدالله الغاطي في العدد (9644) تحت عنوان (ايقاف المتجاوزين لحدود السرعة على الطرق,, سببه الوقاية) وما أكده من ان ايقاف المخالفين يهدف إلى سلامتهم وسلامة غيرهم وانه يندرج تحت مبدأ الوقاية ورفع مستوى السلامة المرورية على الطرق, وبداية اود ان اشيد بجهود القوات الخاصة لأمن الطرق هذا الجهاز الذي اثبت نجاحا باهرا خلال سنوات قليلة من انشائه وكرس مفهوما جديدا لسالكي الطرق هو مفهوم الخدمات الانسانية والاسعافية التي يقدمها بمفهوم الامن الشامل , والامن الشامل لا يعني فقط تعقب المجرمين ومعاقبة المخالفين وإنما يتجاوزه ليشمل مفهوم المساعدة الانسانية للمتعطلين والمنقطعة بهم السبل واسعاف اصحاب الحوادث ودرء الاخطار عن الطريق,, ان جهاز أمن الطرق جهاز يعول عليه الكثير فهو في موقع حساس وعليه العين واي تصرف يظهر من افراده مسلطة عليه الاضواء إن كان حسنا او كان سيئا وفي اغلب الاحيان هي تصرفات تنم عن ذوق رفيع في التعامل بمفهوم مغاير للمفاهيم السابقة التي تصور الجندي او العسكري او الشرطي على انه بعبع يطاردنا ويتعقب مخالفاتنا ويزيدها,, ويكفي ان السائق يصاب بشيء من الربكة إذا رأى سيارة المرور وهو في حقيقة الامر من أكفأ السائقين ولم يرتكب خطأ يوجب العقاب وانما خلق ذلك هذا المفهوم السيئ عن رجل المرور الذي بدأ جهاز أمن الطرق برجاله الاوفياء وضباطه الامناء وعلى رأسهم اللواء حسان بن عبدالله الغاطي قائد القوات الخاصة لامن الطرق بدأ يمحو هذه الصور تدريجيا وسيكتمل محوها بإذن الله بجهود هؤلاء الرجال وعزمهم,, وعلى قدر اهل العزم تاتي العزائم.
وانطلاقا من مبدأ التعاون وابداء الملاحظات,, نظرا للاستجابة السريعة والفورية من سعادة اللواء حسان الغاطي كما عهدناه دوما,, فإني اسوق عددا من الملاحظات التي تكونت لدي:
أولا: لاشك ان جهاز امن الطرق جهاز حديث النشأة ومع ذلك فقد غطى معظم طرق المملكة الرئيسية ولاشك ان تغطية الطرق تتم بشكل تدريجي نظرا للاعتمادات المالية اللازمة لمثل ذلك,,, ولكن يلاحظ ان هناك عددا من الطرق الخطرة لم تتم تغطيتها,, ويجب ان تكون الاولوية لها في التغطية بدلا من تغطية طرق يمكن ان يقوم بتغطيتها جهاز الشرطة.
ثانيا: بالنسبة لنقاط التفتيش الثابتة والمتغيرة,, هي نقاط مهمة لتأدية مهام الجهاز والنقاط الثابتة هي نقاط واضحة ولها علامات تحذيرية مرورية قبل مسافات كافية مثل عيون القطط والسيراميك واللوحات التي تقول امامك نقطة تفتيش ولكن يجب انارة هذه المواقع بأنوار على اعمدة انارة حتى ترى من بعيد وحتى يمكن قراءة المستندات ومشاهدة ضابط الامن أو الفرد في الموقع.
أما بالنسبة للمواقع المتغيرة فهي مواقع تقام فجأة ولا تراعى فيها اساليب السلامة المرورية ويجب وضع علامات تحذيرية لها مثل الاقماع المضيئة قبل مسافات طويلة واضاءة السفتي كعلامة تحذيرية وقد فوجئت شخصيا بعدد من هذه النقاط.
ثالثا: يجب ان يكون تركيز جهاز أمن الطرق مروريا على المخالفات الخطرة,, التي هي سبب الحوادث مثل السرعة الجنونية وخصوصا سرعة الشاحنات الجنونية على الطرق حيث لا ترى حادثا إلا وتشترك فيه شاحنة وكذلك سرعة الحافلات حيث يجب عقاب مثل هؤلاء السائقين عقابا صارما حتى لو تطلب الامر سجنهم,,! ويجب تحديد سرعة للشاحنات وسرعة لسيارات الركوب بدلا من وضع سرعة واحدة لجميع انواع السيارات,, وكذلك السيارات العوراء التي تسير في الطرق المفردة خصوصا,, وشخصيا قابلت عددا لا بأس به من هذه السيارات وقد احصيت في احدى المرات هذه السيارات فوجدتها تصل إلى حوالي 40% من السيارات التي قابلتها في طريق مفرد,,! وكذلك الانوار المبهرة التي تصيب السائق المقابل بالعمى المؤقت وتسبب حوادث مفزعة,, فلماذا كل هذا الاستهتار الذي يجب ايجاد عقاب صارم له,, وكذلك الوقوف على حافة الطريق,, وقد شاهدنا ورأينا الحوادث المفزعة بسببه,, انني لم افهم حتى الآن ما هو الخطر المروري في انتهاء تاريخ الرخصة او الاستمارة الذي يركز رجال امن الطرق جهودهم عليه تركيزا شديدا وكأنه المخالفة المرورية الكبرى التي ستسبب حوادث شنيعة,, لاشك ان رخصة القيادة مهمة واستمارة السيارة مهمة ولكن ليس بهذه الدرجة والتركيز عليهما والتهاون مع المخالفات الاخرى الجوهرية,,!
رابعا: لاشك ان الفرد المتواجد في الميدان يواجه ظروفا متغيرة ويتعامل مع ألوان وأصناف من البشر وهو الذي يطبق انظمة المرور وأمن الطرق ويحاول جاهدا تطبيق الانظمة دون تجاوز او تعدٍّ على الآخرين,, ويجب اختيار هذا الفرد بعناية فائقة واجراء الاختبارات الميدانية اللازمة له واعطاؤه جرعات ثقافية متعددة,, ولو تطلب الامر وضع ضباط في هذه المواقع لكان افضل,, لقد واجهت كثيرا من افراد أمن الطرق تعاملهم نوع من الخشونة وربما نوع من الاستفزاز في كثير من الاحيان لمجرد مخالفة بسيطة وكأن المخالف عدو لجهاز أمن الطرق,, ان المخالف ربما يكون جاهلا بمخالفته ولم يتعمدها ومن هنا وجب التعامل معه بلطف ومرونة بدلا من كلمات التعالي والتوبيخ التي لا طائل من ورائها,, وعلى العكس من ذلك هناك بعض من الافراد في تعاملهم سلوك حضاري متميز.
انني لا اتجنى على افراد أمن الطرق ولكنني أتمنى ان تزول هذه السلوكيات عنهم في يوم من الايام بالارشاد والتوجيه والمتابعة الميدانية,, واستقبال الشكاوى.
خامسا : هناك موضوع جدير بالاهتمام وهو من صلب اعمال أمن الطرق لانه امن لسالكي الطرق على حياتهم,, وهو محاربة الابل السائبة,, او بالاحرى محاربة اصحابها المستهترين بحياة البشر,, لقد اصبحت هذه الابل كالقنابل الموقوتة علىالطرق تهتم بالانفجار في اي لحظة,, وحوادثها في تزايد مستمر وحصدها للارواح مستمر,, واستهتار اصحابها يزيد مع عدم وجود عقاب صارم,, ان العقاب المتمثل في حجز هذه الابل واعلانها وتسليمها لاصحابها يمثل تشجيعا لهم على الاستهتار,, ولكن الامر يتطلب عقابهم بشكل رادع وهذا هو الحل الناجع الذي لا يحتاج الى دراسات.
سادسا: يلاحظ الدور الانساني الرائع لجهاز امن الطرق المتمثل في اسعاف المتعطلين على الطرق وهذه بادرة ممتازة تشكل نقطة مضيئة لهذا الجهاز لانها تزيل الحاجز بين رجل الامن والمواطن وتزيد من ثقته فيه,, ويجب تفعيل هذا الدور في اسعاف مصابي الحوادث الذي يظلون لساعات دون مسعف على الطرق الطويلة التي لا توجد عليها اسعافات,, ان هذا من اختصاص الهلال الاحمر لاشك,, ولكن الهلال الاحمر لم يقم بدوره,, وحان الوقت ليقوم جهاز امن الطرق بهذا الدور الانساني الرائع عن طريق تخصيص سيارة اسعاف,, أو حتى تخصيص اسعاف طائر طائرة واحدة لتغطية جميع شبكات الطرق,, هذه مجرد رؤى وملاحظات أثق ان لدى اللواء حسان الغاطي الاجابة الشافية عليها كما عودنا دائما.
المهندس عبدالعزيز بن محمد السحيباني
البدائع - مكتب الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved