Monday 29th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 12 ذو الحجة


سكر الحمل ومخاطره على الأم والجنين

يعد الحمل المصاحَب بمرض السكر من انواع الحمل ذات الخطورة حيث ان عدم التمكن في منسوب السكر في دم الأم يؤثر تأثيرا سلبيا ليس فقط في صحة الأم وحياتها بل على صحة الجنين وحياته أيضاً وكذلك الأم والمولود فيما بعد, وينقسم الحمل المصاحب بمرض السكري الى نوعين رئيسيين الأول هو حدوث الحمل في وجود مرض السكري عند الأم والثاني هو الذي يظهر فيه مرض السكري أول مرة اثناء فترة الحمل وبخاصة النصف الثاني منه وفي الحمل الطبيعي يتحول,,,, الغذائي الى خدمة الجنين وذلك بتوفير سكر الجلوكوز والاحماض الأمينية بالدم, ويتم هذا عن طريق هرمونات الحمل التي تفرزها المشيمة وتضاد عمل الأنسولين الذي يفرز من غدة البنكرياس, فإذا فرضنا ان هناك خللاً بسيطاً في عمل البنكرياس فإن افراز الانسولين اثناء فترة الحمل لن يكون كافيا ليضاد عمل هرمون الحمل مما ينتج عنه ارتفاع في معدل الجلوكوز بالدم ويسبب مرض الحمل السكري, وحول انتشار الحمل السكري يتراوح بين 3 الى 12% بين الحوامل ويختلف من بلد الى آخر وكذلك بين مواطني البلد الواحد وذلك حسب اصل المنشأ, وقد يمر الحمل السكري بدون أي أعراض مرضية مثل ما لمرض السكري ولكنه اذا تم اكتشافه مبكرا فسوف يؤدي الى كبر حجم الجنين مع احتمال زيادة السوائل الامينوسي داخل الرحم مما قد ينتج عنه تعثر في الولادة وتعريض الأم والجنين أو كليهما للمخاطر, ولا تتمثل المخاطر في الولادة فحسب ولكنه قد يتوفى الجنين داخل الرحم او يصير للمولود هبوط حاد في السكر بعد ولادته مباشرة وقد يستمر اصابة الأم بداء السكري بعد الولادة, لذا فإن الكشف المبكر عن هذا المرض مهم جدا لتفادي مخاطره ويتم ذلك بين الاسبوع الرابع والعشرين والثامن والعشرين من الحمل بطرق طبية خاصة, وعلاج ارتفاع السكر مع الحمل يعتمد على الحمية الغذائية اعتمادا اساسيا وكذلك تساعد التمرينات الخاصة بالحمل وقد تحتاج بعض الحالات إلى استخدام ابر الانسولين, ويتم ذلك العلاج في مراكز متخصصة حيث يتم التعاون فيها بين طبيب الولادة وطبيب الغدد واخصائية التغذية والمشرفة الصحية حيث ان لكل منهم دوراً فعالاً ومهماً ومكملاً للآخر فطبيب الولادة يقوم بالكشف الدوري على الأم والتأكد من صحتها وصحة الجنين ويقوم بتحديد موعد طريقة الولادة, وطبيب الغدد الصماء يقوم بتحديد جرعات الانسولين ويتأكد من عدم وجود مضايقات مرضية بالنسبة للأم, واخصائية التغذية تحدد نوعية الحمية الغذائية المناسبة بما لا يتعارض مع صحة الأم ونمو الجنين, والمشرفة الصحية تقوم بتدريب الأم على تحليل السكر وأخذ ابر الانسولين وتدوين كل ذلك بالكتيب الخاص, أما بعد الولادة فإن حوالي 30% من الأمهات قد يستمر معهم مرض السكري ولذا ينصح مرضى الحمل السكري بالاستمرار في الحمية لتقليل نسبة اصابتهم بمرض السكري, أما بالنسبة للأمهات اللائي تم علاجهن بالأنسولين في فترة الحمل فيختفي احتياجهن للأنسولين بعد الولادة وتكون الحمية الغذائية كافية, وفي كل الأحوال يجب الكشف على المولود مباشرة من قبل طبيب اطفال حديثي الولادة لعمل الفحوصات اللازمة والتأكد من سلامة المولود وباتباع طريقة العلاج التي ذكرت من قبل فإن نسبة المخاطر للأم والمولود بالحمل السكري تكون مثلها مثل الحمل الطبيعي بإذن الله.
د, حسام الدين محمد غنيم
استشاري نساء وولادة - مستشفى الملك خالد للحرس الوطني

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved