هناك صنف من البشر يحبذون افتعال الاشاعات وهناك صنف من البشر يحبذون نشرها بسرعة لمصلحة ذاتية وغير مصلحة كغريزة أخلاقية تربى عليها بغية تعويض نقص في امكاناته وانه يستطيع ان يستجلب المعلومات قبل اعلانها رسميا وتطالعنا بين الفينة والاخرى العديد من الشائعات في سوق الاسهم عموما الحساس وخصوصا في سوق الاسهم المحلية في ظل قلة الشفافية في اصدار المعلومة بحذافيرها بما فيها من سلبيات وايجابيات والتي تنخر في سلوكيات المتعاملين في السوق مما يؤثر بلاشك على مجرى سعر السهم سوقيا فمثلا في الآونة الاخيرة وقبل ان تعلن شركة سابك عن حجم الارباح المصروفة لمساهميها عن نتائجها عن العام المالي 1998م والتي تأخرت على الرغم من اعلان اجمالي الارباح المحققة للعام المالي 1998م بوقت كبير، فخلال الفترة من اعلان اجمالي الارباح المحققة لسابك وحتى اعلان حجم الارباح المصروفة تداول العديد من المستثمرين والمضاربين الموجودين في سوق الاسهم المحلية شبه يوميا مجموعة كبيرة ومتباينة من الاشاعات عن نية ادارة سابك لحجم الارباح المصروفة لمساهميها عن عام 98م فكانت المبادرة التي لا داعي لها والمتسرعة من قبل جريدة متخصصة في الاقتصاد ان قالت بان ادارة سابك تنوي التوصية بصرف 9 ريالات للسهم الواحد عن نتائج عام 98م وبنت على ذلك ان الشركة قد حققت خلال عام 98م مبلغاً زاد على ملياري ريال كأرباح صافية والتي تشكل قرابة 21,10 ريالات للسهم، وان الشركة تتجه لصرف 9 ريالات والتي تشكل 88% من اجمالي الارباح المحققة للشركة وربما قاس ذلك على شركة الاسمدة التي قامت ادارة الشركة بالتوصية بصرف جل ارباحها المحققة لعام 98م ونشر التوقع بصرف سابك 9 ريالات للسهم الواحد قد ساهم بشكل كبير في اقبال المستثمرين والمضاربين على حد سواء في الشراء بسهم الشركة الذي بدوره عزز من وضع السهم بشكل مباشر، كما تداول المتعاملون في سوق الاسهم المحلية العديد من الشائعات حول الصرف المحتمل لسابك عن عام 98م والتي تباينت بين نية الشركة صرف 5,6 ريالات للسهم كحد ادنى وحتى 10 ريالات للسهم الواحد وتركزت معظم الشائعات على 5,7 ريالات للسهم كأرباح موزعة عن عام 98م وفي النهاية حسمت ادارة سابك بعد تشبع سوق الاسهم المحلية بالشائعات عن سابك وارباحها الموزعة الاعلان عن نية ادارة الشركة بصرف نصف الارباح المحققة لعام 98م بواقع 5 ريالات للسهم، مما كان مفاجأة للعموم وخصوصا في خضم رسوخ الشائعات السابقة التي عززها خبر الصحيفة المتخصصة ونشر توقعاتها التي اصابت الكثير من المتداولين بخسائر سوقية مؤكدة, وبعيدا عن سابك وما جرى لها من احداث سوقية تفشت مرة اخرى اشاعة حول احد البنوك المحلية حول الانخفاض الحاد في صافي ارباحه في الربع الاول من العام المالي الحالي 1999م حيث يقوم بوضع مخصصات عالية بغية تغطية الشكوك حول سداد مديونيته لأحد الاسواق الضخمة التي قام بجدولة ديونه بغية اعدامها على فترات بأسرع وقت ممكن حيث يبلغ المخصص لاعدام الديون بواقع 30 مليون ريال كل مركز مالي في ثلاثة شهور وكانت تلك الاشاعة كان لها تأثير واضح على سلوك السهم، ولكن تظل الشائعة اشاعة على مسماها حتى يعلن المركز المالي الأول 99م للبنك، فكما ان اشاعة سابك الفاشية في قاعات التداول ثبت عدم صحتها فكذلك احتمالية اشاعة عن ذلك البنك غير صحيحة.
وهنا اريد ان اصل الى ان على الاخوة المتداولين عدم التسرع في نقل الاشاعات ذات الاهداف المغرضة حتى تتضح من قبل احد مسؤولي الشركة وعلى الصحف عدم نشر أي اشاعات بشكل مفصل كما نشر عن ارباح سابك عن عام 98م في احدى الصحف مؤخرا مما يعد ارتكاب خطأ في حق المتداولين والسوق بصفة عامة، كما أن على الاخوة المسئولين عن الشركات المساهمة ايضاح الحقيقة بشكل سريع وتفنيد الاشاعات وخصوصا المنشورة في الصحف المحلية لما لها من تأثير كبير على سلوك السوق وبالتالي تتحقق المصداقية في سوق الاسهم المحلية وان هناك من يريد تحقيق المصلحة العامة وتغليبها على المصلحة الخاصة لإيجاد مبدأ الشراكة الحقيقية للمعلومة الصحيحة التي تخدم السوق وبالتالي بتر الشائعات في مهدها قبل ان تتأصل في نفوس المتداولين.
أحمد إبراهيم السويلم