كشف بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل في تصريحات صحفية تنشرها اليوم صحيفة معاريف وتناقلت وكالات الانباء فقرات منها امس كشف عن مفهومه العقيم للسلام الذي لا تختلف لغات العالم كلها في تعريف معناه,
فقد قال حرفياً:ان السلام الوحيد الممكن تحقيقه في منطقة الشرق الأوسط هو السلام المضمون المبني على قوة الردع والذي يبقي في أيدينا أراضي ووسائل للدفاع عن هذا السلام ,
واضاف في حديثه عن الدولة الفلسطينية فجدد معارضته لها قائلا:ان موقفه من الدولة الفلسطينية نابع من فهمه بأن اقامة هذه الدولة تعني تملُّك الدبابات والمدافع والمقاتلات وقواعد الارهاب ,
وبمثل هذا الفهم لمعنى السلام، ولمعنى دولة القانون التي يسعى الفلسطينيون لإعادة إقامتها على ترابهم الوطني كما كانت قائمة في أرض وطنهم فلسطين قبل اغتصاب العصابات الصهيونية له، بمثل هذا الفهم فإن نتنياهو يجعل من عملية السلام في الشرق الأوسط برمّتها مجرد ملهاة سياسية، ومضيعة للوقت والجهود التي بذلها ويبذلها العرب ومَن يهمهم سلام الشرق الأوسط في جميع أنحاء العالم لتحقيقه بين العرب واسرائيل,
ونعتقد ان زعيماً لدولة يملك ان يصنع قراراتها مثل نتنياهو عندما يفكر بمثل هذا الأسلوب العدواني، وهذا الفهم التسلطي،بل العنصري، يجب ان يسقطه دعاة السلام العادل والشامل عرباً وغير عرب من اعتبارهم وتجاهله بالكامل، حتى وهو في منصب رئيس الوزراء لأن وضعه في مثل هذا المنصب الخطير ينمُّ عن خلل أخلاقي وخطأ فكري واضطراب يدعو للسخرية في مسرح السياسة الاقليمية والدولية,
فحديث نتنياهو عن السلام القائم على قوة الردع يدل على أنه رجل ذو حساسية شديدة عند مواجهة حقائق الواقع أو حقائق التاريخ,, إذ إنه نسى أو تناسى ان القوة التي كان يمثلها الجيش الذي لا يقهر أو جيش اسرائيل، لم تمنع إلحاق الهزيمة المذلة به في حرب اكتوبر 1973م، حيث سقطت الى الأبد اسطورة الجيش الذي لا يقهر ,
وينسى نتنياهو أو يتناسى ان كل ما تملكه اسرائيل من قوة لايجديها نفعاً إذا اندلعت حرب مع العرب إن لم تهب الولايات المتحدة الأمريكية الى نجدتها كما حدث في حرب 1973م,
وينسى نتنياهو أو يتناسى ان المستقبل لصالح العرب قوة بشرية وقوة عسكرية وقوة اقتصادية,, وان اعتماده على قوة الردع لفرض سلام على العرب هو في حقيقته ضرب من ضروب الاستسلام، لن يطول أمده، لأن الظلم لن يدوم الى الأبد، فلابد للحق من ان ينتصر في نهاية الأمر ويقوم العدل ويتحقق السلام الذي يعني المودة والتعايش والتعاون والأمن والاستقرار ونبذ كل الأطماع في حقوق الغير,
الجزيرة