الحمد لله الذي منّ على المسلمين أداء هذا النسك العظيم حج بيت الله الحرام ,
والحمد لله الذي منّ على هذه البلاد بهذه الميزة العظيمة- خدمة بيت الله الحرام,, وخدمة ضيوف الرحمن,
لقد تمكن حجاج بيت الله الحرام من أداء هذا الركن العظيم,, الركن الخامس من أركان الاسلام بكل يسر وسهولة,, ولم يجدوا بفضل الله ومنته صعوبة أو مشقة أو عناء رغم ضخامة هذا العدد ومحدودية المساحة ومحدودية الأيام,, إلا ان فضل الله ومنته أولا,, ثم ما يسرته حكومتنا الرشيدة وما سخرته من امكانات جعل أداء هذا النسك سهلا ميسورا جدا,, وهو ما شاهده ولمسه وتعامل معه كل حاج,
لقد شاهدنا وشاهد كل مسلم وطأت قدمه أرض مكة المكرمة والمشاعر -هذه الخدمات العظيمة,, وهذه التسهيلات الكبيرة,, التي اضطلعت بها هذه البلاد التي شرفت بخدمة المشاعر المقدسة,
لقد لاحظنا جميع الجهات المسؤولة تتسابق وتتبارى في خدمة ضيوف الرحمن,, وشاهدنا عبر الشاشات كيف تنساب حركة الحجيج بكل يسر وسهولة وأمان,, وقد وُفر لهم كل ما يحتاجون من أكل وشرب واتصالات ومواصلات وأدوية وامكانات وكل ما يحتاجونه عبر عمل أشبه بالمعجزة - انه التحدي بعينه,
أكثر من مليوني شخص يسيرون في لحظة واحدة,, وينطلقون في لحظة واحدة,, ويقفون في لحظة واحدة,, ويسكنون بقعة صغيرة = عرفات- مزدلفة-منى= ومع ذلك,, لامشكلة لدينا,
ان عددا كهذا العدد الضخم,, يشكل سكان دولتين أو ثلاث,, بل ان أكثر العواصم العالمية لا يوجد لها عدد كهذا الحجم ومع ذلك,, فهم هناك يعانون ويقاسون من شظف العيش ومن توفر السكن والدواء والغذاء,, وهنا بفضل الله,, لا مشكلة,
لقد سخرت حكومتنا الرشيدة كل امكاناتها من أجل هؤلاء الحجاج,, ويسرت لهم كل ما يريدون,
والاهتمام بحجاج بيت الله الحرام لا يقتصر على جهة دون أخرى - بل هو اهتمام كبير يبدأ من قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي يمنح كل وقته وجهده وما يملك من أجل الاسلام والمسلمين,, الى كل مواطن في هذا البلد,, والذي يعمل عبر منظومة متكاملة اسمها,, خدمة حجاج بيت الله الحرام,
ففي الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء برئاسة قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله قبيل موسم الحج,, ابدى خادم الحرمين الشريفين باسم المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا ترحيبا بالغا بضيوف الرحمن الذين بدءوا يتوافدون الى مكة المكرمة من كل فج عميق,, استجابة لنداء الرحمن بأداء الركن الخامس من أركان الاسلام,, آمنين مطمئنين,
وأعرب أيده الله عن أمله في أن يؤدي حجاج بيت الله الحرام نسكهم ملتزمين بتحقيق الغاية الأسمى من الحج في ذكر الله في أيام معلومات,, متضامنين متعاونين متآزرين متكاتفين,, بعيدين كل البعد عن كل ما يكدر صفو الحج وعظمته,, إعمالا لما ورد في القرآن الكريم )ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب(,
وحث الملك المفدى يحفظه الله على بذل أقصى الجهود في الاستثمار الأمثل لكافة ما هيأته الدولة من امكانات لكي يؤدي الحجاج شعائر حجهم في أجواء من الراحة والاستقرار,
هكذا يكون الاهتمام بحجاج بيت الله الحرام,, وهكذا تكون رعايتهم,, ومن هنا- يكون النجاح بفضل الله تعالى,
إننا ونحن نودع هذه الأيام ضيوف الرحمن,, لنسأل الله تعالى,, أن يمنّ عليهم بالقبول,, وأن يجزي قادة هذه البلاد كل خير على ما قدموه ويقدمونه من أجل ضيوف الرحمن,
عبدالرحمن بن سعد السماري