عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مناسبة الأضحية أثبت مسلخ محافظة الرس في مدينة الرس ونحن نعيش أيام العيد المبارك انه يفتقر إلى أبسط القواعد الصحية التي يدركها عامة الناس فضلاً عن أهل الاختصاص.
ففي صبيحة يوم العيد اتجهت كعادتي إلى حيث تباع الأغنام وبعد حوالي نصف ساعة من التجول هناك حيث قابلت مجموعة لابأس بها من الخراف بجنسيات مختلفة تتناسب بصورة بيانية ساحرة مع طبيعة وجنسيات العمال الذين يقومون ببيعها، وكل منهم يؤكد أن خرافه طيبة وشابة بدليل الأسنان التي يعرضها أمامك في كل مرة تقف وجهاً لوجه أمام أحدها,,
وقع اختياري أخيراً على خروف يبدو من ملامحه انه ابن حلال ويفي بالشروط المعروفة,.
أخذت الخروف إلى المسلخ المجاور وفي لمح البصر تحول المسكين إلى جثة هامدة، لابأس فهذا مصيره المحتوم,, بالطبع تعطيك سرعة انهاء حياة الخروف انطباعاً عاماً بسرعة انجاز معاملات الخواريف في ذلك المسلخ، بكل أسف فهذا غير صحيح، لقد ظل الخروف مع أكثر من ثمانين خروفاً وهو جثة هامدة ولعدة ساعات وصلت في حق صاحبي الى أكثر من ثلاث!
وهو في جلده! حتى انتفخت -لاأقول أوداجه- بل بطنه ومصارينه وصارت رجلاه تبتعدان عن بعضهما بصورة تدريجية مع الزمن حتى وصلت الزاوية بينهما الى حدود 180 درجة! وصار شكله يذكرني بأمية بن خلف عندما قتل يوم بدر!!
اشتدت انتقادات الناس وضغوطهم بسبب التأخر الشديد والفوضى وبسبب التردي المزري في أداء الجزارين البنغاليين, وأدى ذلك إلى ضرورة رص الصفوف واعادة هيبة المسلخ والتي قام بها المشرف حيث أثار الحماس في نفوس الجزارين وكان من شدة حماس أحدهم ان رأيته يجري بسرعة على أرض المسلخ التي غطتها الدماء فزلقت قدماه حتى وصل إلى نهاية المدرج عندما اصطدم بأكداس الأغنام وسقط على مقعدته وهو مازال ممسكاً برأس الخروف مما أثار الضحك الذي خفف بعض الشيء من معاناتي.
ومن الصور الطريفة أيضاً عجوز تقف في الخارج بانتظار ذبيحتها التي ضاعت بسبب الفوضى والتأخير,, وتحت الحاحها وتكرار طلبها قال لها المشرف: ياخالة هل تعرفين رأس خروفك؟ فصرخت: وكيف لي أن أتذكر صورة الخروف الذي وصل للتو من السوق؟ ووصل بها الحال أن رأيتها تفتش بين الجلود في محاولة يائسة للتعرف على هوية حبيبها الذي نوته بعينه أضحية لها,,عندما سألت المشرف: كيف تسلخون خرافاً ذبحت للتو وتتركون أخرى مذبوحة منذ ساعات؟
قال: الطاسة ضايعة! قلت له: هل تعرف رأسها؟!!
ومن الصور الطريفة كذلك رأيت أحدهم وهو يتحمس ويقول انه يزمع الوقوف في السكة مخبراً كل قادم بان يهرب بجلده! والايتوهق كما فعل غيره!انه من الواضح جداً ان المسلخ فشل في ذلك اليوم بصورة غير مقبولة اطلاقاً، فعلى أقل تقدير كان من الأولى ابقاء الخراف حية حتى يصل دورها في عملية السلخ حفاظاً على صحة اللحم ونقاوته, وكان من الممكن الاستعانة بجزارين من خارج المسلخ في ذلك اليوم بالذات -وللضرورة أحكامها- أيضاً فكفاءة الجزارين متدنية جداً لدرجة ان ثلاثة منهم يجتمعون على جلد خروف واحد، وأجسامهم صغيرة جداً لاتصلح للذبح والسلخ.
على كل حال لاأتوقع ان تلك الصورة التي رسمتها كما حصلت تمر دون محاسبة بل لابد من محاسبة المسؤولين عنها لأن مصلحة المجموعة مقدمة على مصلحة الأفراد والله من وراء القصد.
د, ناصر الزايد