خسر أدباء المناسبات المتصنعون مواقع متقدمة في خارطة التاريخ الأدبي، حيث افتقر ادبهم الى مقومات النجاح والتميز,, ولم يهتد إلا قليل منهم بذكائهم الى المراوحة بين المناسبة والذات ومزجهما مزجا يصعب فيه الفصل بينهما.
وبالرغم من ان كثيرا منهم لم يخضعوا لضغط او تأثير لتحوير ابداعهم وتحريفه الا انهم طرحوا الالتزام الادبي الفني جانبا وهرولوا بعيدا عن ذواتهم,, وينسحب هذا القول على الادباء المصابين بمرض الاسهال الكتابي ,, الذين لا تكاد تخلو مطبوعة محلية من مقالة لهم او صورة او تعليق، وتتجاوز مقالات بعضهم العشرة في الاسبوع ما بين ادبية واجتماعية ورياضية وطبية وغيرها دون مراعاة للحدود الاقليمية ودون ترك الامر لذوي الاختصاص ,.
مما اشغلهم عن تطوير ادواتهم وعن رفع مستوى انتاجهم الابداعي والذي يتأكد من خلال قراءة التاريخ الادبي ان ترتيب الافضلية يتغير مع مرور الزمن لمصلحة المبدعين حقا قلّ إرثهم ام كثر ,, وأعجبني - حقيقة احد محرري صحيفة محلية حين استفهم عن قلة مقالاته - علما ان له مقالة واحدة فقط في الاسبوع - فأجاب الوقت لا يكفي لكتابة اكثر من واحدة !!
ان احترام القارىء يجبر الكاتب المنصف على مراجعة ما يكتبه مرارا وبيقينه ان استمرار العمود او المقالات المتفرقة لا يعني ابدا تجاوزها عيني القارىء ودخولها في دائرة القبول والاعجاب,, لذلك كله كان لابد من تفاعل الكتاب الجادين بالتعرف على الطرح الايجابي والاشةادة به، وبتهميش مرضى الاسهال الكتابي حتى يشفيهم الله.
|