كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن مستوى الخدمات التي تقدمها خطوطنا السعودية لعملائها, والحق يقال، إن الخطوط الجوية العربية السعودية تعتبر من افضل شركات الطيران في العالم من حيث نوعية اسطولها الحديث والعملاق أو من حيث امانها المتمثل بعد توفيق الله في برامجها التدريبية عالية المستوى خاصة في مجال الصيانة إجمالا، ويلاحظ كذلك ان الخطوط السعودية من افضل القطاعات التي تعمل بجد نحو سياسة السعودة، خاصة في مجال تدريب وإعداد الكوادر الفنية المتخصصة في مجال علوم الطيران والملاحة الجوية، وبدأنا نلاحظ في الفترة الاخيرة كوكبة من الشباب السعودي اقتحم الجو باصرار، وبدأ يعمل بجدارة في الضيافة والملاحة الجوية إلى جانب زملائه من الطيارين ومساعديهم.
لن أسترسل في وصف مناقب هذه المؤسسة العملاقة التي نفخر بها جميعا، ولكن موضوع هذا المقال ملاحظات عن بعض السلبيات رأيت ان اسردها هنا بشيء من التفصيل آمل ان تبلغ من بيدهم الامر فيعملون على وضعها ضمن اولويات التطوير المستمر لهذا القطاع الحيوي مما سيجعل من خطوطنا السعودية اروع وأفضل بإذن الله.
أول الملاحظات هي السلبية المتكررة التي يلقاها الراكب على الرحلات الداخلية من قبل موظفي الخطوط، فكل من سافر بالطائرة داخل المملكة يعتبر شاء أم أبى واحداً من الملايين الذين يستفيدون من خدمات الخطوط السعودية التي لا يوجد لها منافس في مجال النقل الجوي داخل المملكة، وباختصار فإن عدم وجود منافس للنقل الجوي على الرحلات الداخلية لا يعطي الحق للخطوط السعودية ان تتساهل في خدمة الراكب الداخلي، فالرحلات تتأخر في معظم المطارات الداخلية وبشكل يفقد الركاب الكثير من ثقتهم بناقلهم الوطني، الامر الذي يجعل كثيرين ممن يتعرضون لمثل هذه التأخيرات والسلبيات الاخرى يبادرون بالسفر على خطوط اجنبية عندما تتاح لهم الفرصة للسفر خارج المملكة.
وما دام الحديث عن الرحلات الداخلية فإن الملاحظة الثانية هي بخصوص المواسم التي تكون معروفة في الغالب قبل وقتها بشهور عديدة، هذه المواسم التي لا تتوفر لمعظم شركات النقل الجوي العالمية تعتبر ميزة لم تستفد منها الخطوط السعودية بالشكل المطلوب بل ان المتأمل يرى انها اصبحت عبئا على خطوطنا الجوية، فمشكلة الزحام على الحجز والفوضى في مكاتب السعودية قبيل بدء الاجازات تتكرر كل عام وبصورة تزداد سوءا كل عام عن العام الذي سبقه، واقتصار الخطوط السعودية على مكاتب قليلة في المدن الكبيرة مثل الرياض وجدة لتقديم الخدمات الارضية للعملاء لاتتناسب مع حجم الخطوط السعودية كمؤسسة عملاقة ولا مع اعداد الركاب الذين يتعاملون معها.
فمتى يستطيع الجهاز الاداري والتخطيطي في الخطوط السعودية الاستفادة من تجاربهم الماضية والمتكررة والعمل بشكل جاد للاستفادة من فرص المناسبات والإجازات ووضع الآلية المناسبة للتشغيل خلال المواسم المختلفة؟.
وللملاحظات بقية,.
د, عبدالله بن عبدالرحمن آل وزرة