كان عيد حج هذا العام متميزا نوعا ما، فسكان العاصمة توجهوا جماعات وأسرا الى المنطقة الشرقية والاستراحات والمتنزهات الصحراوية شمال الرياض.
وكانت فرصة لمقارنة التكلفة ما بين قضاء الاجازة في الرياض والمدن الأخرى, البعض أمضى اسبوعا في المنطقة الشرقية وصرف الكثير من المال, واشار الى ان تكلفة الاقامة لليلة في شقة مفروشة تضم غرفتين وصالة من الدرجة السيئة وصلت الى 500 ريال وبدون خدمات, وقد اشترك الجميع في الاشادة بالتطور الكبير الذي طرأ على شواطىء الخبر وكيف ان الكورنيش امتد للعديد من الكيلومترات وتطور الخدمات ومدن الملاهي التي طورت من وسائل الترفيه, هذا العام كانت المتعة الأسرية مختلفة في الخبر والدمام وشاطىء نصف القمر، حيث أصبح القمر بدرا, أما الرياض فقد كان التنزه يتركز على المتنزهات ورحلات البر قلت كثيرا لقلة هطول الأمطار عن الأعوام السابقة.
وهناك من فضّل السفر الى دبي والتمتع بمهرجانها السنوي والتسوق خاصة ان العرض هذا العام يتميز بخفض أسعار الاقامة والشراء الى النصف.
ومن هنا وبعد افادة البعض نجد ان الأسعار لدينا في المتنزهات والشقق المفروشة تتضاعف في الأعياد والعطل الرسمية والإجابة التي دائما نسمعها ان هذا موسم ويجب استغلاله.
ان السياسة الاقتصادية في المشاريع السياحية لدينا ما زالت تمر بمرحلة الارباك، فكثير من المستثمرين يتشابهون في المشاريع ولا يكاد يتميز أحدهم عن الآخر حتى الأسعار أما الشقق المفروشة فعددها زاد بشكل مطرد ولعل هذا أمر صحي إلا أن الاستغلال ما زال بسبب الربح المغري, لا أدري لماذا يطمع تجارنا في الربح السريع والمضاعف بالرغم من الرتابة وسوء التصميم للمشاريع السياحية, هذا العام أدرك ملاك المشاريع السياحية في المنطقة الشرقية ضرورة التغيير وكيفية اغراء الزائر, إننا اليوم نعيش في عصر التقنية التي يمكن استخدامها كثيرا اضافة الى ان كل منطقة لها طبيعتها، فالرياض طبيعتها صحراوية أي أنها بحاجة الى المساحات الخضراء الواسعة وعندما تذهب الأسرة الى المتنزهات في الثمامة والتي هي المتنفس الوحيد للأهالي تعود الأسرة وأبناؤها شُعثا غبرا بسبب الغبار المتطاير بسرعة في الجو من استخدام الدبابات الصحراوية والتي لا يخلو متنزه منها وكل متنزه عبارة عن خيمة مغلقة أو مربع من الطوب بدون سقف وثلاثة ارباع المساحة المتبقية لهذه الدبابات الخطرة على الكبار والصغار، ولا يوجد اي تنوع أو ترتيب، بل تراب في تراب واسعار مرتفعة, سكان العاصمة عددهم كبير وهم بحاجة لمتنفس راق ذي طبيعة مختلفة عن الصحراء يمكن إيجادها مع الامكانيات المالية الكبيرة لدى رجال الأعمال، وليس من الجميل ان يذهب نصف السكان مع كل موسم الى خارج المدينة, وهناك العطل الأسبوعية التي تحتاج فيها الأسرة ايضا الى التنزه, سيقول البعض هناك متنزهات داخل المدينة ولكن أقول لهم انها خاصة فقط بالأطفال أما الحدائق الموجودة فلا تزيد عن ثلاث أو اربع وجميعها لا تتناسب أبدا وليس بقدر الذهاب اليها, نحن بحاجة الى تطور في الفكر الاستثماري وان كان رجال الأعمال يجهلون ذلك فعلى هيئة تطوير الرياض ان تطرح عليهم مشاريع مقترحة مكتملة التصميم والمرافق وان تواكب الأساليب العالمية التي لا تحتاج الى صعوبة, علينا ان نخرج عن النمط الذي ساد وان يلتفت رجال الأعمال الى ما يفعلون بدءا بالتقليد الأعمى الى الأخذ بالأفكار الجيدة, ففي مدينة جدة تجد الشليهات تمتد الى اكثر من 70كيلومترا فأصبحت حاجزا اسمنتيا بين الأهالي والزوار والبحر ومن رغب رؤية البحر والاستمتاع به عليه ان يدفع من 700 ريال كأقل درجة من الشاليهات الى 3000 ريال لليلة الواحدة, وأرجو ألا تصل العدوى الى شواطىء المنطقة الشرقية التي بدأت الفكرة تنفذ فيها حتى لا يعود هناك شاطىء غربي أو شرقي.
إن السياحة فكر وفن ومتعة لا تقتصر على الأطفال، بل الأسرة بكاملها.
|