كشفت عن وجود أنواع نباتية يتم رصدها,, لأول مرة الهيئة الوطنية تسجل نجاحات جديدة في إعادة توطين الأنواع الفطرية المهددة بالانقراض طيور القطا والذئب العربي تظهر من جديد في محميتي حرة الحرة والخنفة |
كتب سلطان المواش
أبرزت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية النجاح الكبير الذي حققته برامج إعادة توطين الأنواع الفطرية المهددة بالانقراض في المملكة.
وكانت الهيئة الوطنية قد سجلت في أحدث تقرير لها نسبة الزيادة التي طرأت على أعداد بعض الأنواع الفطرية الرئيسية في محمياتها الطبيعية وشملت المها العربي وغزال الريم والإدمي والعفري بالاضافة الى الحبارى والنعام.
الأنواع الفطرية سجلت ارتفاعاً ملحوظاً
وفي هذا الإطار أظهرت الهيئة في تقريرها الذي اطلعت عليه الجزيرة زيادة أعداد غزال الريم في محمية حرة الحرة حيث وصلت الى حوالي 1350 غزالا كما زادت أعداد طيور الحبارى المقيمة لتصل خلال شهر واحد الى 746 طائرا بينما كان أقل تقدير في شهر سابق 44 طائرا, والى جانب الحبارى شوهدت طيور القطا والذئب العربي وغيرها من الأنواع في مواقع متفرقة في محميتي حرة الحرة والخنفة.
وسجل الباحثون وجود 142 نوعا نباتيا تنتمي الى 30 عائلة نباتية في المحمية.
وفي محمية الوعول ارتفع عدد غزال الإدمي المعاد توطينه الى اكثر من 200 غزال, كما سجل الباحثون نوعين جديدين من الطيور اضيفا الى قائمة أنواع طيور المحمية.
وفي محمية عروق بني معارض عززت الهيئة برنامج إعادة توطين غزال الريم باطلاق 104 غزالا ليصبح جملة ما أعيد توطينه بالمحمية 204 غزالا وأشارت نتائج المتابعة الى ان عدد المواليد المسجلة كان 132 غزالا وان مجموع المواليد منذ الاطلاق بلغ 205 غزلان وبذلك يكون العدد الاجمالي لغزال الريم بالمحمية 409 غزلان كذلك عززت الهيئة برنامج إعادة توطين المها العربي خلال العام في المحمية بإطلاق 35 مهاة من قطيع المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية على دفعات متتالية, وبلغ عدد الولادات الجديدة المسجلة منذ الاطلاق 28 مهاة ليصبح العدد الاجمالي للمها العربي 87 فردا ولتصل نسبة المواليد الى العدد الكلي للمها العربي المعاد توطينه في المحمية الى 32,2% كذلك اعيد توطين 46 غزالاً إدميا ليصبح مجموعها في نهاية العام 71 غزالا.
وفي إطار إنماء غابات الشورة في محمية فرسان تم استنبات البذور وغرس الشتلات المنماة في الموقع نفسه، وقد حققت التجربة نجاحا كبيرا حيث بلغت نسبة الإنبات فيها الى حوالي 90%, وتم إكمال خريطة انتشار نبات الشورة بالمحمية اضافة الى القيام بمسح جوي مكثف على جزر فرسان لدراسة انتشار الطيور البحرية المعششة صيفا وتم تغطية حوالي 80% من المحمية, حيث سجل وجود أكثر من 22000 طائر بحري في المحمية, وفي اطار عمليات إحصاء أنواع الحياة الفطرية تم رصد 1024 غزالا فرسانيا على جزيرة فرسان الكبير ولم يتم خلال العام رصد غزلان في جزيرتي زفاف وسجيد.
وفي محمية محازة الصيد استمر مؤشر الزيادة المضطردة في مواليد المها في الارتفاع حيث قدرت بنحو 76 صغيرا خلال العام، وقدر المجموع الكلي للمها بنحو 286 فردا، وسجل الباحثون عدد أفراد أكبر قطيع من المها مكون من 55 فردا, وبلغ مجموع ما اطلق من طيور النعام أحمر الرقبة خلال العام في المحمية 10 طيور، وجد الباحثون ان نطاق معيشتها يشغل حوالي 363 كيلومترا مربعا.
كما اعيد توطين 44 من طيور الحبارى في محمية محازة الصيد خلال العام بعد تأهيلها في المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية, وقد ساعدت المعرفة المتحصل عليها من الأبحاث التطبيقية في خفض نسبة الوفيات الى حد كبير, وبشكل إجمالي تم رصد 66 طائر حبارى من جملة 180 طائرا اعيد توطينها بالمحمية بالرغم من زيادة نسبة الافتراس من قبل الثعالب الحمراء, ومن النتائج المشجعة ما رصده الباحثون من تكاثر طيور الحبارى حيث تم تسجيل 4 أعشاش طبيعية بالمحمية خلال العام.
واوضحت الدراسات العلمية في محمية ريدة ان ظاهرة الموت القمي في بعض أشجار العرعر قد تكون بسب تضافر عوامل مناخية تتعلق بزيادة درجات الحرارة خلال السنوات العشر الماضية علاوة على ضغوط الرعي الجائر وشق الطرق الجبلية التي أدت الى زيادة الجفاف النسبي, وما زالت الدراسة مستمرة للتعرف على طيور المحمية خاصة طائر العقعق العسيري الذي تشير النتائج الى انتشاره في منطقة عسير وأن محمية ريدة تشكل واحدة من أهم مناطق وجوده.
أما في محمية مجامع الهضب فقد تم تشكيل لجنة لوضع العلامات الحدودية الرسمية للمحمية وذلك تمهيدا لإعادة توطين غزال الإدمي في المسيجات التمهيدية فيها, وسجل الباحثون 48 نوعا نباتيا في المحمية تنتمي الى 22 فصيلة نباتية.
وفي مجال إنشاء محمية بحرية للأحياء البحرية ومركز أبحاث وإنقاذ بالجبيل شاركت الكوادر السعودية مع المجموعة الأوروبية في مواصلة دراسة تتبع إعادة تأهيل البيئات الساحلية والبحرية على طول شواطىء المحمية ودراسة هجرة الطيور المعششة على جزر الخليج.
تطور محدود في مختبرات الوراثة
وفي السياق نفسه أشارت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية الى ان مختبرات مراكز الأبحاث التابعة لها شهدت بدورها تطورا محدودا على حد وصفها وعبرت الهيئة عن أملها في ان يتمكن مختبر الوراثة في مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية الذي يحظى بأهمية خاصة على المستوى الاقليمي من الوصول الى انتاجيته المثلى للمساعدة في توثيق وتصنيف أنواع الغزال والأنواع الفطرية الأخرى وراثيا والبحث في العلاقات التطورية باستخدام أحدث تقنيات النظائر المشعة في تحديد سلاسل الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين موضحة بأن هذا المختبر ساهم في دراسة وراثة قطعان قرود البابون وتشخيص الأمراض وتحديد العلاقات الوراثية بين الطفيليات, وأكدت الهيئة بأن مركز الملك خالد يواصل البحث في تحديد دلائل وجود غزال العفري الذي يعد منقرضا نظريا من البيئة السعودية حيث دلت نتائج تحليل الحامض النووي للأنواع الموجودة في المتاحف العالمية الى إتاحة المجال لأول مرة لوصف التركيبات الوراثية لبعض الحيوانات التي عاشت قديما في المنطقة ومقارنتها بالأنواع الموجودة حاليا لدى المجموعات الخاصة.
اكتشافات ميدانية جديدة
من جهة أخرى تواصل الهيئة استكشافاتها الميدانية فيما يخص الأنواع الفطرية النادرة ومن ذلك اكتشاف مواقع تحوي أشجار اللبخ العملاقة النادرة في محافظة سراة عبيدة، وتتابع الهيئة إكثار هذا النوع النادر وأنواع نباتية اخرى نادرة بالتعاون مع عدد من الجهات الوطنية.
كما تواصل الهيئة رصد الأنواع المختلفة من الطيور بمنطقة الحائر، حيث تم تسجيل 26 طائرا بالغا من مالك الحزين البنفسجي مع أكثر من 100 فرخ صغير، 3 من العقاب المنقط و55 من الغر و6 من البط المتوج و8 من الصقر الحوام وطائر واحد من العقاب النساري, كما تم إمساك 30 من النسور المهاجرة ثبتت على اربع منها اجهزة متابعة لاسلكية عبر الأقمار الصناعية ضمن أنشطة مجموعة العمل العلمية للطيور الجارحة, وقد دلت الدراسات العلمية التي اجريت مؤخرا ان الكواسر المستوطنة في دول الاتحاد السوفيتي السابق تقضي فصل الشتاء في شبه الجزيرة العربية لوفرة الغذاء ودفء الجو, وتواصل الهيئة حماية الأحياء الفطرية المعرضة للصيد وخطر الانقراض كالوشق والنمر العربي والطيور النادرة.
وفيما يتعلق بمشروعات إنماء النبات فقد دعمت الهيئة خلال العام بنك البذور عبر القيام بحملات ميدانية واسعة لجمع بذور النباتات البرية وتوثيق المصادر الوراثية, وجمعت عينات بذور تمثل 52 نوعا نباتيا تمت معالجتها وحفظ عينات منها بمشاركة حدائق كيو الملكية البريطانية, كما تم إنشاء 4 مشاتل لإنبات بذور الشورة والقندل في جزر فرسان وفي الجبيل واستخدام الشتلات الناتجة منها في إعادة تشجير المناطق المتدهورة.
مراجعة خطط إدارة المحميات
وفي إطار التخطيط السليم لمشروعات الهيئة قامت المجموعات الاستشارية، التي تضم نخبة من خبراء الحياة الفطرية والبيئة بمراجعة منظومة المناطق المحمية التي اقترحتها الهيئة، وتم اعتماد الأسلوب الخاص بمبدأ المشاركة بين الهيئة والجهات ذات العلاقة لإنشاء المحميات وإدارتها, كما قامت المجموعة بمراجعة خطط ادارة المحميات القائمة وتفعيل الاتفاقية العلمية لمشاريع إعادة التوطين ومناقشة استراتيجية المحافظة على الأنواع الفطرية ومراجعة اطر التعاون الدولي وتنظيم علاقة المواطنين بالمحميات وإدارة مشروعات النظم والمسوحات البحرية، وقد ناقشت المجموعة الاستشارية للأبحاث والنشر 25 موضوعا.
وقامت الهيئة باصدار تراخيص استيراد وتصدير الأحياء الفطرية ومنتجاتها التي تحكم قواعدها اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من مجموعات الحيوان والنبات المعروفة باتقاقية سايتس , وقد شملت التراخيص الصادرة خلال هذا العام 65 منها 33 للتصدير و32 للاستيراد.
وفي مجال الخدمات المساندة لم تغفل الهيئة التأكيد المستمر على أهمية المعلومات وتطويرها وتقنينها عاما تلو الآخر لخدمة أكبر عدد من المستفيدين حيث واصل مركز المعلومات تغذية قاعدة معلومات الحياة الفطرية بالبيانات المستقاة من الأبحاث والتقارير العلمية والمسحية والرصد البيئي كخدمة مرجعية للباحثين والمتخصصين والمهتمين من داخل الهيئة وخارجها, بلغ عدد التقارير العلمية باللغة العربية للعام المنصرم 23 تقريرا كما بلغت 42 تقريرا باللغة الانجليزية بما يمثل ضعف التقارير العلمية الموثقة في العام الماضي, واستمر تعزيز المكتبة بما تحويه من مقتنيات لتبقى المساندة العلمية الفعالة لمنسوبيها وخبرائها, وبلغ العدد الاجمالي للعناوين التي تحويها المكتبة 4202 في 4512 عنوانا.
|
|
|