Sunday 4th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 18 ذو الحجة


مسحة لعاب أو نقطة دماء تكفي
البصمة الجينية وسيلة فعَّالة سريعة ورخيصة للكشف عن هوية المجرمين

* نيويورك - د,ب,أ
بمجرد ان ترك الشاب القادم من ولاية هارلم إدارة الشرطة في نيويورك حيث كان يجري استجوابه تم حمل فنجان قهوته إلى معمل الطب الشرعي لاختبار اللعاب.
وبعد ثلاثة ايام ألقت الشرطة القبض عليه ليس فقط لجريمة القتل التي كانت الشرطة تشتبه في ارتكابه لها وإنما لان ما يطلق عليه البصمات الجينية لآثار اللعاب التي علقت بالفنجان قدمت الدليل على تورطه في جرائم قتل ثلاث سيدات وجريمتي اغتصاب.
ويقول الطبيب الشرعي مارك بينيك تكفي الآثار الدقيقة للمادة العضوية لاجراء اختبارات حمض دي,ان,ايه, ويطبق العالم الالماني حاليا المعلومات التي جمعها من دراساته في جامعة كولون للمساعدة في كشف غموض جرائم القتل في نيويورك.
وفي صحيفة نيويورك تايمز اثنى المدعي العام للمدينة روبرت مورجينتاو على بصمات دي,ان,ايه ووصفها بأنها اعظم تقدم في محاربة الجريمة تم انجازه خلال السنوات الثلاثين الاخيرة.
وفي حالة سفاح هارلم الذي ارتكب عددا من جرائم القتل فقد نجحت اختبارات البصمات الجينية فيما فشل في إثباته عدد كبير من المخبرين, فبعد سنوات من التحقيقات قدمت آثار اللعاب على فنجان القهوة الدليل القاطع الذي وضع السفاح خلف القضبان ومنعه من قتل المزيد من الضحايا.
ولا يثير العجب ان يعطي رئيس شرطة نيويورك هوارد سافير تعليماته للمحققين بأن لا يتجاهلوا قطعة من العلكة او منديلا او لاصقا طبيا او عقب سيجارة دون فحص في إطار جهودهم للتوصل لشخصية المجرمين من خلال صحيفتهم الجينية.
فيمكن ان تقدم بقعة دم في حجم العملة الصغيرة او نقطة من السائل المنوي لايزيد حجمها عن رأس الدبوس الدليل القاطع في 95 في المائة من الجرائم.
كما يمكن لشعرة واحدة منزوعة من جذرها ان تحدد شخصية المتهم في تسع من كل عشر جرائم, أما آثار اللعاب في قطعة علكة او عقب سيجارة فتشكل الدليل الدامغ في 50 إلى 70 في المائة من الجرائم في حين تكون خلايا الجلد العالقة في جورب او قفاز القول الفصل في 30 إلى 60 في المائة من القضايا.
فعلى سبيل المثال كانت عصا آيس كريم ألقيت باستهتار دليلا كافيا لوضع متهم في جرائم جنسية وراء القضبان في نيويورك اما في سانت بيترسبرج في فلوريدا فقدأخذ المخبرون بصاقا من على احد الارصفة واستطاعوا بناء عليه توجيه الاتهام لشاب مشتبه في ارتكابه لسرقة واغتصاب مزدوج.
وتمنح القوانين الشرطة حق البحث في مخلفات المشتبه فيهم اثناء التحقيقات الجنائية، وفي عام 1989 كانت فرجينيا اولى الولايات الامريكية التي اعطت اختبارات البصمات الجينية للدم واللعاب نفس قوة الاثبات التي تمتعت بها بصمات الاصابع دوما بنص القانون.
ويحتفظ بالبصمات الجينية لمئات الالوف من المجرمين الامريكيين في قواعد بيانات في كافة ارجاء البلاد, وفي بعض الولايات تحتفظ الشرطة ببيانات دي,ان,ايه, للمراهقين المتهمين في قضايا بسيطة مثل سرقة دراجة، وتكتفي بعض الولايات الاخرى بالاحتفاظ ببيانات مرتكبي جرائم القتل والجرائم الجنسية.
ويزداد عدد القضايا التي تعتمد على البصمات الجينية باطراد في الولايات المتحدة نتيجة لاستخدام وسيلة جديدة رخيصة التكلفة للقيام باختبارات دي,ان,ايه, ويعد هذا نقطة تحول حيث توجد في نيويورك حاليا ما يقرب من 12 ألف عينة مجمدة لا يتوفر الوقت والمال لاجراء التحاليل اللازمة بشأنها.
فقد كانت الوسائل المتبعة حتى الآن تتكلف 5,000 دولار لكل حالة وتستغرق 16 أسبوعا, اما الوسيلة الجديدة فسوف تختصر الوقت اللازم إلى 72 ساعة والتكلفة الى 80 دولارا.
وقد أسال هذا لعاب رئيس الشرطة سافير الذي لا يريد الاكتفاء الان بجمع بصمات دي,ان,ايه, للمجرمين فقط فهو ينوي طبع صحيفة جينية لاكثر من 300 ألف شخص يتم اخذهم الى مقار الشرطة كل عام للاشتباه بارتكابهم اي جريمة او مخالفة.

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved