* سقسقة:
الجميع يسيرون في الجنازة وكل واحد يبكي موتاه .
- حكمة إسبانية -
* * *
الذي قال: رضا الناس غاية لا تدرك اسس قاعدة ذهبية للتعامل الانساني، فإذا تأملت فيما يحقق رضا الناس فسوف تستعرض قائمة من المطالب التي وان نفذتها لن تحظى بالنتيجة المطلوبة.
فالناس تريد منك ان تفرّط بحقوقك وتريد ان تقتحم خصوصيتك وأن تخضع بسلبية لرغباتها وأن تمارس في استسلام سلوكيات ترفضها لكنها تعجب هؤلاء الآخرين وتروق لهم.
الناس لن يرضوا عنك حتى وإن بذلت كل ما في طاقتك لأنهم يطمعون في المزيد ومهما بذلت من الوقت والجهد فهم في ترديد دائم لما يشعرك بالتقصير والمعادلة التي من الصعب تحقيقها ان تعاشر الناس فلا تنعزل عنهم وتظل في نفس الوقت ثابتاً بممارسة المبادىء التي ارتضيت ممارستها في حياتك, دون أن يثوروا عليك او يتهموك بالجمود او الانانية.
ولعل الشاعر العربي كان موجوعاً حين قال
لو كان لي بد من الناس قطعت حبل الناس بالياس العزّ في العزلة لكنه لا بد للناس من الناس |
والحقيقة انك بكل وجعك وألمك وحزنك من الناس لا تستطيع الا أن تكون بينهم، لكن العاقل بالفعل من استطاع ان يحدد خطوط التعامل مع الآخرين؛ فلا يسمح لهم بهضم حقوقه وفي نفس الوقت لا يتهاون بممارسة واجباته.
وهي معادلة كما قلت صعبة.
لذلك كان الاختيار شاقاً بين حب الناس واحترامهم.
وفي رأيي أن الاحترام أجدى فحب الناس غير ثابت، إذ هو مرهون بتحقيق رغباتهم ومصالحهم, هل وجدت يوماً من ترفض له طلباً فيقبل رفضك باقتناع دون أن يحمل في نفسه كماً من الرفض والغيظ ولربما أعلنه!! وهذا ما يفسّر الصدمات التي تواجهنا في تعاملنا مع الآخرين.
اما اذا كان هدفك الاحترام فأنت ثابت وراسخ في سلوكياتك التي تقتنع بها وتمارسها في إطار متوازن.
وليس لديك استعداد ان تتنازل عنها لأجل الآخرين ولئلا يغضبوا, فأنت مهما فعلت لن تكسب الرضا، ألم أقل لك منذ البدء رضا الناس غاية لا تدرك.
فإن شئت ان تنعم بالسكينة لا تبحث مطلقاً عن رضا الناس يكفي ان تحظى بالاحترام المتولّد عن إيمانك بذاتك وبحقوقك والمحافظة عليها.
ناهد باشطح