العواصم - الوكالات
وصل رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما امس الاحد الى تيرانا في زيارة استمرت بضع ساعات التقى خلالها كبار المسؤولين الالبان وزار لاجئين من كوسوفو.
ووصل داليما الى البانيا على متن سفينة سان غويستو وكان في استقباله في دوريس رئيس الوزراء الالباني باندلي مايكو.
هذا وقد التقى داليما ايضا الرئيس الالباني رجب ميداني قبل ان يتفقد مخيمات اللاجئين ضمن اطار عملية المساعدة الانسانية الايطالية قوس قزح وحملت سفينة سان غويستو 125 طنا من المواد الغذائية ومستشفى ميدانياً وكمية كبيرة من المواد اللوجيستية.
واشار وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني امس الاحد الى امكانية فرض حصار كامل على صربيا في حال فشل عمليات القصف.
وقال ديني في مقابلة نشرتها صحيفة كورييرا ديلا سيرا الايطالية آمل في ان تنجح استراتيجية الحلف الاطلسي لكن اذا لم يتم ذلك سريعا واذا لم يخضع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش فان البديل من القصف قد يكون فرض حصار كامل على صربيا.
واعرب ديني عن امله في عزل كامل لبلغراد يشمل منع مرور الرجال والبضائع باستثناء المؤن والأدوية واورد ديني مثالاً على ذلك الحصار البحري على نابليون والحصار الذي فرض على الجنوبيين خلال الحرب الأهلية الامريكية.
واعتبر ديني انه لا يمكننا مواصلة القصف إلى ما لا نهاية .
واوضح انه سيقدم مشروع الحصار هذا الى الحلف الاطلسي مشيرا الى ان ايطاليا لا تزال وستبقى امينة للحلف واذا قال الاطلسي لا فلن يكون هناك حصار
واشنطن تعتبر ممارسات الصرب جرائم حرب
هذا ومن ناحيتها وصفت الولايات المتحدة عمليات الابادة والجرائم ضد الانسانية التي ترتكب حالياً ضد السكان في اقليم كوسوفا على ايدي القوات الصربية بأنها جرائم حرب طبقاً للقانون الدولي.
وقال تقرير وزعته السفارة الامريكية بالقاهرة امس بأن تلك الجرائم ستندرج ضمن صلاحيات المحكمة الدولية لجرائم الحرب الخاصة بيوغوسلافيا سابقاً مشيرة الى ان الادارة الامريكية تتعاون حالياً مع المدعية العامة في محكمة جرائم الحرب الدولية لمساعدتها في جهودها لمقاضاة اي شخص مسؤول عن اصدار الاوامر او تنفيذ مثل هذه الجرائم في كوسوفا.
واوضح التقرير ان القوات الصربية نهبت بيوت ومؤسسات الالبان في ما لا يقل عن 20 بلدة وقرية في جميع ارجاء كوسوفا فضلاً عن قيام جنود من الصرب باحتلال بعض منازل الالبان في بريشتينا العاصمة.
واشار ايضا الى تعرض اعداد من بيوت الالبان في 12 بلدة وعدد كبير من القرى في كوسوفا الى عمليات لاضرام النار فيها على نطاق واسع وان هذا النشاط لم يكن اوسع نطاقاً من الدمار الذي ألحقه الصرب في الصيف الماضي فحسب بل اكثر عمقاً حيث يجري خلاله محو بلدات بأكملها فيما يظهر انه محاولة لضمان الا يتمكن السكان الالبان من العودة اليها.
شريط فيديو يؤكد المذابح الصربية في كوسوفا
وفي لندن عرضت القناة الاولى في التلفزيون البريطاني صوراً نادرة اثبتت صحة روايات اللاجئين من البان كوسوفا عن تعرض الرجال الالبان لمذابح جماعية على يد القوات الصربية.
وقال المصور الهاوي ميلام بيلانيسا الذي التقط الصور على الفيديو وهربها الى خارج كوسوفا ان الرجال القتلى في الصور هم من ابناء قريته في الاقليم المنكوب واوضح ان القوات الصربية قتلت رجال القرية واحداً بعد الآخر.
ويظهر الشريط اصابة القتلى بالرصاص في مؤخرة الرأس او تحت الفك الاسفل.
التدخل البري ضد يوغسلافيا أمر لا مفر منه
وفي لندن اكدت صحيفة الصنداي تايمز البريطانية ان التدخل البري ضد يوغسلافيا لانهاء مأساة اقليم كوسوفا يبدو الآن امراً لا مناص منه غير انها طالبت بضرورة ان تكون الضربات شديدة وسريعة.
جاء ذلك في تعليق للصحيفة في عددها امس عن استعداد حلف الناتو لحرب برية ضد يوغوسلافيا وشن غارات جوية أشد ضراوة ضدها.
وذكر راديو لندن ان الصحيفة نشرت في صفحاتها الداخلية خرائط عن خطط الملاذات الآمنة وبدء المرحلة الثانية من الحملة العسكرية الاطلسية.
على صعيد آخر نقلت الصحيفة عن بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني تحذيره من ان هذه الحرب ستؤجج روح الكراهية بين الناس - على حد قوله - ووصفه للحرب في البلقان بأنها انتصار لثقافة الموت .
الناتو لا ينوي اجتياح كوسوفا برياً
وفي واشنطن اعلنت وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون انه لا يوجد لدى دول حلف شمال الاطلسي الناتو اية نية باجتياح يوغسلافيا.
جاء ذلك في تصريح لكينيث بايكون المتحدث باسم البنتاجون الذي رد على تصريحات لحلف الاطلسي ألمحت الى ان قوات الحلف سوف تشن هجوماً برياً ضد يوغوسلافيا.
وقال المتحدث الامريكي نحن لا نووي اجتياح كوسوفا .
واضاف ان هدف الحلف لم يتغير ويتمثل في وقف العدوان الصربي واخراج القوات اليوغسلافية من اقليم كوسوفا واقامة حكم ذاتي لسكانه المنحدرين من اصول ألبانية وارسال قوة بقيادة الناتو الى الاقليم لتنفيذ اي اتفاق سلام.
وكان جايمي شيا المتحدث باسم خافيير سولانا الامين العام للناتو قد قال ان على يوغوسلافيا وقف جميع عملياتها القمعية والعسكرية وسحب قواتها من كوسوفا والموافقة على اجراءات تتيح لجميع اللاجئين العودة الى الاقليم في امان تحت حماية قوة امنية دولية .
وفسر مسؤولون في الحلف ومراقبون هذا التصريح بانه موافقة من قبل الحلف على ارسال قوة برية الى كوسوفا قبل توقيع اتفاق سلام وهو الأمر الذي اثار لغطاً في مقر الحلف في بروكسل.
ولكن المتحدث اصدر فيما بعد توضيحاً قال فيه ان سياسة الحلف لم تتغير وانها هي نفسها التي حددها اعلان مجلس الحلف الاطلسي في 30 يناير الماضي.
وقال ان التصريح الذي ادلى به باسم سولانا يعبر عن وجهة نظر الامين العام لكنه لا يعني اي تغيير في سياسة الحلف.
الثمانية الكبار يلتقون في ألمانيا
وفي موسكو اوردت وكالة انترفاكس الروسية ان الدول الثمان الكبرى سوف تلتقي الاسبوع القادم في المانيا لمناقشة ازمة كوسوفو.
وقالت الوكالة نقلاً عن مصادر دبلوماسية في موسكو ان اجتماع الدول الصناعية السبع الكبرى في العالم اضافة الى روسيا والذي اقترحه الرئيس الروسي بوريس يلتسين سوف يعقد على مستوى الوكلاء الاول في وزارات الخارجية.
وقال مارتن اردمان المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية في بون انه لا يستطيع ان يؤكد التقرير وقال ان المشاورات ما زالت مستمرة داخل مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى مما يعني استبعاد روسيا.
ورداً على سؤال من الصحفيين قال اردمان حتى الآن ليس هناك اتفاق في الآراء بشأن مثل ذلك الاجتماع ولذلك لم يحدد تاريخ لانعقاده واضاف ان المشاورات سوف تستمر خلال الاسبوع القادم.
وكان وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر قد رد بطريقة حذرة على اقتراح يلتسين يوم الجمعة حيث قال اردمان انه ارسل برقية الى نظيره الروسي ايجور ايفانوف يشكره فيها على مبادرة موسكو.
واشنطن سبق أن رفضت اقتراح روسيا
ويذكر ان وزير الدفاع الامريكي وليام كوهين قد رفض الاقتراح الروسي, والدول السبع الكبرى هي بريطانيا وكندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان والولايات المتحدة وتترأس بون حالياً المجموعة التي تنتمي كل بلدانها الى عضوية الناتو باستثناء اليابان.
وعندما تشارك روسيا في اجتماعات الدول السبعة الصناعية تعرف المجموعة باسم مجموعة الثمانية, وتقضي الترتيبات الحالية بعقد الاجتماعات المقبلة لمجموعة السبعة ومجموعة الثمانية في منتصف حزيران يونيو في كولونيا بالمانيا.
الأطلسي يطالب بكوسوفو متعدد الأعراق
من ناحية اخرى قالت وزارة الخارجية الامريكية ان حلف شمال الاطلسي يسعى الى اقرار السلام والنظام الديمقراطي في اقليم كوسوفو المتعدد الاعراق على ان يتم ذلك من خلال اعادة اللاجئين ونشر قوات امن دولية.
وقال جيمس روبن المتحدث باسم الخارجية الامريكية في بيان في اعقاب محادثات جرت بين مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية ووزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا ان هناك شعوراً بالقلق ازاء الموقف في جمهورية الجبل الاسود.
وقال روبن في بيان اعرب الوزراء عن تأييدهم الكامل لحكومة الرئيس - رئيس الجبل الاسود - ميلو ديوكانوفيتش الديمقراطية المنتخبة كما اعربوا عن عزمهم على المساعدة فيما يتعلق بنزوح اللاجئين من كوسوفو.
وحذروا من ان اي محاولة من جانب بلجراد للاضرار بالحكومة الديمقراطية لجمهورية الجبل الاسود سيكون لها عواقب وخيمة للغاية.
وطالب روبن يوغوسلافيا بسحب قوات الجيش والشرطة والامن من اقليم كوسوفا وقال ان محادثات السلام التي جرت في رامبوييه بفرنسا يجب ان تكون اساسا للمحادثات.
وقال: الوزيرة اولبرايت والوزراء الاخرون اتفقوا في الثاني من ابريل على ان هدف حكوماتهم هو اقرار السلام والديمقراطية في اقليم كوسوفو المتعدد الاعراق ليعيش كل سكانه في سلام.
هذا الهدف يتحقق من خلال عودة كل اللاجئين ونشر قوات امن دولية وانسحاب الجيش الصربي والشرطة وقوات الامن ووضع اطار سياسي لكوسوفو استناداً الى اتفاقات رامبوييه.
حاملة طائرات أمريكية تصل الأدرياتيكي الإثنين
ومن ناحيته قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية كينيث باكون يوم السبت ان حاملة الطائرات الامريكية تيودور روزفلت ستصل مع مجموعة من السفن المساندة لها تحمل صواريخ كروز الى مياه البحر الادرياتيكي اليوم الاثنين لدعم عمليات حلف شمال الاطلنطي ضد يوغوسلافيا.
وتتكون مجموعة روزفلت القتالية من 70 طائرة ومخزوناً من الصواريخ.
وقال باكون ان 13 طائرة مقاتلة اضافية من طراز اف 117 ستيلث القاذفة ستتمركز في المانيا, وقد غادرت الطائرات الولايات المتحدة الامريكية بالفعل وستقوم بمهامها على وجه السرعة في اطار عمليات الناتو.
مقدونيا تستدعي قواتها الاحتياطية
وفي سكوبي اعلن بافلي تريانسكي وزير الداخلية المقدومي ان بلاده استدعت قواتها الاحتياطية للمساعدة في الحفاظ على امن واستقرار البلاد ولمنع تسرب اللاجئين والمجموعات المسلحة من كوسوفا.
وقال تريانسكي الذي كان يتحدث للصحفيين ان قوات الجيش والشرطة لم تتمكن من السيطرة على حدود البلاد الأمر الذي تطلب استدعاء القوات الاحتياطية.
واضاف ان مقدونيا استقبلت ما بين مائة الف ومائة وخمسة آلاف لاجىء من كوسوفا وانها سمحت امس للنساء والاطفال والمرضى وكبار السن فقط بدخول مقدونيا.
وكانت مقدونيا قد اعلنت امس الاول واثر اجتماع طارىء عقده الرئيس المقدوني كيرو جايجوروف بمجلس الامن القومي عن اقفال حدودها امام البان كوسوفا وقالت انه لم يعد بمقدورها استقبال لاجئين جدد.
وطلب المجلس القومي من الحكومة تشديد الرقابة على الحدود منعاً لتسلل اللاجئين وقال انه لن يسمح للاجئين باجتياز الحدود الا للذين يلتزم المجتمع الدولي بتنظيم نقلهم الى البلدان المجاورة او لبلدان الاتحاد الاوروبي وغيرها من البلدان الاخرى.
قوات خاصة اختطفت الأسرى الأمريكيين
وفي مونس بلجيكا قال مسؤول غربي رفيع ان حلف شمال الاطلسي يعتقد ان القوات اليوغوسلافية الخاصة هي التي اختطفت الامريكيين الثلاثة الذين عرض التلفزيون اليوغوسلافي صورهم كأسرى حرب.
وبالرغم من الاحتجاجات الامريكية بدأ الصرب يجمعون الادلة لتوجيه تهم جنائية الى الامريكيين الثلاثة الذين اسروا بالقرب من الحدود المشتركة لمقدونيا واقليم كوسوفو الصربي الذي تقطنه اغلبية منحدرة من اصل الباني.
وقال حلف الاطلسي انه يحقق في ظروف سقوط الامريكيين الثلاثة في ايدي قوات الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش بعد ان تحدثوا في آخر اتصال بينهم وبين قيادتهم عن تطويقهم وفتح النار عليهم.
وقال المسؤول الغربي الادلة تشير باطراد الى ان القوات الخاصة اليوغوسلافية هي التي اختطفت الثلاثة من داخل مقدونيا وخرجت بهم .
وقال الحلف في وقت سابق ان الثلاثة احتجزوا بينما كانوا يقومون بدورية على الحدود المشتركة لمقدونيا ويوغوسلافيا وقالت السلطات اليوغوسلافية انهم اسروا داخل الاراضي اليوغوسلافية.
وزعمت بلجراد يوم الجمعة الماضي ان الامريكيين الثلاثة كانوا في مهمة لجمع المعلومات وانهم دخلوا الاراضي اليوغوسلافية من دولة مقدونيا المجاورة.
وعرض التلفزيون اليوغوسلافي صور الاسرى الامريكيين الثلاثة وبوجوههم كدمات.
وشكت الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي من ان يوغسلافيا لم تسمح بالاتصال بالاسرى.
وحمل الرئيس الامريكي بيل كلينتون الرئيس اليوغوسلافي مسؤولية سلامة الجنود الامريكيين الثلاثة.
وقالت واشنطن ان احتجازهم غير مبرر وطالبت بمعاملتهم بانسانية طبقاً لمعاهدة جنيف.
صداقة روسيا مع الغرب ستدفن في كوسوفا
وفي موسكو اكد السياسي الامريكي الشهير ديمتري سايمس المتخصص في الشؤون الروسية ان صداقة روسيا مع الغرب ستدفن في كوسوفا مشيرا الى ان الخارجية الروسية أخطأت منذ البداية في معالجة هذا الموضوع حيث انها بنت سياستها على امكانية استخدام حق النقض (فيتو) لدى بحثه في مجلس الامن الدولي.
وقال سايمس وهو مدير مركز نيكسون الامريكي في حديث لصحيفة (سيفودينا) الروسية انه لم يعد بوسع روسيا الآن ان تعمل شيئاً دون ان يضرها هي.
مجلس الأمن لم يكن ليوافق على الضربات
واوضح ان مجلس الأمن الدولي لم يكن ليوافق بحال من الاحوال على انزال ضربة حلف شمال الاطلنطي الناتو بيوغوسلافيا.
واشار الى ان روسيا قالت انها مع الضرب ولكنها افاقت فيما بعد واعترضت على اتخاذ الخطوات اللاحقة بتوجيه الانذار الى الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش على الرغم من ان هذه الخطوات هي التطور المنطقي لما قالته من قبل.
واعترف سايمس بان المأساة الانسانية في كوسوفا كانت محلية قبل تدخل قوات حلف شمال الاطلنطي لكنها زادت اتساعاً الآن لتمس يوغوسلافيا والبانيا ومقدونيا.
تدخل روسيا يضر بعلاقاتها مع أمريكا
واضاف ان روسيا بدأت في التدخل في الوضع الأمر الذي سيكون من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات الروسية الامريكية.
واعرب الخبير الامريكي عن اعتقاده بأن الازمة قد تزداد عمقا في حالة انصياع الولايات المتحدة للضغوط عليها بارسال قوات برية الى يوغوسلافيا وان ذلك سيتوقف في هذه الحالة على مدى امتناع روسيا عن تقديم المساعدة لميلوسيفيتش.
وقال انه ليس بوسع روسيا عمل شيء الآن لا يضر بها ذاتها بالمقام الاول وانه ليس امام الروس اتخاذ اية اعمال تحول دون نجاح الامريكيين في يوغوسلافيا.
واستبعد تلويح موسكو باستخدام القوة او حتى قواتها الاستراتيجية واصفاً تهديدات روسيا في هذا الصدد بأنها من شأنها تغيير طابع النزاع وانقاذ ميلوسيفيتش بطبيعة الحال غير انه اكد ان فترة التقاط الانفاس بالنسبة ليوغوسلافيا ستكلف روسيا قطع علاقاتها تماماً مع الغرب والقائها في حفرة عميقة سحيقة وقال ان احداً لا يعرف على وجه التحديد مدى امكانية تأثير هذا كله على الوضع السياسي الداخلي في روسيا.
أمريكا لا تسعى لتسوية الوضع في كوسوفا
وفي موسكو ايضاً صرح رئيس ادارة العلاقات الخارجية لدى وزارة الدفاع الروسية الجنرال ليونيد ايفاشوف لوكالة انباء ايا نوفوستي بان الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها في حلف شمال الاطلنطي لا تسعى الى تحقيق اية تسوية سياسية للنزاع اليوغوسلافي لان هدفها الرئيسي هو جعل العالم كله اداة طيعة تنفذ رغبات واشنطن دون تفكير.
وقال ان هذا هو سبب رد الفعل السلبي تماماً من جانب الولايات المتحدة والحلف على الاتفاق المتوصل اليه مؤخرا في بلجراد بين يفجيني بريماكوف رئيس وزراء روسيا وسلوبودان ميلوسيفيتش حول السلام في يوغوسلافيا.
غورباتشوف يستغرب ثقة الحلف الأطلسي الكبير
وفي واشنطن اعرب آخر رئيس للاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف عن استغرابه للثقة الكبيرة التي يبديها الحلف الاطلسي ازاء نجاح الضربات الجوية التي يقوم بها في يوغوسلافيا.
وقال الزعيم السوفياتي السابق في مقابلة اجرتها معه شبكة التلفزيون الامريكية سي ان ان فجر امس انه مستغرب للثقة الكبيرة التي ترد في تصريحات الرئيس الامريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ازاء الأزمة في كوسوفو.
واضاف غورباتشيف: انهم متأكدون كثيراً ان الضربات الجوية ستحقق اهدافها اما انا فأعتقد بدلاً من ذلك ان الصرب سيتصلبون في مواقفهم وسينتج عن الأمر ردود فعل سلبية في العالم اجمع .
وخلص غورباتشيف الى القول ان ما حصل هو نتيجة اخطاء ارتكبها الجانبان (,,,,) وبالطبع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش بالدرجة الاولى الذي ألغى الحكم الذاتي لكوسوفو .
السفينة الحربية الروسية
ليمان اجتازت المضايق التركية
وفي انقرة افادت وكالة انباء الاناضول التركية ان سفينة التجسس الروسية ليمان التي غادرت يوم الجمعة الماضي مرفأ سيباستوبول (اوكرانيا) اجتازت امس الاحد المضايق التركية وتواصل طريقها باتجاه الادرياتيكي.
وكانت ليمان قد بدأت امس الاول عبور البوسفور في اسطنبول والذي يصل البحر الاسود ببحر مرمرة وعبرت السفينة الروسية الى بحر مرمرة ليل السبت الاحد قبل ان تبدأ بعبور الدردنيل في كناكالي الذي يصل مرمرة ببحر ايجة على حد قول الوكالة.
وقد غادرت السفينة وهي الاولى من سبع سفن حربية اعلنت روسيا انها سترسلها الى شواطىء يوغوسلافيا، الدردنيل الى بحر ايجة عند الساعة 09,55 بالتوقيت المحلي 6,55 تغ.
وتتوجه ليمان الى البحر الادرياتيكي حيث تنتشر سفن الحلف الاطلسي التي تشارك في العمليات الحربية ضد يوغوسلافيا.
وكانت تركيا سمحت بعبور السفن الحربية الروسية في مضيقي البوسفور والدردنيل في كاناكالي بموجب اتفاقية مونترو العام 1936 حول حركة الملاحة البحرية الدولية العسكرية والمدنية في المضيقين التركيين في اوقات السلم والحرب.
وبموجب الاتفاقية لا تستطيع تركيا ان ترفض مرور السفن الحربية الروسية.
نصف الأسبان يعارضون ضربات حلف شمال الأطلسي
وفي مدريد افادت نتائج استطلاع للرأي نشرتها امس الاحد صحيفة ال موندو ان نصف الاسبان 49% يعارضون تدخل شمال الاطلسي ضد يوغسلافيا.
واوضح الاستطلاع ان ثلث الاسبان 32,3% يقرون الضربات العسكرية.
كما ان 51,1% من الاشخاص الذين شملهم يعتقدون ان التدخل العسكري الاطلسي لن يساعد على حل مشكلة كوسوفو مقابل 29,2% يرون العكس.
وتشارك حالياً مقاتلتان اف - 18 وطائرة امداد اسبانية في عمليات الحلف الاطلسي ضد يوغوسلافيا.
كما يعارض نصف الاسبان 49,7% تدخلاً برياً في يوغوسلافيا.
وترى اغلبية ساحقة 80,4% ان سياسة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش في كوسوفو ظالمة ويعتقد 77,5% ان عملية تطهير عرقي تجري حاليا في الاقليم وقد جرى استطلاع ال موندو في 30 آذار/ مارس وشمل الف شخص.
الرأي العام البريطاني لا يزال يدعم غارات الحلف
وفي لندن اشار استطلاعان للرأي نشرا امس الاحد الى زيادة دعم الرأي العام البريطاني للغارات الجوية التي تنفذها قوات حلف شمال الاطلسي على اهداف صربية في يوغوسلافيا.
وكشف استطلاع للرأي في صحيفة صنداي تايمز ان 75% من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع يؤيدون هذه الغارات في مقابل 69% الاسبوع الماضي في حين يعارض 22% العمليات العسكرية.
من جهة اخرى اشار استطلاع للرأي في صحيفة صنداي مايل ان 76% من الاشخاص يؤيدون الغارات على يوغوسلافيا اي بارتفاع 11 نقطة عن الاسبوع الماضي وابدى 27% معارضتهم لها.
واكد 53% ممن شملهم استطلاع صنداي تايمز ان حفظ السلام يمكن ان يبرر خسارة عناصر من القوات البريطانية وفي صنداي مايل ابدى 19% فقط استعدادهم لتقبل وقوع خسائر في الارواح.
واشار استطلاع صنداي تايمز الى ان 66% يرون ان على بريطانيا ارسال قوات برية الى كوسوفو وبلغت هذه النسبة 47% في صنداي مايل بزيادة 16 نقطة عن الاسبوع الماضي.
علاوة على ذلك وافق 72% من الاشخاص في استطلاع صنداي تايمز على تحليل الحلف الاطلسي القائل بان القوات الصربية كانت ستقوم بقمع البان كوسوفو في اي حال بغض النظر عن تدخل الحلف.
وقد اجري الاستطلاعان عبر الهاتف وشمل استطلاع صنداي تايمز عينة من 503 اشخاص بالغين وصنداي مايل 604 اشخاص.
غارات أطلسية جديدة على قلب بلغراد
وفي بلغراد اعلنت الاذاعات والتلفزيونات الصربية ان الغارات الاطلسية على العاصمة بلغراد استهدفت صباح امس الاحد اكاديمية الشرطة ومحطة تؤمن تدفئة قسم من العاصمة اليوغوسلافية.
ودوت اصداء ثلاثة انفجارات شديدة القوة في وسط بلغراد في الساعة 4,30 بالتوقيت المحلي 2,30 ت غ من صباح امس الاحد وقد سبق الانفجارات تحليق لطائرات حلف شمال الاطلسي على ارتفاع شديد الانخفاض.
وقال مركز الاعلام الشعبي وهو هيئة رسمية يبث على موجات اذاعة ستديو بي ان المحطة التي اصيبت تؤمن التدفئة لجزء من العاصمة وهي تقع على الضفة اليسرى لنهر سافا في نوفي بيوغراد واكد التلفزيون الصربي في خبر عاجل نبأ قصفها واشتعال النار فيها.
وتقع اكاديمية الشرطة في ضاحية تقع جنوب غرب العاصمة.
وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان الانفجارات اضاءت سماء العاصمة.
ولم يعلن بعد عن سقوط ضحايا محتملين الا ان سيارات الاطفاء والاسعاف هرعت الى أمكنة الانفجارات.
ودعا السكان الى ملازمة الملاجىء لان كثيراً من طائرات الحلف الاطلسي تتوجه نحو العاصمة كما اعلن مركز الاعلام.
كما قامت طائرات للحلف بقصف مصفاة نفط في بانتشيفو على بعد 15 كلم شمال شرق العاصمة حسب مركز الاعلام الشعبي.
وحسب التلفزيون الصربي فان ثلاثة صواريخ عابرة اصابت في الساعة 2,10 مخزن ذخيرة في بوغوتوفاتش قرب كرالييفو على بعد 150 كلم جنوب بلغراد.
كلفة التدخل العسكري الأمريكي في يوغوسلافيا
وفي واشنطن اعلن مسؤول في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية ان كلفة التدخل العسكري الامريكي في يوغوسلافيا وصلت حتى الآن الى نصف مليار دولار.
وقال ديفيد غور في مقابلة نشرتها له صحيفة شيكاغو تريبيون الامريكية امس الاحد: في حال اضفنا ثمن الطائرة الشبح اف 117 التي اسقطت الى كلفة المحروقات وكلفة نقل المعدات من كل انحاء العالم الى رواتب العسكريين فاننا نقترب بسهولة من النصف مليار دولار.
واوضح ان هذه الكلفة مرشحة للازدياد كثيرا في حال حصول تدخل بري.
وتبلغ ميزانية وزارة الدفاع الامريكية 270 مليار دولار.
الا ان مسؤولاً كبيراً في وزارة الدفاع اعلن لصحيفة واشنطن بوست انه لا توجد اي فكرة بعد عما يمكن ان تصل اليه كلفة المساهمة الامريكية في العمليات العسكرية في يوغوسلافيا.
بعض صور اللقاء بين روغوفا
وميلوسيفيتش من الأرشيف
وفي واشنطن اعلن مسؤول امريكي كبير يوم السبت ان الولايات المتحدة توصلت الى اقتناع بان بعض الصور المتلفزة عن اللقاء الذي عقد يوم الخميس بين الزعيم المعتدل لألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا والرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش هي صور قديمة من الارشيف.
وقال غريغ شولت المستشار الخاص للرئيس بيل كلينتون للصحفيين ان واشنطن تسعى الى الاتصال بروغوفا للاطمئنان الى انه في امان لكنها لم تتوصل الى نتيجة حتى الآن.
واضاف انه لا يعرف الظروف التي احاطت بوجود روغوفا في بلغراد اي هل هو هناك بملء ارادته ام رغما عنه لكنه دعا الى التعامل مع تصريحاته بحذر وتشكيك.
وقد دعا مسؤولون اوروبيون وامريكيون منهم الوسيط الامريكي ريتشارد هولبروك روغوفا الى المجيء الى سكوبيا او روما او بون للتأكد من انه يتمتع بحرية التنقل ومن صحة التصريحات التي ادلى بها اخيراً.
وكان روغوفا وجه يوم الاربعاء من منزله في بريشتينا يحوطه عناصر من الشرطة الصربية نداء الى وقف غارات الحلف الاطلسي ثم التقى الخميس في بلغراد الرئيس ميلوسيفيتش كما اتضح من صور بثها التلفزيون الصربي.
وولدت تلك الصور شكوكا اذ تساءل المراقبون عن الفرق بين التجهم الذي بدا على وجه روغوفا خلال مصافحة ميلوسيفيتش وبين ابتسامته خلال ما اعتبر لقاء بينهما.