كل يوم جديد يمر على أزمة عملية السلام التي جمدتها اسرائيل، يضيف دليلا جديدا على ان اسرائيل تحقق أهدافها التي تعلن عن بعضها وتموّه بعضها بتصريحات غامضة,!
أمس فقط وتحت ذريعة عيد الفصح اليهودي أمرت حكومة نتنياهو قوات الاحتلال بإغلاق أبواب الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل المقسمة في وجه المسلمين ومنعتهم من اداء الصلوات الخمس في مسجد سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام الذي ما كان يهودياً ولا نصرانياً ولكن حنيفاً مسلماً.
ويستمر الحظر الإسرائيلي على دخول المصلين المسلمين الحرم الابراهيمي الى ما بعد صلاة العشاء اليوم، اي ان منع اداء المسلمين الصلاة في المسجد الابراهيمي يستمر يومين كاملين,!
ويفضح هذا المسلك الاسرائيلي حقيقة التعصب العنصري والديني الذي تتعامل به اسرائيل مع أتباع الديانتين الاسلامية والمسيحية، حيث إنها - اسرائيل - تتصرف في المقدسات الاسلامية والمسيحية بما يتنافى مع حقوق اتباع الديانتين السماويتين في اداء شعائر عباداتهم,, كما يتعارض مع ادعاءات اسرائيل التي تزعم بها توفير الامن والحماية للمسلمين وخصوصا في دخول الحرم الابراهيمي والمسجد الاقصى المبارك في القدس بدون اية مصاعب او عقبات.
وتصرفات اسرائيل هذه تتم في اطار سياسة منهجية لتحقيق هدف تهويد المقدسات الاسلامية في الاراضي المحتلة وفي مقدمتها مدينة الخليل ومدينة القدس الشريف,, ويتم هذا التهويد لفرض امر واقع تنفيذا لقرار ضم القدس الذي صدر عام 1981م، ودعوى اعتبارها عاصمة موحدة وابدية لاسرائيل.
وبهذا فإن اسرائيل تثبت انها دولة مارقة على ارادة المجتمع الدولي، وخارجة عن القانون لأن ما تقوم به في الاراضي المحتلة عموما، وفي الاماكن المقدسة خصوصا يتعارض تعارضا جذريا مع احكام جميع قرارات الامم المتحدة كما يتعارض مع ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر مدريد الذي انطلقت به عام 1991م عملية السلام في الشرق الاوسط، وكذلك ما ورد في اتفاقيات أوسلو وواشنطن الخاصة بوضع الأراضي المحتلة، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة,.
فإسرائيل تسارع خطاها لتهويد اوسع مساحة من الاراضي المحتلة حتى اذا جاء وقت مفاوضات الوضع النهائي يفاجأ الفلسطينيون والعرب والمجتمع الدولي بأنه لا توجد ارض تقوم عليها الدولة الفلسطينية.