Monday 5th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 19 ذو الحجة


نهارات أخرى
في زحمة الحزن الحارق

** منحنى حوار الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان القوات المسلحة المصرية في حرب 73 جرعات كبيرة من التفاؤل وزرع في مساحات قلبي الحزين,, الكثير من الخيال الإيجابي الذي يمكنه مع قليل من نسيان الواقع ان يقتلع شتلات الأسى ويحرض جمعا من الورد الأبيض على النمو مجددا!
فتأكيدات الشاذلي على أن الرؤية الإيمانية الداعمة في أي حرب وهي الصوت المجلجل بالله أكبر تؤكد الرؤية الاستراتيجية للحرب الأزلية بين العرب واليهود والمستندة على حقيقة سماوية تحتم انتصار العرب على اليهود في النهاية,.
والرؤية الاستراتيجية العقلانية تؤكد ايضا ان مقارنة الطاقات الكامنة التي لم تستغل بعد لدى العرب ولدى اليهود ترجح كفة العرب بما لا يجعل إسرائيل تستحق ان تقف في المقارنة وليس في المنازلة وحسب!
والطاقات الكامنة تعني مثلثا قاعدته الثروات الطبيعية وركناه النمو السكاني واتساع الأقاليم وهو ثالوث تتميز به أمة العرب عن دولة إسرائيل، ولا يعني ان هذه الطاقات مهمشة أنها غير فاعلة، بل هي قابلة للاستيقاظ في أي لحظة ولابد لها ان تستيقظ وتستغل ومن ثم فالسياق السياسي والعسكري سيختلف تماما!!
** وفي زحمة الحزن الحارق الذي يروغ في عروقنا ويلدغنا ذات اليمين وذات الشمال كلما ذكرنا سلوبودان وصدام حسين ونتنياهو وقائمة الأسماء البشعة التي تقض مضاجع تاريخنا الحديث وتدمي أفئدة شعوب كثيرة ابتلاها الله ان تسقط في هوة هؤلاء الطغاة.
يفرحنا مثل هذه القول لرجل خبر الحرب وخاض آلامها وتأمل في واقع الأمة بعد هزائمها؟ يعطينا مساحة من دافعية جديدة ونظرة مستيقظة باتجاه مستقبلنا,.
لكن هذا لا ينحو بنا عن السؤال,.
كيف سنستيقظ ومتى,,؟
وكيف لنا ان نطوع طاقاتنا الكامنة لخدمة قضايانا وعدالتها: وكيف للرؤية الايمانية ان تتمكن منا وتنسرب الى عروقنا أكثر وتخض دماءنا خضا,, كلما رددت الحناجر,, الله أكبر,, الله أكبر,.
متى تتكامل الرؤى الإيمانية مع الرؤى الاستراتيجية لتوجد لنا تاريخا جديدا لا يشبه إلا ذاك التاريخ الذي دوّت فيه انتصارات الأمة حول بوابات الشرق والغرب,.
ومتى يكف الكتّاب مثلي من طرح الأسئلة وهلا أوردوا ذات مرة إجابة واحدة؟!!
فاطمة العتيبي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
جامع الملك عبد العزيز
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved