1: البداية كانت قوية
**عندما ننظر الى وضع لعبة كرة القدم في الساحل الشرقي من المملكة منذ بدايتها الى ماوصلت عليه الآن يتضح تماماً الفارق الكبير سواء على مستوى الالقاب والبطولات او على مستوى الاسماء التي ظلت هذه الكرة تضخها في خارطة الكرة السعودية، فهذه الكرة التي بدأت مع البدايات الاولى لشركة ارامكو انخرطت بشكل منظم في قالب اندية لكرة القدم عندما تأسس فريق الهلال في مدينة الخبر من مجموعة من ابنائها سنتة 1360ه والذي تحول مسماه فيما بعد الى القادسية بعد عدة اندماجات مع فرق محلية اخرى ثم شهدت سنة 1967ه تأسيس الاتفاق نتيجة لاندماج ثلاثة فرق اخرى في هذا المسمى اضافة الى نادي الخليج بسيهات الذي كان قد تأسس سنة 1364ه.
**هذه البدايات التي تبعها اندماجات كثيرة - قد لايتسع المجال لذكرها-لفرق اخرى سواء في الاحساء او في القطيف كانت الاساس لعمل رياضي منظم تأسس على أثره الاتحاد الرياضي العام سنة 1376ه غير ان هذه الكرة التي وصلت الى القاب محلية وخارجية كبيرة وكثيرة اصابها بعض الانخفاض في مسيرتها ان لم نقل توقف كامل يمكن مشاهدته حالياً في مستوى الاتفاق خلال مسيرته في الدوري او مستوى هجر الذي هبط لدوري الدرجة الاولى وكذلك من خلال منافسات دوري الدرجة الاولى لهذا الموسم الذي يمثل فرق المنطقة فيه الروضة والنهضة اللذان هبطا الى دوري الدرجة الثانية والخليج والقادسية اللذان اكتفيا بالمركزين السادس والسابع على التوالي.
**الاتفاق كان حالة خاصة في كرة الساحل الشرقي فهو صعد للدوري الممتاز في موسمه الثاني ثم حاز بعدها على كل اعجاب متابعي الكرة السعودية بعد فوزه ببطولات والقاب محلية وخارجية كثيرة الا انه عاد ليعاني من حالة غريبة في السنوات الاخيرة ادت الى الوصول الى وضعه الحالي الذي لايسر كل من يهمه امر كرة القدم السعودية التي يمثل الاتفاق احد اهم ركائزها منذ فوزه سنة 1385ه بكأس ولي العهد وفوزه سنة 1388ه بكأس الملك وماتبعهما من بطولات محلية وخارجية الى عهد قريب، هذا الحال الذي وصله الاتفاق بدءا من سنة 1414ه يعود الى ضعف الجانب الإداري منذ مواسم في إصلاح الحال الاتفاقي ولعل الضجة التي ثارت سنة1416ه عند فتح باب الترشيح لرئاسة النادي والتي كان احد اطرافها خليل الزياني تعطي انطباعاً عن هذا الوضع الاداري فالتغيير لم يحدث .
وظلت احوال الاتفاق منذ سنة 1416ه الى هذا الموسم تسير من سيىء الى اسوأ, انعدام الرصيد الاتفاقي من المواهب شكل ايضاً سبباً اضافياً في الوصول الى الوضع الحالي فالمدرسة الاتفاقية اقفلت ابوابها منذ ان تخرج منها عبدالله صالح وعمر باخشوين وسامي جاسم وزكي الصالح وحمد الدبيخي، وغيرهم من اللاعبين الذين اعادوا للاتفاق بطولاته التي بدأها جيل خليل الزياني والفصمة إخوان، ولعلنا نأمل خيراً بفريقي درجتي الشباب والناشئين بنادي الاتفاق اللذين احتلا مركزاً متقدماً في الدوري هذا الموسم بان يعيدا وضع البصمة الاتفاقية ذات الرائحة الزكية على البطولات المحلية والخارجية كما كان عليه الوضع الاتفاقي سابقاً.
**نادي القادسية حالته اقل خصوصية من الاتفاق ففريقه الاول لكرة القدم احتل بشكل متواصل مواقع الوسط في ترتيب الدوري لسنوات كثيرة وإن لم يخل هذا الموسم او ذاك من كونه طرفاً في مباراة نهائية على الكأس وكذلك فوزه بكأس ولي العهد سنة 1412ه التي فاز على اثرها بالكأس الاسيوية ولعل الوضع الخاص للقادسية كان يتمثل في لعب هذا الفريق ادواراً مهمة في تحديد بطل الدوري في مواسم سابقة بحيث كان لبعض مبارياته دور فاصل في تحديد اتجاه البطولة، الوضع الاداري القدساوي كان له ايضاً بعض الخصوصية مروراً بإدارة احمد الزامل ثم ادارة علي بادغيش ثم ادارة الحوطي التي جاءت بعد جمعية عمومية صاخبة لينتهي الوضع القدساوي بلعب مباريات كثيرة على اعمدة الملاحق الرياضية امتلأت بإتهامات متبادلة بدلاً من انتشال وضع الفريق القدساوي من المخاطر التي واجهته وأدت بالتالي الى هبوطه، ولاشك ايضاً ان وضع فريق القادسية الحالي لايسر حيث احتل المركز السابع في دوري الدرجة الاولى هذا الموسم.
**النهضة كان هو النادي الوحيد الاقل خصوصية فمستوياته في الدوري على فترات زمنية كانت مستويات هزيلة حيث تربع على المراكز الاخيرة قبل الهبوط ثم هبط في سنة 1416ه الى اندية الدرجة الثانية بعد ان هبط سنة1415ه الى اندية الدرجة الاولى وهاهو يعود ويهبط مرة اخرى الى دوري الدرجة الثانية بعد ان صعد منه الموسم الماضي، هجر والروضة والخليج حالتهم ايضاً مختلفة فالاول والثاني صعدا لمرة او لمرتين ضمن الدوري الممتاز ولكن لم يكن لصعودهما حضور متألق اما الخليج فهو لم يصعد الدرجة الممتازة وتراوحت مراكزه بين دوري الدرجة الاولى ودوري الدرجة الثانية.
يتبع