إذا صدقت الوعود الأمريكية والبريطانية فإن معاناة الشعب الليبي تبدأ اولى خطوات ازالتها اليوم, فحسب الاشارات التي صدرت من طرابلس ولاهاي ونيويورك ولندن تكتمل اليوم الاثنين استعدادات تسليم المشتبهين الليبيين عبدالباسط علي محمد المقرحي والأمين خليفة فحيمة، حيث تصل اليوم ان لم تكن قد وصلت فعلا بعثة الأمم المتحدة برئاسة هانزكوريل المستشار القانوني للأمم المتحدة ومحامي المتهمين اضافة الى وفود عالية المستوى دولية وعربية دعتها ليبيا لحضور مراسم تسليم المتهمين غدا الثلاثاء لتكون شاهدة على عملية التسليم ضمانا لسلامة المتهمين وتأكيدا على وفاء ليبيا بالتزاماتها حتى يفي الآخرون بتعهداتهم ويرفعوا الحصار عن الشعب الليبي الذي فرض عليه الحصار عام 1992م بسبب ملابسات قضية تفجير طائرة البان أمريكان فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية.
ودون الخوض بقانونية فرض حصار اقتصادي على شعب بأكمله بسبب اتهام شخصين بتفجير طائرة مدنية، فإن الضحايا ال270 الذين راحوا ضحية ذلك العمل الارهابي لا يمكن حتى الآن الجزم بمسؤولية المتهمين الليبيين عنه إذ لا يزالان متهمين حتى تدينهما المحكمة.
نقول لا يمكن ان يعاقب شعب بأكمله للشكوك في ارتكاب شخصين من ذلك الشعب لعمل ارهابي,, حتى وان كانا يعملان في احد أجهزة حكومة ذلك البلد الذي يتبعه ذلك البلد.
المهم أن الخوض في هذا الموضوع يتطلب التطرق لملابسات عديدة تحتاج الى متابعة وتتبع ما بين واشنطن وطرابلس، ونحن في هذه الزاوية المحدودة المساحة نتحدث عن جزئية قرب خلاص الشعب الليبي الذي كتب عليه ان يعيش تحت الحصار منذ عام 1992م وحتى الآن، ولا يعرف هل تنتهي المسألة عند تسليم المتهمين غداً الثلاثاء، فالاتفاق الذي أبرمته الحكومة الليبية مع الحكومتين الأمريكية والبريطانية عبر الأمم المتحدة والوسطاء الدوليين ينص على أنه بمجرد وصول المتهمين الى المكان المعد لاقامتهما في هولندا يبلغ الأمين العام للأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي الذي يفترض ان يجتمع ليرفع العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على ليبيا، وانه بمجرد ان تبدأ المحاكمة تجمد جميع العقوبات المفروضة على ليبيا.
هكذا يفترض ان يتم، وهو ما يتوقعه كل الذين تابعوا هذه المسألة طوال عشرة أعوام، واذا ما سارت الأمور حسب ذلك فإن سابقة جيدة يتم تحقيقها لحل مسألة إنسانية ظل حلها يتعثر طوال عقد من الزمن بسبب عدم وجود قناة دبلوماسية جيدة لصنع تفاهم بين الفرقاء وهو ما حققته الدبلوماسية السعودية والجنوب افريقية، حيث تمكنت دبلوماسيتهما وبمتابعة حثيثة من قيادتي البلدين من الوصول الى هذه النتيجة التي يأمل محبو السلام والاستقرار الدوليين ان تكون سابقة يحتذى بها لحل الأشكال والأزمات بين الدول والتي تتضرر منها الشعوب كثيرا كما حصل للشعب الليبي.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com