Tuesday 6th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الثلاثاء 20 ذو الحجة


وصف أتعب المارة

لن أنساك
قبل وقتين
ألسنة الخوف قد كسرت كل ناب
ولكنها اليوم سبحان من بعث اليوم
في كفن الجن محتضرة
تتغذى على كسل الشفتين
وتنداح في سخط الحنجرة
انطوى موقفان وما ولدت أمهات البعوض
ولا انتفخت حلمات العقارب
رغم أني رأيت عناقيد منها تمص الدماء
على صخرة الموت في بطن ريع أقب
ولكنها حكمة الله ياالق الصدق ترهقها قترة
رقدوا قبل ان يتجلى عضاه السفرجل والبرتقال
ومنخنق البر في ملتقى الأودية ,,آه ياأسفي
رقدوا جائعين ولم يأكلوا عصب الثمرة
قسما بالذي سمك الكون
ما كور الشعر غيرُ الألم
كم تمنيت ان يدفع الوهن في الزاوية
عله يتراءى له حينما تدعي حجة الجهل
بابين ,,أولهما في جذور المسافات
وثانيهما بين حاملة الدلو وفوهة البئر والساقية
خُلق الشيء كي يحمل الشيء أصلا
ومن نسب القول روح الدليل
تضك قوي الهمزة سود الضلوع وترتاح في راحة النبرة
أول المنتهى
عندما تبتلع آخر نقطة في حذاء الكلام
أنظر إلى قرية عن يمينك
قرؤوا أهلها كل شيء ,,وما قرؤوا سورة البقرة
عائض بن علي القرني
** مرة اخرى رابعة او خامسة، مرة بعد أخرى يؤكد عائض بن علي القرني شاعريته بقوة مثلما يؤكد معرفته المكينة باللغة والتراث كأدوات تخدم تلك الشاعرية، خاصة حين تتجه به الى الترميز دون أبسط بادرة للافصاح عن ذلك الرمز, إن اللغة هنا تخدمه بقوة كبديل موفق عن اللجوء الى الاسطورة او الى التاريخ، هذا على الرغم من قاسم مشترك بديل يكمن في تلك اللغة في بعض جملها المصاغة على غرار المثل السائر او القول المأثور او استلهامها للغة تدخل ضمن النسيج الوجداني والروحي لنا جميعا وهي لغة عامرة ومشحونة تتشكل منها الصورة الشعرية بسهولة بين يدي الشاعر، وتقدم نفسها بوضوح لقارىء الشعر محملة بالدلالات والإيعازات التي قلما تضع ذلك القارىء في حيرة او تردد,, إنها اذا لم تقدم معنى صريحا ومباشرا قدمت بدلا عنه حسا قويا هو بكل تأكيد ما يتخلف عن ذلك المعنى حال وجوده المباشر.
مهارة هذا الشاعر وذكاؤه في أنه يكاد يقول كل شيء دون ان يصرح بشيء,, هل ثمة ضرورة الى ذلك؟
هناك ضرورتان، الأولى ارتقاء بمكانة التعبير الفني الى مكانة رفيعة منها يدفع بالحس دون ان ينطق بمباشرة الكلام، وثانيهما ما يمكن ان يحيط بالموضوع من دوافع التحفظ وكلاهما لم يشكل عقبة امام الشاعر قدر ما كانا عاملين ساعداه على الارتقاء بالصياغة.
أظن ان تجربة تفجير اللغة وشحنها بالدلالة، والاتكاء على استخدام مفردات نادرة بإعادة ابتعاثها مجلية ونقية لتدخل بقوة في نسيج الشعر واستغلال التراث بهذه المهارة تجربة جديرة بالاهتمام والاحتذاء، ويبقى بعد ذلك موقف الشاعر في قصيدته ان غيبة الإمعان في الترميز او ان دفع به الرمز قويا وسافرا رهين بثقافة القارىء وقدرته على فك تلك الرموز دون ان يعني ذلك مشاركة منه للشاعر في القناعة بشيء.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved