القصة في غاية الجمال يتضح فيها قدرة (مها) الرائعة لابتكار المعاني بتسلسل جميل حيث تكثف الصور الحسية دون ان تفقد توازنها تجاه الموقف وهناك شحنة واضحة وقوية من الانفعال نجدها في مفرداتها اضافة الى انفعالها بالفكرة التي استطاعت من خلالها (الكاتبة) ان تؤكد لنا بأن (العذاب امرأة) واستطاعت ايضا وبكل براعة ان تنقلنا للموقف لنعيشه دون ان نشعر بذلك جعلتنا نشاركها الحزن عبر سطورها النازفة، وكأنها تريد ان تدعونا للبكاء على طريقتها او تريد ان تخبرنا بأن الحزن عاطفة نبيلة,, وها نحن نجهز أنفسنا للبكاء من أجلها والعزاء في جنينها الذي فقدته للمرة الثانية.
فسنبكي لحزنها فلا تحزن لبكائنا,, ورغم بكاء وصراخ (الكاتبة) في القصة إلا ان هناك ثمة صمت يختبىء خلف سطورها وثمة شحوب ألمحه في عيون حروفها وثمة تعب يعتري أيامها وثمة (غضب) يغتال مشاعرها.
واذا كان هناك أنواع للغضب (فالكاتبة) استخدمت الغضب الممزوج بالجنون الذي يفقد المرء سيطرته على نفسه وبتالي يدمر علاقته بالآخرين وقد يدمير نفسه تماما.
ولأن في القصة غموضا يكمن بين طيات الضلوع وبين تموجات الدموع يظل غضب ذلك الزوج سرا لا يعرفه إلا (مها) نفسها.
عبدالكريم بن سالم الشلالي