الرياض - الجزيرة
يغادرنا اليوم الثلاثاء وفد من رجال الأعمال السعوديين يمثلون مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية برئاسة الاستاذ عبد الرحمن بن علي الجريسي نائب رئيس المجلس ورئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض الى بيروت في زيارة للجمهورية اللبنانية تستغرق ثلاثة ايام، وتأتي هذه الزيارة بناء على الدعوة التي تلقاها المجلس من الاستاذ عدنان قصار رئيس اتحاد الغرف اللبنانية ورئيس اتحاد الغرف العربية ورئيس غرفة التجارة الدولية بباريس وتتزامن هذه الزيارة مع عقد اجتماعات الدورة السابعة والثمانين لمجلس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية التي ستعقد جلساتها في العاصمة اللبنانية ويشارك فيها الوفد السعودي كما يلتقي وفد رجال الاعمال السعوديين بنظرائهم من رجال الاعمال اللبنانيين وكبار المسؤولين بالحكومة اللبنانية.
من جهته أوضح الاستاذ عبد الرحمن بن علي الجريسي رئيس الوفد السعودي بأن الموضوع الرئيسي الذي ستتناوله الدورة بالمناقشة هو منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التي بدأ تنفيذها من شهر يناير 1998م مؤكدا على أهميتها من اجل توحيد الأسواق وتعبئة الموارد العربية في سبيل تحقيق التقدم والازدهار الاقتصادي للدول العربية، وتأتي منطقة التجارة الحرة في وقت تواجه فيه تحديات نابعة اساساً من الاتجاه نحو العولمة وقيام تكتلات اقتصادية مهمة في انحاء مختلفة من العالم وفي وقت تحتاج فيه الدول العربية الى استعادة التضامن الذي بدونه لا يمكن قيام تكتل اقتصادي عربي قادر على التعامل مع الاتجاه نحو العولمة الذي يتجسد في قيام منظمة التجارة العالمية وفتح الاسواق اضافة الى التقدم السريع في عالم الاتصالات وخاصة شبكة الانترنيت التي اصبحت بالفعل وسيلة مهمة لاستخراج المعلومات الاقتصادية والتجارية فضلاً عن المعلومات عن الفرص الاستثمارية وانشطة المنظمات الدولية بالنسبة للقطاع الخاص.
وقال الجريسي: ان منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى تشكل انطلاقة مهمة نحو تحرير تبادل السلع والخدمات من القيود الجمركية وغير الجمركية بما يفسح المجال امام تحرير تدريجي يستهدف التوصل الى تأمين حرية انتقال عناصر الانتاج بين الدول العربية والاستخدام الأمثل لهذه العناصر والاستفادة من السوق الموسعة التي يمكن للمنتجات السعودية ان تدخل اليها بقوة لجودة عناصر انتاجها وتناسب اسعارها مع حاجة المستهلكين في معظم الدول العربية وسيكون لها منافذ واسعة وجديدة من خلال منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.
واشار الجريسي الى ان الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية سيناقش في اجتماعات دورته الحالية استراتيجية عمل لتطوير الاتحاد في ظل المتغيرات العربية والدولية خاصة ونحن على مشارف القرن الحادي والعشرين منوهاً بمسيرة هذا الاتحاد في مواكبة طبيعة الاقتصاد العربي وتطلعات رجال الاعمال العرب وحرصه على تنمية الاستثمارات العربية وقيامه بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار بتنظيم مؤتمر رجال الاعمال والمستثمرين العرب ليكون اطاراً عملياً لجمع المستثمرين وتوثيق الصلات والروابط الاستثمارية المشتركة فيما بينهم مع تصحيح مناخ الاستثمار في البلاد العربية والترويج للشركات والمشاريع الاستثمارية ودعوته لاقامة الشركات العربية الكبرى بوصفها الاساس الذي يقوم عليه مستقبل التنمية والتكامل في وطننا العربي.
وأكد نائب رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض على اهمية لقاء رجال الاعمال السعوديين ونظرائهم اللبنانيين خاصة وان هذا اللقاء يأتي في ظروف تهيأت فيها للاستثمارات الخاصة في البلدين الشقيقين مناخاًممتازاً به كافة المقومات الاقتصادية والحوافز المادية والتسهيلات الادارية الامر الذي لا بد وان نقرر معه ان مثل هذه اللقاءات بين الجانبين السعودي واللبناني تمثل منعطفاً مهماً في تاريخ التعاون الاقتصادي لتحقيق التطور والتنمية المنشودة فاقتصادياتنا في البلدين ليست اقتصاديات متنافسة بل هي تمتلك امكانات تؤهلها لتحقيق التكامل الاقتصادي والتعاون المشترك السعودي واللبناني والعربي والاسلامي.
واشاد الجريسي بالعلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اللبنانية حيث إنها تعد نموذجاً يحتذى به لأنها تقوم على الاحترام المتبادل والوعي الكامل بالمصالح المشتركة بينهما.