Tuesday 6th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الثلاثاء 20 ذو الحجة


مستعجل
حقيقة الدكتور المسفر

حقيقة,, أعترف أنني لا أعرف الدكتور محمد المسفر إلا من خلال تحليلاته المتخبطة في المحطات الفضائية,, وتحديداً قناة الجزيرة.
والدكتور محمد المسفر,, اشتهر من خلال هذه المحطة,, ومن خلال آرائه الشاذة والمناصرة على طول الخط لطاغية بغداد.
** وقد كنا نعتقد في السابق أننا واهمون كما يصور البعض,, عندما نحكم على الدكتور المسفر بأنه صدامي الفكر والنظرة والدفاع والرأي,, وقالوا لنا,, لعلكم تبالغون,, لعلكم لا تفهمونه,, لعلكم لا تقرأون أفكاره,, لعله صريح أكثر من اللازم,, ولعله ولعله,, إلخ.
** وكنا مع الأسف,, نصدق ونثق في الدكتور المسفر حتى أصر هو وبنفسه,, أن يكشف عن هويته بشكل أوضح,, عندما ظهر علينا قبل أيام بسيطة من خلال قناة الجزيرة أيضاً,, ليحلل لنا المؤتمر الصحفي اليومي لقادة حلف الأطلسي عن حرب البلقان,.
** د, المسفر,, ترك المؤتمر الصحفي وما قيل فيه,, ونسي سؤال المذيع والمذيعة,, وشن حملة عنيفة على قوات الأطلسي,, ولم يبق في قواميس الاتهامات والسباب والشتائم عبارة لم يقلها عن حلف الأطلسي,, وهذا,, قد يكون أمراً هيناً,, لكنه دافع عن النصارى الصرب المساكين على حد زعمه وقال,, إنهم يُقتلون اليوم,, وأن الطائرات تقذف عليهم الحمم من الجو,, وأن الأبرياء في صربيا يقتلون,, وأن,, وأن,, وأضحى مدافعاً عن النصارى الصرب,, الذين أبادوا المسلمين في البوسنة والهرسك,, وفي ألبانيا وفي كوسوفو وفي كل مكان,.
** أما كيف تحول إلى مُدافع عن النصارى القتلة,, ومهاجم للمسلمين المساكين الضعفاء,, فذاك بالطبع,, لا يفوته,, وهو العارف ببواطن الأمور,, لكنه الخضوع والخنوع لإرادة وميول صدام وكل الصداميين,, فالرجل,, لا يستطيع أن يقول غير ذلك.
** إن ما قاله الدكتور محمد المسفر,, لا يختلف أبداً عن البيان الرسمي الذي صدر عن وكالة الأنباء العراقية الرسمية كتعليق على حرب البلقان,, ويبدو أن الدكتور المسفر حفظ البيان العراقي عن ظهر قلب ثم سمَّعه في المحطة المشهورة على أنه رأيه,.
** لقد تباكى الدكتور المسفر على اليوغسلافيين الصرب النصارى وقال,, إنهم يُقتلون أمام أنظار العالم كله,, ويبادون إبادة جماعية,, وواجب العالم اليوم,, التحرك لوقف هذا النزيف الدموي.
** ولكن,, أين الدكتور المسفر عندما كان المسلمون يبادون على أيدي النصارى الصرب لعدة سنوات في البوسنة والهرسك وألبانيا وكوسوفو,, ولا زالوا حتى اليوم يُقتلون على أيدي هؤلاء المجرمين السفاحين القتلة,, الذين يدافع عنهم الدكتور محمد المسفر,, لمجرد أن هذا رأي صدام وزمرته!!
** إن علم العراق يرفرف اليوم في بلجراد عاصمة الإجرام والطغيان والإرهاب الأحمر,, تلك الدولة التي أعلنت الحرب على كل ما هو إسلامي,, فأبادت العلماء والدعاة والشيوخ وحفظة القرآن,, ونساء وأطفال المسلمين وشبابهم,, ودمرت المساجد والمكتبات الإسلامية,, وعلم العراق يرفرف إلى جانب علم بلجراد دولة الإرهاب,, ومهمة الدكتور محمد المسفر,, لا شك هو الدفاع عن صدام حسين وعن تصرفاته الرعناء وليس بوسعه أبداً أن يقول غير ذلك.
** لقد ترك المؤتمر الصحفي وما جاء فيه,, ونسي كل الأسئلة التي وُجهت له,, وصار محامياً صربياً فذاً,, يدافع عن النصارى الصرب أكثر من دفاعهم عن أنفسهم.
** إن العالم الإسلامي والمسلمين كلهم,, مع ضرب الصرب,, ما عدا صدام حسين,, والدكتور محمد المسفر فقط.
** لقد شاء الله أن يفضح هذا الرجل أمام الاشهاد,, وأن ينكشف أمره,, وأن يدان بلسانه,, فما قاله ذلك اليوم في قناته الجزيرة شيء لا يصدقه عقل,, ولا يقبله منطق.
** لقد كان ذلك اليوم المشهود,, هو يوم فضيحة الدكتور المسفر أمام الاشهاد !!
عبدالرحمن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved