Tuesday 6th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الثلاثاء 20 ذو الحجة


المرأة العاملة وتزاحم الأدوار

قد لا أضيف جديدا اذا ما قلت ان لكل فرد أهدافه وطموحاته الفريدة! واقول فريدة,,, لتمايزها من حيث تعددها وطرائق تحقيقها فضلا عن نسبيتها فما يعتبره احدهم هدفا اساسيا قد يكون بالنسبة لاخر جانبيا وثانويا! وما يمثل للبعض واجبا يلزم تحقيقه قد يراه آخرون مجرد ترف ومضيعة للوقت! والشيء المؤكد ان استجابات الافراد وسلوكياتهم تأتي منبثقة من تلك التوجهات بل وترجمة لها، ومن هنا يمكن القول بضرورة عقلنة الأهداف والواجبات وترتيبها تبعا لاهميتها (هرمية) الاولويات واستنادا لهذا الطرح,, اجدني منساقا لاضع امام القارىء انموذجا طالما كثر الحديث عنه وتجادلت الاقلام حوله! وهو عمل المرأة,, والحقيقة التي لا تقبل الجدل هي قدرة المرأة على العمل فانجازاتها لازالت عالقة في ذاكرة التاريخ وعلى مر العصور بيد ان المدنية وافرازاتها وبايقاعها السريع وتزاحم الادوار وتصارعها؟! تتجاذب المرأة وتقتات من استقرارها النفسي والاجتماعي وربما الصحي؟! هذا على فرض انها تؤدي جميع الواجبات والادوار على الوجه الامثل؟! وبلغة المصارحة والموضوعية اجد ان ذلك عصيا وثقيلا على كاهل المرأة فهي تدور وسط (عجلة) سريعة وملحة من الواجبات والادوار بدءا بالزوج والاولاد والعمل والمنزل مرورا بزيارات الاهل والصديقات والاقارب والزميلات وحضور الحفلات و(الكشتات) وصولا للتسوق وملاحقة (موضات) الازياء والتسريحات الخ,,!؟ فأي جهد! واي وقت يستوعب ذلك الزخم؟! فمن المرجح حتى لا اقول من المؤكد ان ثمة تقصيرا او خللا لابد ان يطال بعض تلك المهام واخشى ما اخشاه ان يكون على حساب الواجبات ؟! ومهما يكن من امر,,, يجب ان يكون هناك (ترشيد) وتقتير لكل ما هو غير ضروري لتأمين اكبر قدر من الوقت والجهد (الجسمي والذهني) لتوزيعه على الواجبات والاعمال الهامة والضرورية وقد يسأل سائل ماذا عن زيارة الاهل والاقارب؟ واقول يقينا انها ضرورية وتدخل في دائرة الواجبات وحتى لا يفهم حديثي سابق الذكر بشكل مغلوط او بشيء من اللبس اقول مؤكدا,, حتى بالنسبة لزيارات الصديقات والزميلات فهي لا شك تشكل روابط اجتماعية لا يمكن تجهاهلها او التعامي عنها وحتى حضور الحفلات والولائم و,, الى آخر تلك القائمة الطويلة؟! فليس في ذلك من بأس ولكن ما اقصده هو (تثمين) الاداء بغية تحقيق الارجحية للاهم فالمهم وهكذا تدرجا ويحتاج ذلك الى وقفة صادقة وشجاعة مع النفس والبعد عن تلوي الحقائق وتمييعها نزولا للرغبات والاهواء ولنحاسب ذواتنا ونقومها قبل ان نجد انفسنا في نهاية المطاف نسبح ضد التيار ولم نحقق شيئا يذكر بل ربما خسرنا الكثير؟! وعندئذ قد لا ينفع الندم.
علي بن سعد الزامل

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved