Tuesday 6th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الثلاثاء 20 ذو الحجة


وبكت العيونُ العلامة بن غصون

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه,, وبعد:
ففي يوم الاحد 18/12/1419ه شيعت مدينة الرياض عالماً جليلاً من علمائها الأفاضل ومن رجالها الأفذاذ وهو العلامة الشيخ (صالح بن غصون - رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته واحسن عزاء الجميع فيه وألهمنا وذويه الصبر والسلوان), إنا لله وانا اليه راجعون .
وذلك بعد عمر مديد يربو على ثمانين سنة قضاها في طلب العلم وتعليمه والقضاء بين المسلمين وحل مشاكلهم والاجابة على اسئلتهم واستفتاءاتهم حيث صلى على جثمانه خلق كثيرمن اصحاب السمو الامراء واصحاب الفضيلة العلماء واصحاب المعالي الوزراء وجمع غفير من المشايخ وطلبة العلم والمواطنين يتقدمهم صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض وسماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة وفضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الاعلى.
وذلك بعد صلاة العصر في جامع الراجحي بالربوة ومن ثم ووري جثمانه في مقبرة النسيم التي ازدحمت بالمشيعين من المحبين للشيخ يخيم عليهم الحزن على فراقه داعين له بالمغفرة والرحمة.
نسبه ونشأته:
هو العلّامة فضيلة الشيخ: صالح بن علي بن فهد بن غصون، من قبيلة آل حميدان من وهبة من بني تميم.
نشأ وترعرع في مدينة الرس بالقصيم في بيت عرف بالخير والصلاح والاستقامة حيث توفي والده رحمه الله وعمره ثلاث عشرة سنة ثم بقي في رعاية والدته رحمها الله فلما بلغ الخامسة عشرة من عمره كفّ بصره.
طلبه للعلم:
على الرغم من كون الشيخ يتيماً ومكفوف البصر الا ان ذلك لم يمنعه او يثنه - رحمه الله - عن طلب العلم حيث انتقل من القصيم الى الرياض ولازم العلّامة سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم - رحمه الله - عشر سنوات من عام 1358ه حتى 1368ه وكذلك لازم الشيخ العلّامة عبد اللطيف بن ابراهيم حيث قرأ عليه الفرائض وكان الشيخ يتمتع بالفطنة والنباهة وسرعة البديهة والذكاء وقوة الحافظة حيث حفظ القرآن وعمره لا يتجاوز الخامسة عشرة وقد حفظ - رحمه الله - ثلثي كتاب بلوغ المرام وكذلك كتاب عمدة الحديث وثلاثة الأصول وما يتبعها من شروط الصلاة والقواعد الأربع وكتاب التوحيد وكشف الشبهات والعقيدة الواسطية والحموية والرحبية والأجرومية وخمسمائة بيت من الالفية وقطر الندى ومتن الزاد.
وله رسالة صغيرة مطبوعة تتعلق بالغيلة .
وذكر الشيخ - رحمه الله - في مجلة الدعوة العدد (1676) عن نفسه انه لم يقرأ الا على سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم وسماحة الشيخ عبد اللطيف بن ابراهيم رحمهما الله الا ان له علاقة بالشيخ ابن مانع والشيخ عبد الرحمن السعدي والشيخ عبد الله بن حميد وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز (المفتي العام للمملكة) أي ان له بهم علاقة وصلة وتلقٍ عنهم وسؤال واستفسار.
اما بالنسبة لتلاميذه فقد درس على يده مجموعة من التلاميذ في الثلاثة الاصول وكتاب التوحيد وبلوغ المرام وبعض الكتب وذلك اثناء تواجده في سدير وفي المعهد العلمي بشقراء وفي الاحساء.
حياته العملية وتوليه القضاء:
عيّن فضيلته قاضياً في سدير عام 1368ه ثم انتقل الى شقراء في عام 1372ه وفي عام 1374ه فتح المعهد العلمي في شقراء وصار فضيلته مدرساً فيه لمادة التوحيد والفقه بالاضافة الى عمله في القضاء وفي عام 1381ه نقل الى رئاسة محاكم الاحساء الى عام 1390 حيث نقل الى هيئة التمييز ليعمل عضوا لمدة عشر سنوات.
وفي عام 1391 صدر امر ملكي بتشكيل هيئة كبار العلماء وكان فضيلته من ضمنهم وفي نفس العام شارك فضيلته في الاجابة على اسئلة المستمعين عبر البرنامج الإذاعي (نور على الدرب) حتى وفاته رحمه الله, أي ما يقارب 28 سنة, وفي عام 1378ه انتدب فضيلته من شقراء الى الرياض ضمن لجنة لحل مشكلة أراض حصل فيها نزاع وشكلت لها محكمة استمرت لمدة سنة حتى انحلت المشكلة, واثناء تواجد الشيخ في سدير وشقراء والاحساء كان يعمل إماماً وخطيباً وكان لا يألو جهده في التعاون مع هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي حدود عام 1409ه احيل الشيخ على التقاعد بناءً على طلبه لظروفه الشخصية ولكنه استمر عضواً لهيئة كبار العلماء حتى سافر لأمريكا للعلاج ومكث فترة طويلة ثم شكلت هيئة كبار العلماء من جديد وأُعفي الشيخ منها نظراً لحالته الصحية.
إذ إن الشيخ - رحمه الله - تولى القضاء اكثر من 41 سنة وذلك من عام 1368ه حتى 1409ه منها 23 سنة خارج الرياض والباقي بين التمييز ومجلس القضاء الاعلى.
من كلماته للشباب ناصحاً لهم:
قال رحمه الله: (رجائي من كل شاب الا يتقاعس ولا يظن ان التحصيل بعيد عنه او يشق طريقه ان هذا بعيد او امر مستحيل، فعلى العبد ان يجدَّ ويجتهد ويكون عنده عزيمة ويحدد له هدفا وبحول الله لن يخيب فلا ينبغي للشاب ان يتكاسل او ان يتصعب الأمور ومع العزيمة ليس هناك صعوبة فالعزائم معها الغنائم, وقلَّ من جدّ في امر يحاوله واستصحب الصبر الا فاز بالظفر, فالانسان اذا قرر وعزم واجتهد وتعلق بربه لا يخيب ابداً فأكثر ما يخيب ويفشل المتردد والمتذبذب، فالطرق الآن كلها واضحة وبيّنة وعلى الشباب ان يربؤوا بأنفسهم من التردد والتذبذب وكثرة الافكار وكثرة الترددات ويعرفوا ان لا احد ينفع الآخر ان لم ينفع الانسان نفسه حتى لو فرض ان الانسان له والد ثري وعنده مال فربما هذا المال تأتيه جانحة فيزول ويموت والده ويبقى فقيراً فليس هناك مانع من ان الانسان يجدّ ويجتهد ويطلب العلم ومثلما يقال: المال يحتاج الى حراسة والعلم لا يحتاج الى حراسة,,, إلخ) انظر الدعوة 1676).
محمد بن سعد السعيِّد
إمام وخطيب جامع سلطانة الشرقي بالرياض

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved