Tuesday 6th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الثلاثاء 20 ذو الحجة


العبرة في الجوهر لا المظهر
إنهن يرمين الملابس في القمامة

عزيزتي الجزيرة المحترمة أدامها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
دخلت الى غرفتي وفتحت خزانتي خزانة الملابس فماذا وجدت؟ وجدت ارتالا من الملابس وفساتين السهرة فهذا الفستان لم يلبس إلا مرة واحدة وهذا لم يلبس إلا سويعات فقط وتذكرت اسعارها وكم دفعت بها,, تذكرت ان كل فتاة اعرفها أو لا اعرفها عندها هذه المشكلة واسمحوا لي ان اسميها مشكلة,, فقد أصبحت المباهاة بالملابس ظاهرة,, عندها رحمت ذلك المسكين الذي يدفع سواء كان أبا أو زوجا أو أخا أو ذلك الراتب اذا كانت موظفة, وفي الحقيقة لا أعلم سبب اسرافنا في شراء الملابس فالكل يشتكي من كثرة الملابس وعندما تريد الواحدة ان تخرج تقول ليس عندي جديد,, ايضا تذكرت تلك الأموال التي نصرفها في الأسواق وان ثمن بعض الفساتين يعيل أسرة بأكملها ممن يفترشون الثرى ويلتحفون السماء وتكفيهم لأيام بل وأحيانا لأسابيع,, عندها دق في خاطري سؤال عجزت عن الاجابة عليه,, أهي حمى الشراء والاستهلاك أم هي حب المباهاة,, أم هي عقدة النقص لدى المرأة والتي تحسب ان الملابس الغالية تكملها,, صحيح ان الشياكة مطلب أساسي بل هي ضرورة لمكملات الأنوثة,, ولكن ان تصل الى حد اصبحت بعض الفساتين تنافس قيمة قسط سيارة وهذه حقيقة وليست مبالغة ففستان السهرة في بعض المشاغل تعدى الألفي ريال ومن لم يصدق فليذهب ليسأل,, ولولم يوجد من يشتري بهذه الأسعار لما وجدت أصلا,.
والانسان بجوهره وليس بمظهره فكم من انسانة تتسم بالأناقة مع البساطة اذا دخلت المجلس جعلت الوقار يخيم عليه, وكم من انسانة لبست الغالي والنفيس وهي في الحقيقة فارغة من الداخل,, فهي مجرد قشور وسطحيات,, قد تقول قائلة ان المجتمع لا يرحم من تكرر لبسها وخصوصا في حفلات الزواج,, ولكن لو قامت كاتبة هذه السطور وقارئتها وكل فتاة بل وكل امرأة في الاعتدال بالشراء والاقتصاد واذا كان لديها مال زائد ولابد ان تنفقه فلتبن مستقبلها في الأخرى ومثلما أمنت دنياها تؤمن دينها,, لانتهت هذه الظاهرة,, ولو تقوم الواحدة بالتصدق بملابسها الى الجمعيات الخيرية وهناك من تفعل ولكنهن قلة لهان الأمر ولكن ان تُرمى في مزابل الشوارع فهذا أمر لا يقره عقل ولا شرع وقد رأيت بأم عيني ولم أسمع من إذاعة يقولون رأيت ملابس جديدة يدل مظهرها على ارتفاع سعرها رأيتها في سلة مهملات في الشارع وفوقها النفايات أعزكم الله,, نحن هنا نلبس بأغلى الأسعار وغيرنا لا يجدون ما يسترون به عوراتهم ويسدون به رمقهم,, انها دعوة الى الاعتدال ورحمة جيوب من ينفق علينا ورحمة لرواتب العاملات فقط لتعلم كل انسانة ان الانسان بشخصيته وجوهره وليس بمظهره,ودمتم بخير.
أسماء بنت عبدالله المجماج
القصيم- محافظة المذنب

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved