Tuesday 6th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الثلاثاء 20 ذو الحجة


سامحونا
بالعيد !!
أحمد العلولا

العنوان أعلاه يأتي ذكره في مناسبات متعددة,, وقد أصبح مصطلحا شائع الاستخدام وكثير التداول في بورصة التصريف والتسويف والمماطلة .
,,, بالعيد,, ولا أعرف موطن الكلمة الاصلي ومسببات ظهورها!! ترادفها كلمات ترمز للمعنى على غرار - بالمشمش - واغلب الظن هي مصرية ,, او - بالنخل - وهي اكثر شيوعا لدى افراد المجتمع الخليجي,.
,,, بالعيد,, التي تعني تأجيل تحقيق طلب الشيء الى موعد قادم يتزامن مع حلول العيد,, كأن يطلب الابن من والده سيارة وهو الذي لم يتجاوز سن الرابعة عشرة لمحاكاة اقرانه وحيث لا يمتلك الاب من المال مالا يكفي او انه على عداء دائم مع برنامج التقسيط فإن الاجابة الشافية والعلاج سريع المفعول هو ترديد كلمة (بالعيد).
,,, هذه المقدمة السريعة أردت الدخول بواسطتها إلى جوهر الموضوع الاساسي والذي لفت نظري بعيد الاضحى لقد فوجَّت صحافتنا الرياضية في الايام القليلة التي مضت وخلال مناسبة العيد اعداداً هائلة من الذين يجيدون اللعب بالمصطلح اياه,, حيث قدموا الهدايا والعيدية للوسط الرياضي والتي تدور في مجملها حول المعنى السابق ذكره وعلى شكل مسرحية هزيلة,, لعب دور البطل فيها اكثر من ممثل,, لعل ابرزهم سعد الدوسري سدوس الصغير الذي اختفى مؤخرا من على مسرح فريقه بغية اللعب على مسرح آخر يترجم فيه موهبته وقدرته المخزونة حتى الآن,, وذلك لليوم الاصفر وعلى حد زعمه فإن الممثل الكبير يحتاج إلى مسرح يستوعب اكبر قدر من الجمهور,, إلى جانب الاضواء والشهرة,, والمال حيث انه لم يقبض بعد اجره للعروض التي قدمها على خشبة مسرحه السابق والحالي وحتى اشعار آخر طوال عدة اشهر فضلا عن مطالبته برفع مرتبه,, وكذلك احتجاجه بالمذكرة التي ضمنها شجبه واستنكاره على تقليص وخفض مرتب شقيقه الفنان الاكبر سدوس الذي تمت احالته على التقاعد لبلوغه السن القانونية مؤكدا على ان مبلغ الخمسة آلاف ريال يعتبر رقما متواضعا جدا مقابل سنوات الخدمة التي أفناها شقيقه!!
ألا يعلم سدوس الصغير ان آلاف الموظفين ممن تمت احالتهم للتقاعد وضربوا أروع الامثلة في الاخلاص والتضحية وممن تجاوزت سنوات خدمتهم الوظيفية عمر شقيقه,, ومع هذا يحلمون بمرتب تقاعدي بمستوى راتبه,, وهوالذي يمارس رياضة تنشيط الجسم والعقل بدون ان يدفع من جيبه قرشا واحداً وليته يتوجه لسؤال أولئك الذين يرتادون اندية الفنادق وغيرها عن المبالغ التي ينفقونها للتمتع بتلك الرياضة!!
,,, عندئذ سيدرك سدوس الصغير وغيره كثيرون,, ان المفاهيم لديهم مازالت خاطئة,, وعليهم واجب الشكر والتقدير بحق الاندية الرياضية التي شيدتها حكومتنا الرشيدة بهدف استقطاب الشباب وبتشجيعه نحو ممارسة الرياضة وفق وجهة نظر وتفكير صائب,, ثم ان سدوس الصغير الذي لايزال يحبو سلم المجد عليه ألا يتسلق ناديه الذي احتضنه وتبنى موهبته وفجَّر قدراته ليقدمه مؤخراً لتمثيل منتخب الوطن,, وان يفكر مليا بمضمون الاحتراف من حيث واجبات وحقوق كل من اللاعب والنادي,.
,,, والا يعرف ايضا ان مطالبته برفع مرتبه خلال فترة عقده الاحترافي لا تستوجب نظاما تجاوب ناديه!!
,,, ان سدوس الصغير قدم عيدية خاسرة جدا,, وهدية لم تكن مقبولة على الاطلاق!! ثم هو في المقابل ينبغي عليه سداد مبلغ مالي ليس بالقليل لناديه لما بدر من جانبه من اساءة لاجهزة ناديه وكوادره الادارية والفنية.
,,, لقد واصلت مسرحية (بالعيد) عروضها ومن عدة فصول,, فظن اكثر من ممثل يتقدمهم الرئيس الذي صرح بأنه سيبيع منزله لانقاذ فريقه,, وفي لقطة ثانية اكد استعداده بدفع عيدية قدرها عشرة آلاف ريال عدا ونقدا لكل لاعب في صفوف فريقه ان هم تمكنوا من احراز كأس بطولة البقاء بعد ان كان في وقت سابق يلوح بتأشيرة دخول المربع الذهبي!!
,,, وتتزايد العيديات ومن كل حدب وصوب,, فعلى الساحل الشرقي حيث يرقد ناد درجة ثالثة فجَّر رئيسه قنبلة العيد حيث اعلن للملأ وعلى رؤوس الاشهاد كافة داخل المملكة وخارجها ان اللاعب الفلتة ونجم عام 2000 لن يمكن التنازل عنه إلا بأكثر من ثلاثة ملايين ريال,, كنت اظن - وبعض الظن اثم - انه يأمل احترافه بالدوري الايطالي,, وطبعا بثلاثة ملايين ليرة!! وسامحونا!!
هؤلاء بالعيد باستثناء الثنيان!!
سدوس الصغير,, ومن سار على نهجه كلهم بالعيد ما عدا يوسف الثنيان الذي بدأت عليه حالة قلق واستياء وكذلك عدم قبول او تقبل لنوعية تلك الهدايا العيدية .
,, كأنه اراد ان يصفها بالتيوانية والبضاعة المغشوشة,, ولا توجد من بين تلك الهدايا,, هدية واحدة صالحة للاستهلاك او التعاطي البشري,, لذا فقد قرر أبو يعقوب ان يقدم هدية من الوزن الثقيل في ختام مناسبة العيد وهذه المرة حقيقة وليست بالعيد وقد قدمها على طبق من ركل ورفس للاعب التعاون فهد الفعيم الذي ربما لن يفوز طوال حياته الرياضية بغير تلك الهدية الثنيانية !! وسامحونا!!
التعاون,, و,,, النجمة
أُثمِّن تلك الروح، القتالية التي ظهر بها الفريق التعاوني حيث تعاون أفراده في تقديم لوحة جميلة من الاداء الكروي الممتع ليخرج الفريق خاسراً بشرف وبهدف من ضربة جزاء من الازرق متصدر الدوري وذلك في لقاء دور الثمانية بمسابقة كأس ولي العهد,.
,, بعد ان خسر الفريق الوحداوي بالخمسة من النصر,, توقعت الجماهير ان تمنى الشبكة التعاونية بكم وافر من الاهداف الهلالية لكن هذا لم يحدث فالتعاون اجاد تطبيق اللعب بطريقة تتوافق مع قدراته وامكاناته ونجح بالتنفيذ بصورة تدعو للاشادة والاعجاب.
,,, تبقى في ساحة الفرق التي لاتزال في نظر البعض توصف بالصغيرة فريق النجمة الذي شق طريقه بجدارة لدور الاربعة وله مواجهة ساخنة على ارضه ووسط جمهوره مع الهلال,, ويأمل أن يبتسم له الحظ بالوصول للمرة الاولى,, طرفا في نهائي ثاني مسابقة كروية.
,,, منذ أكثر من ربع قرن كان فريق النصر قد الحق هزيمة ثقيلة بالنجمة قوامها (18) هدفا,, وخلال التاريخ المعاصر تبدل الحال بزاوية 180 درجة لمصلحة النجمة التي اصبحت تحقق الفوز على تلك الفرق التي تلحق بها من قبل خسائر فادحة,, فهل ينجح ابناء النجمة في إكمال مسيرة ومشوار البناء ويتوجون حضورهم الرائع بالتأهل لنهائي كأس ولي العهد بتجاوز العقبة الهلالية الكبيرة جدا,, وسامحونا!!
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved