القتل هو القتل، والتخلي عن الانسانية والتحول الى أقل من الحيوانية,, صفة واحدة لكل الجلادين من مضطهدي الشعوب، سواء كانوا صربا أو يهودا، أو من أي جنسية أو ديانة أو قومية، فكل من يسعى الى إبادة جماعة من البشر لتحقيق أهداف ذاتية، أو ليبيد تلك الجماعة حتى يستولي على ارضها، جميعهم مجرمو حرب وأعداء للانسانية ويجب ان يجدوا من يردعهم ويخلص البشرية من شرورهم,.
واذا وجد الصرب من يتصدى لهم ويوقف شرورهم في البوسنة والهرسك ويبدأ باقتلاع مخالبهم في كوسوفو، فإن الاسرائيليين لا يزالون يعيثون فسادا في مكان آخر من البسيطة وبالتحديد على الأرض العربية في فلسطين حيث تطارد قوات الأمن وجنود الاحتلال الشبان وتمنع المصلين من دخول الحرم الابراهيمي، وفي تزامن مقصود لاستغلال انشغال المجتمع الدولي بالحرب اليوغسلافية كثفت قوات الاحتلال الاسرائيلي أعمالها العدوانية على المدنيين من أبناء جنوب لبنان المحتل، ومثل ما يفعل الصرب مع المسلمين الألبان في كوسوفو من قتل وتشريد وتدمير، يفعل الاسرائيليون في جنوب لبنان,, ويوم الاحد استهدفت المدفعية الإسرائيلية المنطقة القريبة من مدينة حبوش في القطاع الأوسط في جنوب لبنان، وتركز القصف على منازل المدنيين القرويين الأبرياء الذين كانوا متواجدين مع أطفالهم في تلك المنازل لتهنئة الحجاج العائدين من الأراضي المقدسةفسقطت عشرة قذائف تسببت في اصابة خمسة أطفال ما دون سن العاشرة من بينهم طفلة لا يتجاوز عمرها عامين فقط,, واصابات الأطفال جميعها خطيرة وحالة الأطفال حرجة.
هذه الجرائم الاسرائيلية شبه يومية وجميعها تتركز على المدنيين الذين يتعرضون الى هذه الاعتداءات بهدف اجبارهم على الهجرة من قراهم ومدنهم من خلال سياسة الأرض المحروقة التي تمارسها اسرائيل تحت سمع وبصر الجميع دون ان يحرك أحد ساكنا، وكأن الموت في لبنان وفلسطين يختلف عنه في مكان آخر,, والانسان في لبنان وفلسطين لا يهم ان يقتل طالما ان القتل يتم بأيد يهودية!!.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com