الخرطوم- ا,ف,ب
هددت الحكومة السودانية لاول مرة بمقاطعة مفاوضات السلام المقبلة ردا على قتل اربعة سودانيين كانوا معتقلين لدى فصيل التمرد الجنوبي الرئيسي الذي يقوده جون قرنق.
واعلن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل خلال مؤتمر صحافي تشكيل لجنة عليا برئاسته، لاعادة النظر في الاتفاقات الانسانية المبرمة بين حكومته وهذا الفصيل المتمرد من الجنوب,ومن بين هذه الاتفاقات، وثيقة وقعت في روما في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي تحظر على الطرفين المساس بالعاملين في فرق الانقاذ او عرقلة عمليات الانقاذ.
لكن اسماعيل اكد التزام الحكومة السودانية مواصلة عمليات المساعدة في جنوب السودان.
وقال اسماعيل ان اللجنة ستحدد الاجراءات والتدابير التي تضمن عدم تكرار هذه التصرفات في المستقبل .
واضاف وزير الخارجية السوداني سنبحث كل الخيارات بما فيها عدم التوجه الى نيروبي للجولة المقبلة من المفاوضات مع الحركة المتمردة المقررة في 20 نيسان/ ابريل الحالي .
لكنه شدد على ان عمليات المساعدة الانسانية ستتواصل لاننا اوفياء لمبدأ عدم استخدام المساعدة كسلاح .
وقال اسماعيل ان الخرطوم ستحافظ على عمليات اللجنة الدولية للصليب الاحمر في السودان بشكل عام وفي الجنوب بشكل خاص وستبذل كل ما في وسعها لحماية اعضاء اللجنة الدولية للصليب الاحمر .
ودعا المجتمع الدولي الى ادانة العمل المجرم الذي ارتكبه المتمردون في جنوب السودان, واقترح ان يحال الحادث الى محكمة دولية تنظر في قضايا التعذيب وجرائم الحرب .
وكان مكتب اللجنة الدولية للصليب الاحمر في الخرطوم اعلن الخميس الماضي ان اربعة سودانيين وهم ثلاثة مسؤولين حكوميين وعامل في الهلال الاحمر، قتلوا وهم معتقلون لدى المتمردين بقيادة جون قرنق.
وكان هؤلاء السودانيون اعتقلوا في 18 شباط/ فبراير الماضي مع موظفين سويسريين اثنين من اللجنة الدولية للصليب الاحمر خلال مهمة انسانية قرب بينتيو في ولاية الوحدة بالجنوب وافرج المتمردون في 12 آذار/ مارس عن المندوبين السويسريين فقط.
هذا ومن ناحيتها دعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي امس الى ضرورة اجراء تحقيق واف في الظروف المحيطة بمقتل اربعة من السودانيين من بينهم عضو في الهلال الاحمر السوداني وثلاثة موظفين في الحكومة السودانية على يد الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان الجنوبي.
وحمَّلت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الحركة الشعبية مسئولية مصرع السودانيين الاربعة ودعت الحركة الى التعاون الكامل في نقل جثثهم لدفنهم بطريقة لائقة.
واعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في القاهرة في بيان لها وزعته امس عن استيائها لعدم انصياع الجيش الشعبي لتحرير السودان او استجابته لدعوة اللجنة الدولية لضمان سلامة والافراج عن السودانيين الاربعة من قبل.
واشار بيان اللجنة الى ان مجموعة من العاملين في الصليب الاحمر الدولي كانوا في مهمة قرب بلدة بينتيو في جنوب السودان عندما تم احتجازهم بعد ان دخلوا عن طريق الخطأ منطقة تسيطر عليها الحركة الشعبية وقد تم اطلاق موظفين سويسريين كانا ضمن هذه المهمة بينما ظل السودانيون الاربعة قيد الاحتجاز حتى تم قتلهم.
وكان كورنيلليو سوماروجا رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر قد طلب من جون جارانج زعيم الحركة المتمردة اطلاق سراح بقية المحتجزين على الفور وذلك خلال زيارة جارانج الى جنيف في الثاني والعشرين من مارس وكرر سوما روجا هذا النداء بشكل علني في وقت لاحق دون ان يلقى اي استجابة.
|