Wednesday 7th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 21 ذو الحجة


السهل الممتنع
الشجاعة,, ولكن في جميع الأحوال!!
صالح السليمان

صاحب قرار الحكم الدولي الاخ ناصر الحمدان بطرد يوسف الثنيان ردود افعال متباينة,, ووصف بالشجاعة لاتخاذه قرار الطرد!,, ورأيي في هذا القرار يتخذ شقين فلو نظرنا لهذه الحادثة كلعبة مستقلة بذاتها بعيدا عن اي من مجريات المباراة الاخرى فهو (قرار سليم لا غبار عليه),, ولكن عندما ننظر اليه نظرة كلية وشمولية مربوطة بوقائع المباراة الاخرى فانه برأيي قرار سليم (ولكن) عليه غبار كثيف!
وبداية فان تصرف الثنيان تصرف اهوج ومرفوض مهما كانت المبررات وقرار طرده هو القرار السليم ولم يكن حكم المباراة بحاجة الى الاستعانة (بتحويله) ليرفع الكرت الاحمر,, ولكن لنعترف ان الحكم لم يكن منصفا للثنيان وهو لا يحرك ساكنا امام الكثير من الاخطاء والمضايقات التي ارتكبت بحقه,, بل في احداها انقض احد اللاعبين عليه بشكل عنيف ربما يستحق عليه حتى الكرت الاحمر الا ان الحمدان لم يحتسب حتى الخطأ واشار باستمرار اللعب!,, وحتى هذا اللاعب الذي خاشنه الثنيان كان مندفعا بشكل قوي على الثنيان بعد ان مرر الكرة.
ولكن نصل لبيت القصيد,, فالحمدان الذي اتخذ قرارا صحيحا في طرد الثنيان,, لم يتخذ نفس القرار امام حادثة اخطر من هذه,, عند عمد مدافع التعاون الى (الدعس) عنوة على ركبة بشار وهو ساقط على الارض من خطأ ارتكبه نفس المدافع,, وهي محاولة (لا عطاب) ركبة بشار بهدف حرمان فريقه منه في مراحل الحسم,, ولكن الحمدان اكتفى بالكرت الاصفر,, وهذه الحادثة هي ما جعلني اصف طرد الثنيان بأنه قرار سليم (ولكن) عليه غبار وغبار كثيف!
ولكن اغرب ما في هذا القرار ان مساعد الحكم (الشمراني) تابع الهجمة والكرة مع الثنيان المطرود و(بعدها) اوعز للحكم بطرده والسؤال لو سجل الثنيان هدفا هل سيحتسب ام ماذا؟
وليست مشكلة التحكيم هي فقط بصدور قرارات خاطئة او الامتناع عن اصدار قرارات صحيحة,, ولكن قد تكون حتى في اتخاذ قرار صحيح في حادثة ما ولكن لا يتخذ نفس القرار في لعبة مشابهة وهو ما يسمى بسياسة الكيل بمكيالين.
اما ما قيل عن عدم احتساب ضربتي جزاء للهلال لبشار والثنيان فهو برأيي يرجع لتقدير الحكم الحمدان,, فهناك حكم لا يحتسبها في مباراة قد يحتسب مثلها في مباراة اخرى! وكذلك الهدف الملغى للهلال فالكرة هناك شك هل تجاوزت حدود الملعب ام لا!,, فهي تظهر بشكل غامض لذلك فالرأي الاخير لمساعد الحكم صالح الشمراني الذي اشار بعدم صحة اللعبة وترتب عليه الغاء الهدف.
وكشفت هذه المباراة عن الفئة البهلوانية التي تطبل للحكم عندما يتخذ قرارا ضد الهلال فقط وتذمه عند القرارات المعاكسة,, فهم بتحليلاتهم الصحفية مدحوه على قرار الطرد وبعدها بدقائق ذموه على ضربة الجزاء الواضحة,, ولو حدث العكس وكان المطرود من الفريق الآخر وضربة الجزاء على الهلال لذموه على قرار الطرد ومدحوه على احتسابه ضربة الجزاء,, ولو كان الهدف الملغى في مرمى الهلال لاثاروا حوله الزوابع والاتهامات!!
القرعة لاتدوم على حال!!
بعد قرعة دوري الاربعة كثر الحديث عن القرعة وعن الحظ ومن ضحكت له القرعة ومن عبست والفريق سعيد الحظ وتعيس الحظ! وبدأ البعض يتعامل مع هذه القرعة وكأنها كائن حي يشعر ويحس ويختار من يريد ويرفض من لا يريد,, توبيخها وتقريعها لانها لم تأت على ما يريد ويشتهي كالعادة!,, وربما كان طموح فرق الرياض الثلاثة ابتعادها عن بعضها لما عرف عنها من تنافس,, وتناسوا ان النجمة ايضا فريق منافس وعنيد وفي دوري هذه السنة تمكنت النجمة من هزيمة فريقي النصر والشباب وعلى ملعبيهما,, ونذكرهم ايضا ان النجمة احد فرق مربع الدوري في الموسم المنصرم,, وهذه الآراء لم تظهر ولم نقرأها عند قرعة الجولة الاولى (دور الستة عشر) من مصدري آراء الحظ والتعاسة لان القرعة سارت كما يشتهون فأوقعت الفرق التي لا يرغبونها في اقوى المباريات,, وكأنهم لا يعلمون ان هذه القرعة لا تعرف المجاملة والمداهنة ولا يخيفها شيء,, فمن ضحكت له اليوم فانها تقلب له (ظهر المجن) في الغد والعكس فدوام الحال من المحال,, وهذه الفرق الاربعة التي وصلت الدور قبل النهائي الاربعة كان حظها متفاوتا مع القرعة ولكنه متقارب,, فجميع هذه الفرق تمتعت بما قيل انها استراحات في احدى المراحل فالشباب مع احد والهلال مع التعاون وهي (استراحة لم يجد بها الراحة) والنجمة مع القادسية والنصر مع الوحدة الفريق المهدد بالهبوط,, ولكن بنظرة عامة فالشباب هو اكثر من (كشرت) له قرعة هذا الموسم حيث طوحت به امام فريقين منافسين ومباراة اخرى خارج ملعبه,, يلي الشباب فريقا الهلال والنجمة فالهلال لعب اقوى مباراة امام منافسه الاهلي وخارج ملعبه! وألقت به خارج ملعبه امام (النجمة) اقوى فرق المستوى الثاني في الدوري الممتاز اي انه لعب مباراتين خارج ملعبه,, اما النجمة فغادر ليلعب خارج ملعبه مع الاتفاق احد اعرق فرق الممتاز ثم وضعته وجها لوجه مع الهلال! وربما النصر اوفرها حظا فرغم ان قرعة الجولة الثالثة القت به مع فريق قوي هو الشباب كما حدث للهلال مع الاهلي والنجمة مع الهلال والشباب مع الاتحاد,, الا انه (النصر) هو الوحيد الذي لعب جميع مبارياته على ملعبه.
النصر (يبيّض) والشباب 0يتورط)!!
عندما طلب النصر جعل مباراته المؤجلة مع الاتحاد في بحر هذا الاسبوع وفي عز معمعة مباريات مسابقة كأس ولي العهد الحاسمة كان الطلب يبدو غريبا وليس منطقيا,, فعادة فالفرق تحاول التخلص من اي ارتباط يشغلها عن التفرغ للمباريات الاهم,, فما مغزى تحديد هذا التاريخ بالذات؟؟ ولكن بعد مشاهدة لاعبي النصر يتسابقون على اخذ الكرت الثالث في مباراة الوحدة حتى بلغ عددهم ستة كرقم قياسي اتضح السر ومغزى طلب اقامة مباراة الاتحاد قبل دورالاربعة بمسابقة الكأس!,, حيث كان الهدف هو الاستفادة من المباراة في تنظيف (سجلات) لاعبي النصر المهددين بالوقف في حالة التأهل للنهائي,, وهي حركة ذكية تحسب لادارة النصر وجهازه الفني ما دام اتحاد الكرة لم ير غضاضة في ذلك! ومن حق اي ناد ان يحتال بأي وسيلة نظامية!
وان كانت العادة في تحديد مواعيد المباريات المؤجلة ان يؤخذ رأي الفريق المرتبط بمشاركات خارجية سابقة او لاحقة,, ولكن هذه المرة حدد الموعد بناء على رغبة الفريق الثاني!! وعلى كل حال فان الحركة الذكية غير المسبوقة!! ستحاول الاندية الاخرى اقتباسها مستقبلا للاستفادة من اي مؤجلات في تحصيل مصلحة قد تفوق حتى مصلحة كسب المباراة,, واقامة هذه المباراة ارتبطت بموافقة فريق الاتحاد معتقدا انه سيستفيد من اقامة المباراة بهذه الظروف وانه سيقطف نقاطها (باردة مبردة) تماما كما قطف كثيرا من نقاط مؤجلاته السبع,, الا انه تعرض لهزيمة ثقيلة ومن رديف النصر,, لتبقى الصدارة لمن هو اجدر بها ونالها بعد ان انتزع نقاطها انتزاعا من انياب الفرق, في المقابل فان الشباب حاول تبييض سجلات بعض لاعبيه فتورط,, حيث كان (ظن) ادارة الشباب ان مباريات دور الاربعة سيتم تأجيلها تمهيدا لمشاركة فريقها ببطولة النخبة,, وبناء على ذلك اخذ لاعبا الشباب محمد الحمدان ومرزوق العتيبي الكرت الثالث للاستفادة من فترة التأجيل الا انه اسقط بايدي الشبابيين بعد اقرار اقامة مباريات دور الاربعة نهاية هذا الاسبوع,, وهذا يحسب على ادارة الشباب حيث من المفترض عدم الاعتماد في ظنون او وعود غير رسمية!! وامام تكامل النصر بجميع عناصره,, يخوض الشباب مباراته الهامة هذه الليلة مفتقدا لعنصرين مهمين هما الحمدان افضل مدافعي الشباب بعد الداود والمهاجم المتحرك مرزوق العتيبي والمتخصص بالتسجيل بمرمى النصر اضافة الى اصابة سعيد العويران (وهي المباراة الثالثة على التوالي امام النصر التي يغيب عنها)! اي ان الشباب هذه الليلة سيفتقد ما يعادل ثلث قوته الضاربة.
تنافس الوحدة والانصار!!
في الصيف الماضي وقبل بداية الموسم لفت انتباه المتابعين المناوشات الحادة والمشاكسات الاعلامية والتي كانت الصحف حلبتها بين ادارتي الوحدة والانصار,, وكان من ابرز نقاطها قضية اللاعب الزرقاوي وقد اختتمت تلك المساجلات باطلاق كل فريق التحدي للفريق الآخر وكل يدعي الغلبة لفريقه,, وربما في ذلك الوقت لم يكن السر معروفا حول سبب هذا التصادم بين ادارتي الفريقين, ولكن ربما الآن قد اتضحت الرؤية حول ماذا يدور بأذهان او في (حدس) انصار الناديين في ذلك الوقت,, حيث كان شعور كلا الفريقين ان احدهما سيبقى في الممتاز على حساب الاخر,, او ان الممتاز لن يستوعب الفريقين سوية,, حتى وصل تنافس الفريقين وتكافؤهما على مستوى الدوري الى اقامة مباراة فاصلة,, نتيجتها تبقي احدهما بالممتاز وتدفع الاخر للاولى.
ولو اردنا القاء الضوء على حظوظهما بالبقاء,, فمن الناحية الفنية فهناك تكافؤ كبير بين الفريقين الا ان الوحدة يعتمد بشكل كبير على عبيد هداف الدوري وقد يكون ذلك سلبيا على الفريق لو احكمت الرقابة عليه.
اما من النواحي النفسية فهي تصب لمصلحة الانصار لعدة اسباب:
- ان الانصار فاز بالمنافسة الثنائية مع الوحدة وكسب منها 4 نقاط.
- تعتبر هذه المباراة تجديد امل للانصار الذي كان اقرب للدرجة الاولى من الوحدة طوال الدوري حتى استطاع الوقوف على قدم المساواة مع الوحدة في اخر جولة.
الوحدة اسم قديم بالممتاز وكان طموح منسوبيه دخول المربع وليس الصراع على البقاء لذا يدخل الفاصلة محبطا بعكس الانصار الصاعد الذي يدخلها منتعشا لان البقاء هو طموحه الآن, الملاحظ ان الانصار يؤدي مبارياته بقوة وحماس كبير وروح عالية مقاتلة بعكس الوحدة المتذبذب معنويا,, والذي يتعرض لانهيارات غريبة في بعض المباريات لان طموحه اكبر من امكاناته فيتعرض لهزائم ثقيلة حتى اصبح مرماه اكبر مستودع للاهداف بالدوري.
الانصار موفق في المباريات الفاصلة حيث لعب مباراتين فاصلتين وكسبهما، احداهما مع هجر ومباراة مع القادسية صعد على اثرها للممتاز.
وهناك ارجحية بسيطة للوحدة بعد ان كسبت قرعة المباراة ولكن لا تنس ان الانصار صعد للممتاز على حساب القادسية ومن ملعبها.
واخيرا فان بقاء الانصار لو حدث فانه سيكون له مردود ايجابي على رياضة منطقة المدينة المنورة في حين ان الوحدة قادر على العودة للممتاز لو هبط حيث ان له خبرة في هذا المجال.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved