عبدالله إدريس في معرضه القادم يحاكي العصر ويتخطى حدود الزمن
مشاركات عديدة أحدثت في دواخله تراكمات ثقافية وفنية
الفنان: جسدت فكرة الزمن بالترميز البصري في أعمالي السابقة
جدة - كتب - احمد الزهراني
مرحلة فنية جديدة تلك التي بدأها الفنان التشكيلي عبدالله ادريس من خلال معرضه الشخصي والذي افتتح هذا الاسبوع بعنوان (سيرة مدينة اسمها ذات الرماد) وهو المعرض الشخصي الخامس للفنان ويضم المعرض ثلاثين عملا فنيا جديدا.
وتمثل الاعمال الجديدة لادريس مرحلة جديدة لكنها لا تنفصل تماما عن المراحل السابقة التي تطرق اليها ولكن الجديد الذي يمارسه عبدالله ادريس هو التأكيد على وعيه باعماله بشكل اكثر خصوبة وعمقا حيث يعتمد على الرؤية التي تطرح قضيته التشكيلية.
خصوصية
تطورت تجارب ومراحل عبدالله ادريس عبر التجارب الكثيرة والممتدة ودأب الفنان على مواصلة مسيرته حتى استقام اسلوبه وتأكدت خصوصيته بشكل واضح عبر مثابرته ومتابعته واطلاعه وتقبل النقد الهادف والبناء.
هاجس
يعد الهاجس الزمني عند عبدالله ادريس هو المحتوى الموضوعي والعامل المشترك في اعماله السابقة ويقوم الفنان ادريس بتجسيد فكرة الزمن بالترميز البصري الذي يحمل دلالات الزمن ورصده بايجاز فيمنح العمل من الوهلة الاولى الفكرة والموضوع.
ومن خلال هذا يفصح العمل بمدلولاته المرئية للمشاهد والمتلقي الذي يستطيع تكوين حكم أولي شكلي انطباعي.
ذاكرة
على ان اعمال عبدالله ادريس في البدايات كانت تركز على هاجس المكان من خلال الاسلوب التبصيري لامكنة يأتي من الذاكرة وما يرتبط بهذه الامكنة من مشاهد لشخوص ومشاهد بيئية.
الجديد
المعرض الجديد لعبدالله ادريس يحتوى على مجموعة اعمال لا تأتي منفصلة عن بعضها فهي تتراتب وتتابع تتوحد وتنفصل ثم تتحد لتشكل نسيجا اشبه بحبكة القصة كما يقول الفنان ذاته ويتابع قائلا: ان اعمالي الجديدة تسرد محتواها بشكل تفصيلي ومجزأ يجمع شتاتها وحدة موضوعية قوامها فكرة واحدة برؤية بصرية تحمل دلالات جاهزة لكنها تبتعد عن المباشرة.
رؤية تطلعية
ويضيف قائلا: على خلاف اعمالي السابقة حيث كنت اصل الى مناطق معروفة في وجدان المتلقي عبر اسلوب تعبيري مؤثر واتعمد الان طرح رؤية جديدة من خلال الاعمال القادمة الى الوقوف على قناعاتي الخاصة ورؤيتي التي تأتي موافقة مع خطابي الثقافي الذي يعي متطلبات العصر وما يعيشه انسان الحاضر ومثقفو العصر من مراقبة الواقع المعاش حيث التحولات الاجتماعية والحضارية وكون هذا الانسان اصبح يعيش عصر الاستهلاك في كل شيء وما يعتريه من مواقف باعتباره في حالة صراع بين القيم والماديات.
ومن خلال هذا المنطلق وهذه الرؤية لا اخترع رموزي او عناصر تكوين اعمالي وانما اردت التأكيد علىوجود الحالة واتخاذ موقف ما وانعكاس الواقع الذي نعيشه من خلال منجزي التشكيلي المعاصر الذي يتعمد خلخلة النمطية المسيطرة على الشكل التقليدي السائد في الساحة التشكيلية ولا اقول بانني افعل ذلك وحدي,.
الذاتية
اذاً ماذا يريد عبدالله ادريس؟ يرد قائلا: انني مصر على عدم منح اللوحة بعدا مشاعريا ووجدانيا كما كنت افعل في السابق لكنني لست نادما على تجربتي السابقة.
انا في حالتي الراهنة أقوم باختراع ذاكرتي الجديدة وابراز ذاتيتي من خلال واقع العصر دون زيف اومواربة وانما بتوصيف الحقيقة والدخول في مغامرة الشكل والاعتماد على النص الجاهز.