Monday 12th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 26 ذو الحجة


حول ظاهرة النساء المدخنات
العلاج مسؤولية الجميع

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
(قولوا عني ما شئتم,, قولوا رجعي,, قولوا متخلف,, قولوا متزمت) هكذا بدأ الاستاذ الفاضل عبد العزيز التويجري مقاله في عدد (9684) مبدياً أسفه وحزنه للنتيجة التي آلت إليها تلك الدراسة وذلك اللقاء العلمي عن ظاهرة التدخين في مدارس البنات في جدة مبيناً النسب في كل مرحلة، وكم كانت عبارات كاتبنا - حفظه الله - ووفقه تذوب شفقة وعطفاً على بنات بلادنا وكم كان قلبه يتقطع كمداً على تلك النتائج المحزنة وحُق له ذلك وحُق لنا جميعاً أن نشاطر استاذنا تلك المشاعر الفياضة ووالله لن يقول عنك تلك العبارات الا من اراد لسفينة مجتمعنا الغرق ولديارنا الهدم.
ألا ترى معي ايها الفاضل ان هناك ثمة اسبابا وراء انتشار ظاهرة التدخين في مدارس البنات لعل ابرزها ما يلي:
ضعف الوازع الديني وقلة الخوف من الله سبحانه وتعالى وكفى بهذا السبب موضحاً تدهور أخلاق هذه الفئة نسأل الله لنا ولهن الهداية والصلاح، فمتى ما كان خوف الله تعالى مسيطراً على المرء اجتنب كل رذيل وسعى لكل حسن جميل، وكلما كانت التنشئة صالحة آتت أكلها بإذن ربها كما قال الشاعر:
هي الأخلاق تنبت كالنبات
إذا سُقيت بماء المكرمات
اما سوى ذلك فيخشى ان يسقى بماء آسن فيخرج نكداً لا قدر الله.
ومن الأسباب التي دعت لانتشار التدخين بين الفتيات تلك المسلسلات التي تبثها القنوات الفضائية والتي تخرج فيها المرأة مدخنة مما جعل هذا الأمر مألوفاً لدى فئة من النساء قل دينهن وحياؤهن فبدأن يمارسن تلك العادة الكريهة وربما جاهرن وافتخرن بها امام زميلاتهن اللاتي ربما وافق ذلك هوى في أنفسهن فصرن رهينات لتلك الآفة بسبب رفيقات السوء علاوة على تلك المشاهد الآنفة الذكر.
ومن الأسباب تلك المجلات الوافدة وما اكثرها والتي تروج الدعايات لجميع انواع الدخان حتى اصبح هذا الأمر غير مستنكر لدى الصغار فضلاً عن الكبار، ومعلوم ما لهذا الأمر من عواقب إذ إن الاعتياد على رؤية الشيء يولد عدم استنكاره وهذا ما نخشاه على الصغار من ابنائنا وبناتنا في مملكتنا الغالية ونسأل المولى ان يخلص من ابتلى به عاجلاً لا آجلاً.
من الأسباب غفلة أولياء الأمور وعدم متابعتهم لبناتهم وربما كانوا سبباً في ذلك وهم لا يشعرون.
هذه بعض الأسباب وأظنها لا تخفى وهناك اسباب اخرى اعتقد جازماً ان المسؤولين - وفقهم الله - اعلم بها مني ويبقى العلاج مسؤولية الجميع لا مسؤولية التعليم العالي ورئاسة تعليم البنات فقط، وان كانت ستسعى جاهدة للحلول المناسبة بإذن الله، ولكن الاعلام له دوره وعليه مسؤوليته امام الله تعالى من خلال نشر الجوانب التوعوية وتكثيفها ومنع دخول المطبوعات التي تبث سمومها في مجتمعنا فتفسد بذلك التميز الذي تنفرد به بلادنا عن غيرها، وقل مثل ذلك بالنسبة لوزارة التجارة، فالعلاج يحتاج الى تضافر الجهود واقتلاع الجذور من اساسها فهل علينا يا ترى اغلى من بناتنا وشبابنا لا والله، فيا بنات وابناء هذا الوطن المعطاء ديننا يدعونا للسمو بأنفسنا عن كل قبيح ويحرّم علينا ما يكون سبباً في هلاكنا والإضرار بنا فهل ندرك ذلك؟!.
أختاه
عودي الى الرحمن عوداً صادقاً
فبه يزول الشر والأشرار
وقانا الله وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمدلله أولاً وآخراً.
يوسف بن محمد القويفلي
الخرج

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
ملحق الجبيل
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved