متلازمة انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم 2-2 د, سراج ولي استشاري أمراض صدرية بمستشفى الملك خالد للحرس الوطني بجدة |
توجيهات صحية عامة:
على مرضى انقطاع التنفس اثناء النوم الالتزام بالتوجيهات الصحية التالية:
1- تخفيف الوزن: وقد يساعد انقاص الوزن في علاج مرض انقطاع التنفس اثناء النوم حيث ان فقدان 20 رطلا من وزن الرجل الذي يزن 200 رطل في حين يجب ان يكون وزنه المثالي 165 رطلا مثلا قد يقلل من انقطاع التنفس اثناء النوم ويجعل النوم اكثر راحة فيخف النعاس المفرط اثناء النهار.
2- تجنب الكحول: الكحول يضاعف من انقطاع التنفس ويجعله اكثر خطورة كما يسبب في زيادة حدة الشخير.
3- تجنب الحبوب المنومة: الحبوب المنومة ايضا تضعف التنفس وتجعل انقطاع التنفس أكثر شدة.
4- تناول الأدوية التي تحوي على مضادات الهيستامين بحذر: الأدوية التي توصف لعلاج الصداع والرشح يمكن ان تؤثر على النوم والتنفس تأثيرا سلبيا وذلك لما تحويه من مضادات الهيستامين التي لها تأثير يشابه تأثير الحبوب المنومة.
5- النوم على أحد الشقين الأيمن كما في السنة : يصاب بعض الناس بانقطاع التنفس عندما ينامون على ظهورهم فقط, ويمكن تجنب ذلك بوضع وسائد عند الظهر أو ربط كرة تنس الطاولة في ظهر ثياب النوم مما يمنع المريض من الاستلقاء على ظهره.
6- ان استخدام البخاخات الخاصة باحتقان الأنف مثل الكرتزونات أو مضادات الاحتقان قد تحسن من التنفس اثناء النوم, لكن تجنب استخدام مضادات الاحتقان لأكثر من ايام معدودة.
العلاج:
1- جعل الضغط داخل مجرى الهواء ايجابيا باستمرار.
وبصفة عامة هذا هو العلاج المثالي لمرضى انقطاع التنفس الانسدادي, ويتم ذلك عن طريق جهاز ضاغط للهواء, حيث يقوم بضخ الهواء تحت ضغط مرتفع فيندفع بدوره من خلال قناع يوضع على الأنف اثناء النوم عبر الممرات الأنفية ومنه الى مجرى الهواء العلوي أو البلعوم, ويؤدي هذا بدوره الى جعل الضغط داخل مجرى الهواء ايجابيا باستمرار اثناء الشهيق والزفير مقارنة بالضغط الجوي وبالتالي الى بقاء مجرى الهواء مفتوحا اثناء النوم مما يسمح للشخص بالنوم والتنفس بصورة طبيعية.
ويعد هذا العلاج اكثر العلاجات فعالية لمرض انقطاع التنفس اثناء النوم, وفي استبيان حول مدى قبول المرضى لهذا العلاج تبين ان 70% من المرضى يتقبلون هذا العلاج ويستخدمونه باستمرار, أما البقية فيرون ان هذا الجهاز مزعج ولا يطيقونه, ومن أكثر الآثار غير المحمودة لطريقة العلاج هذه:
التهاب وتقرح الجلد حيث موضع القناع، الجفاف الشديد في الفم والأنف، والشعور برهبة الأماكن المقفلة, ويمكن التغلب على هذه الأثار الجانبية باستخدام الأقنعة المناسبة ومرطب للهواء يوصل بجهاز ضغط الهواء، وأما رهبة الاماكن المغلقة فيمكن التغلب عليها باللجوء الى طرق الاسترخاء المتعددة.
2- أجهزة الفم الطباقية لتوسيع الممر الحلقي مجرى الهواء العلوي هنالك أكثر من 40 نوعا متوفرا, ووظيفة هذه الأجهزة هي توسيع مجرى الهواء العلوي عن طريق دفع الفك السفلي أو اللسان الى الامام بعيدا عن جدار البلعوم الخلفي, بالاضافة الى فعالية هذا النوع من العلاج في معالجة الشخير فقد اشارت تقارير حديثة الى فعاليته في معالجة مرض انقطاع التنفس الانسدادي اثناء النوم خصوصا في الحالات البسيطة أو المعتدلة الشدة, ولكن وعلى الرغم من ذلك فإننا في حاجة الى المزيد من الدراسات لتحديد آثار هذه الأجهزة على المدى الطويل ودرجة فعاليتها مقارنة بعلاج ضغط الهواء المستمر, والى حين توفر هذه المعلومة يجب حصر استخدام هذه الأجهزة على المرضى الذين يرفضون استخدام ضغط الهواء المستمر أو لا يطيقونه.
3- نادرا ما تكون هناك حاجة لاستخدام الاكسجين وحده لمعالجة مرضى انقطاع التنفس, ولكن يمكن اضافة الاكسجين اذا ما استمر انخفاض مستوى الاكسجين عن المستوى المطلوب على الرغم من استخدام نظام ضغط الهواء الايجابي المستمر.
4- العلاج الجراحي:
ان الاختيار الجراحي قد يكون ناجعا لبعض المرضى المصابين باضطراب النوم هذا، وخصوصا عند أولئك الذين لم يستفيدوا من الاختيارات الأخرى.
1- جراحة الأنف:
قد تساعد الجراحة على فتح مجاري الهواء وبالتالي استمرارية التنفس اثناء النوم, وتتضمن العمليات الجراحية الخاصة بالأنف: عملية استئصال الزوائد المتضخمة لحميات خاصة عند الأطفال وايضا استئصال السليلات الانفية السليلة هي بروز أو نمو يتكون من أنسجة مخاطية ينبت من داخل التجويف الأنفي ، وتصحيح الحاجز الأنفي وهو الفاصل الذي يقسم تجويف الأنف الى جانبين ويتكون من جزء عظمي وآخر غضروفي , من أي انحراف.
2- التقويم الجراحي لشكل اللهاة والحنك والبلعوم:
يقوم الجراح في هذه العملية باستئصال اللوزتين واللهاة وجزء من مؤخرة الحنك الرخوي المتصل باللهاة وبالتالي يتم توسيع البلعوم واعادة تقويمه ومن ثم الحيلولة دون انسداد مجرى الهواء العلوي اثناء النوم.
اظهرت العديد من الدراسات ان هذه الجراحة تفيد فقط حوالي نصف المرضى, أما الآثار الجانبية السلبية لهذه الجراحة فتشمل الآلام الشديدة وصعوبة البلع حتى يتم التئام الأنسجة وبرؤها, وأما على الأمد البعيد فقد تتسبب في خروج السوائل من الأنف عند البلع، وعدم القدرة على نطق بعض الحروف كما قد يأخذ صوت المريض نمطا خنينيا خيشويا .
3- علاج الليزر لتقويم شكل الحنك والبلعوم:
يختلف عن التقويم الجراحي لشكل اللهاة والحنك والبلعوم حيث ان الجراح يقوم بازالة جزء من اللهاة وجزء من الحنك الملتصق بها فقط وعلى فترات تتراوح من جلسة الى 7 جلسات.
ولا تنصح جمعية اضطرابات النوم الأمريكية باستخدام الليزر كعلاج لمرض الانقطاع التنفسي الانسدادي وذلك نظرا لعدم توفر الأدلة الكافية على فعاليته بعد.
4- فتح نافذة صغيرة في الرغامة Tracheostomy:
قد يحتاج المرضى المصابون بحالات شديدة من انقطاع التنفس الانسدادي اثناء النوم الى عمل فتحة في القصبة الهوائية الرغامة ولكنها نادرا ما تجرى هذه الأيام, وتتضمن هذه الطريقة اجراء فتحة في القصبة الهوائية، ينفذ بعد ذلك من خلالها انبوبة صغيرة ولكنها تبقى مقفلة اثناء النهار بحيث يظل المريض يتحدث ويتنفس من خلال مجرى الهواء العلوي الطبيعي, وعند النوم تفتح الانبوبة وذلك لضمان وجود ممر واسع ومفتوح لمرور الهواء, أي ان هذه الانبوبة تعمل بمثابة تحويلة يتفادى بموجبها مرور الهواء عبر البلعوم الضيق ومن ثم ينساب الهواء الى الرئتين مباشرة ويمنع بالتالي حصول أي انقطاع في التنفس.
وبغض النظر عن طريقة العلاج المتبعة، يجب اعادة فحص المريض واجراء دراسة تحليلية لنومه للتأكد من مدى نجاح العلاج المتبع في القضاء على نوبات كتمة النفس وبالتالي إمكانية زوال الاعراض الناتجة عنها, كما يجب على المريض الاستمرار في مراجعة مركز اضطرابات النوم بحرص شديد حيث ان انقطاع التنفس الانسدادي قد يزيد مع التقدم في السن ولاسيما اذا عاوده الشعور بالنعاس المفرط اثناء النهار.
|
|
|