Tuesday 13th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الثلاثاء 27 ذو الحجة


ترانيم صحفية
المراهقة في نظرهم؟!

المراهقة تظل موضوعا طاف على كثير من الأقلام وتناولته العديد من الموضوعات الصحفية والأدبية في مختلف جوانبه ويعد علم النفس هو العلم المتخصص في تناول كافة مراحل النمو بما فيها مرحلة المراهقة ليدرسها دراسة تخصصية في كل مساراتها من الناحية النفسية والاجتماعية والثقافية والجسمية وغيرها ولكن تظل أمرا هاما لا يزال كثير من الناس يتجاهلونه أو يجهلونه,, لا أدري ولكنه في الحقيقة أمر حساس جدا وينبغي الالتفات اليه بحرص شديد خاصة من قبل الأسرة بشكل خاص حيث ان كثيرا من الأسر تغفل جملة من السلوكيات السلبية لأبنائها بحكم أنهم مراهقون,, ليس أكثر!!.
فلقد أعطينا في الواقع المراهقة اكبر من حجمها ووضعناها قالبا مرنا يستطيع المراهق تشكيله وفق ما يريد ليبرر من خلاله كل ما يريد ان يفعله من اخطاء لأنه في النهاية لن يلام من قبل المجتمع المحيط,, فهو مراهق!!.
فقد يعلم الأب ان ابنه يسهر الى منتصف الليل خارج المنزل ويجول بسيارته هنا وهناك ليمارس التفحيط ومضايقة البشر ويبادر مقابل هذا السلوك بالتجاهل أو التوجيه البارد كنوع من أداء الواجب لأنه لن يعتب على ابنه هنا فهو مراهق أي لا يلام على أفعاله فطبيعة عمره تجعله -كما يعتقد الأب- بعيدا عن اللوم أو العقاب وليس الشاب المراهق فقط بل حتى الفتاة المراهقة فقد تعلم أمها أنها تشاغب في المدرسة أو ترسب لتعيد سنة وسنتين وتبرر لها أنها مراهقة ولا تريد أن تضغط عليها بالعقاب والأوامر والتوجيهات لأنها دائما تبدي مللها وتضجرها من ذلك.
هناك تساؤل فعلا,, ماذا تعني المراهقة في نظر هؤلاء هل تعني التغافل عن الأخطاء,, هل تعني التهاون في بناء مبادىء صحيحة أو قوية ينشأ عليها الفرد ويحترمها ثم يطبقها، أعتقد ان مثل هؤلاء الافراد انما يتجاوزون وزن أكثر السنوات حساسية ويبنونها خاطئة,, صحيح ان علماء النفس ذكروا بأن لهذه المرحلة تغيرات نفسية واجتماعية وجسمية إلا ان هذا لا يعني اطلاقا ان نهمل عملية التربية وإلا اننا بذلك نكون قد فعلنا شيئا خاطئا مهما بل وإننا أخطأنا فيمايجب ان نقوم به في هذا العمر واخطأنا أكبر عندما أعطينا المراهقة هالة عظيمة تترك آثارها السلبية على الفرد.
ولكن لا يزال كثير من الناس يصرون على ان أي توجيهات انما تشكل ضغطا نفسيا على المراهق لذلك مبدأ الكثيرين هو ان ما يفعله المراهق هو تنفيس وترويح من هذا الضغط الذي يعاني منه وان الاصرار على اعطاء المراهق التوجيه أمر قد يجعله ينفر من الأخ أو الأب لذلك يتركونه لكي يظل بجانبهم دون توجيه!!.
وهنا أعود لأتساءل,, لماذا فقط في السنوات الأخيرة اصبح هناك مراهقون أين المراهقون في الماضي وكيف كانت تربيتهم وتوجيههم وهل كان الآباء في السابق يتعاملون مع ابنائهم بنفس الأسلوب الخاطىء الحالي!! بل بالعكس فبيئة المراهق الآن من الممكن أن تكون أكثر ايجابية في دفعه نحو الشخصية القويمة ولكن اذا تضافرت جهود المحيطين في توجهها فللمراهق الآن سبل كثيرة للترفية الايجابي عن طريق ألعاب الرياضة، الكمبيوتر، القراءة، وغيرها ولكن العيب الرئيسي الآن هو اسقاط المسؤولية أيا كانت عن هذا المراهق بالاضافة الى جعله يخرج متفردا وحيدا للمجتمع دون مرشد فعلى الأب ان يوكل ولو جزءا بسيطا من مسؤوليات المنزل لأبنه حتى لو كان لديهم سائق فلا مانع ان يذهب مع السائق أو الأفضل مع ابيه لينجز بعض الأعمال مثل دفع فاتورة الهاتف أو غير ذلك من تلبية احتياجات المنزل على أن يكون الاشراف الأسري ملازما لكل خطوة كما يجب ان تقوم الأم باسناد بعض الأعمال المنزلية الى ابنتها حتى لو كان لديهم خادمة ليس فقط لتعليم الفتاة الخدمة والعمل وانما قبل هذا كله لاعطائها الثقة في تحمل المسؤولية وكل هذا في النهاية إنما يجعل المراهق ينشغل بأمور هامة وجوهرية بدلا من ان يقضي وقته في تفقد ما قد يوقعه في الخطأ.
والله ولي التوفيق
نجلاء أحمد السويّل

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved