دخل (مالك) غرفته في السكن الجامعي (لجامعة الملك سعود) وهو فخور جدا بالانتماء الى هذه الجامعة والتي تعتبر أول جامعة في الخليج والمملكة، وثالث اكبر مدينة جامعية في العالم، ومن الجامعات القلائل التي كانت تطبق نظام الساعات المتطور جدا والمكلف جدا!!
فتح مالك جهاز التلفزيون في غرفته (والمرتبط بدائرة تلفزيونية عبر الجامعة كلها) فأخذ يقلّب في القنوات الجامعية ونظرا لأن تخصصه في التاريخ فقد سئم (قناة التاريخ) وضغط على أزرار الريموت كنترول (بعنف!!) قاصدا (قناة اللغة العربية) فهو يميل الى الادب ويعشق الشعر,, محاضرات، ندوات، برنامج (قرأت لك) مشاهد تمثيلية تعليمية تحتويها هذه القناة كغيرها من القنوات الجامعية,.
ومالك هذا كوّن ثروة ثقافية هائلة وعنده فكرة تامة عن كيفية مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه والتي تنقلها (قناة الجامعة العامة) ويعرف كذلك اسماء الجامعات والكليات التي يرغب في مراسلتها في جميع انحاء العالم عن طريق القناة ايضا, ليس هذا فقط بل يتابع اخبار الجامعة وكلياتها الاخرى عبر برنامج (اخبار الجامعة).
في امريكا يسمون التلفزيون (بالمنوّم) ومالك هكذا يسمي قنوات الجامعة المتعددة، لذلك اغلق الجهاز وتوجّه الى غرفة الحاسب الآلي (في الدور الذي يسكن فيه) يريد ان يسأل استاذه عبر بريده الالكتروني عن موضوع تاريخي كان قد شاهده ففوجىء بعبارة (لقد تعثر مرور رسالتك,, فضلا حاول مرة اخرى).
فامتعض مالك من سوء خدمة شبكة الجامعة الالكترونية,, وعاد لغرفته المزودة (ككل الغرف) بجهاز هاتف فاتصل بزميله في المبنى المجاور - للغرض نفسه - فلم يجده,, فقال: سأذهب إذن لمكتبة المبنى ثم استعلم عن طريق الكشّاف فأخذ )Print( كامل لموضوعه,,, ونظرا لرغبته في قطعة من الكعك فقد اتصل مالك بمقصف المبنى وفي الحال وصلت الكعكة!!
استغرق مالك في القراءة فانتابه الملل من (التاريخ),, فخرج الى حديقة المبنى الذي يسكن فيه يرفّه عن نفسه واخذ يتساءل: كيف اخترت قسم التاريخ هذا؟!!
وبينما هو غارق في التفكير تسلل النعاس إليه حتى غطّ في سبات عميق، فاذا بصوت مجلجل يدوي بجانبه فاستيقظ من نومه على صوت (المنبه), وجال بنظره في ارجاء الغرفة التي يسكنها باحثا عن الكمبيوتر والتلفزيون و,, و,,، ثم تذكر موعد محاضرته فهرع مسرعا وارتدى ثوبه واخذ كتبه على عجل ثم خرج من شقته مسرعا ولم يرتد شماغه بعد!!
وفي الشارع تذكر انه قاطن في حي (منفوحة),, وفجأة وقفت سيارة بجانبه، فسأله السائق الاجنبي: (صديق وين يبغى يروح؟!)
فقال مالك: كم تروح للجامعة؟!
رد سائق الليموزين: 30 ريالا بس!!
فقال مالك (ضاحكا): ممكن صديق تسجلها على الحساب لين يصرفون لنا المكافأة؟!!
منيف بن خضير الضوّي