Tuesday 13th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الثلاثاء 27 ذو الحجة


أسهم في نهضة الحرس الوطني
رحم الله محمد بن صالح السلمان

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
فقد الحرس الوطني احد ابنائه البررة البارزين وقد فجعت بنبأ وفاته وانا في الطائرة في طريق عودتي من الخارج بعد ايام من انتقاله الى رحمة الله تعالى، وبوفاة الاخ والصديق والزميل العزيز محمد بن صالح السلمان غاب وجه طيب كريم ورجل كبير من ابناء هذا البلد الذين اسهموا في بنائه، وخدموا تحت رايته وعاشوا يحبون دينهم وعقيدتهم، ويمحضون النصح والصدق والاخلاص لقيادتهم ويسهرون على مصلحة وطنهم في سلوكهم الوظيفي والشخصي والاجتماعي, كان ابو ابراهيم رحمه الله من النواة الاولى والجيل المؤسس من الرجال الذين بدأ بهم انشاء الحرس الوطني في العام 1374ه, وكان من قبل يعمل ايضا في الديوان المسؤول عن مكتب الجهاد والمجاهدين, وقضى عمره المديد في خدمة قيادته ووطنه في الحرس الوطني حتى وافاه الاجل المحتوم رحمة الله عليه, عاصر الفقيد كل مراحل النهضة والتقدم التي شهدها الحرس الوطني وأسهم بكل اخلاص وتفان في هذه النهضة وكان في كل المواقع التي شغلها مثالا للعاملين الاوفياء وقدوة للعطاء، فلم يدخر وسعا ولم يبخل بشبابه وعصارة فكره ونور عينيه، ووضعها في خدمة وطنه ودينه وقيادته وخصوصا بعد ان تولى رياسة الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد و نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني يحفظه الله الذي رعى ابناءه منسوبي الحرس الوطني خير رعاية ودفع بالحرس الوطني نحو آفاق جديدة من التحديث والتدريب والإعداد, وكان الفقيد رحمة الله عليه من الجيل الذي شارك في هذه النهضة وأسهم مع اخوانه في الحرس الوطني فيما يخصه من مسؤوليات، وسعد كما سعدوا وهم يرون الحرس يتحول الى مؤسسة حضارية شامخة، يعتز بها الوطن ويصان بها امنه واستقراره, والذين يعرفون الفقيد حق المعرفة يعلمون ان هموم الوطن وكرامة الوطن ومصلحة الوطن كانت دائما ماثلة في احاديث الفقيد ومسامراته ومؤانساته، وكان الحرس الوطني واعماله وتقدمه ونهضته لا تغيب عن باله وهي مصدر للفخر والاعتزاز له ومصدر الاحاديث اللطيفة في مجالسه ومصدر الأقاصيص التي لا تنتهي ويرويها وفاء لزملائه واخوانه والعاملين معه الذين كانوا جنودا مخلصين في كل المواقف والاحوال والذين اعطوا كل أعمارهم للعمل وخدمة المواطن وتسهيل كل معاملة وتدليل كل المصاعب فقد كان الفقيد في كل ما اسند اليه من اعمال مديرا ناجحا واداريا قياديا مبادرا.
وكان ابو ابراهيم رحمة الله عليه حلو المعشر لطيف الشمائل مع الاصدقاء والزملاء يتفقد من غاب ويخلص له ويسأل ويواصل ويزور ويواسي ويبادر في قضاء حاجات اخوانه وزملائه بأدب جم ومروءة عالية وكان شاعرا له بديهة حاضرة وتذوق للكلم الطيب، وابو ابراهيم صاحب مجلس كان يغشاه فضلاء وأعيان تدور فيه احاديث الرجال الطيبة التي تفتح القلوب والعقول على ما ينفع مجتمعنا العربي السعودي المسلم ويرعى مصالحه ويحب الخير لكل ابنائه ويعمق الولاء لدينه وعقيدته وقيادته وان الاعداد الكبيرة من الناس المحبين والمواسين الذين حضروا صلاة الجنازة وشاركوا في تشييع الجثمان الطاهر الى مثواه الاخير هم بحشدهم الكبير شهود خير وصدق على حب الناس للفقيد وحزنهم عليه واحساسهم بالمكانة العالية التي كان يتمتع بها في القلوب.
وابو ابراهيم فوق هذا وقبل هذا أب مرب عظيم بلاشك فقد نشّأ ابناءه خير تنشئة ونفحهم خير ما ينفح الاب ابناءه من علم نافع وتربية عالية واخلاق فاضلة ترك لهم سيرته العطرة وذكره الطيب وهي اعظم ثروة يفخرون بها، فاذا اضيف ذلك الى ما يكنون في صدورهم من العقيدة والايمان وما يحملونه من العلم العميق المتخصص وما تشرّبوا به من التربية الاسلامية العربية الراقية وما وصلوا اليه من المناصب العالية وما حملوا من المسؤوليات الكبيرة كان في ذلك كله بعض العزاء لنا عن هذا الاخ والصديق والزميل, لقد ادى رسالته خير اداء فجزاه الله تعالى خير جزاء وأسكنه فسيح جناته واجزل ثوابه.
ان كلمات التأبين والرثاء تقتصر عن الوفاء بحق الفقيد العزيز ولكنها اقدار الله تعالى التي نرضى بها ولا نقول الا ما يرضيه, رحمة الله على فقيدنا وألهمنا جميعا وابناءه واحبابه الصبر والاحتساب والثبات.
الدكتور عبدالرحمن بن سبيت السبيت
وكيل الحرس الوطني للشؤون الفنية

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved