عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
لقد تأملت في هذا العام وهو يطوي صفحاته مستأذنا بالخروج من حياتك! نعم يا اخي الحبيب ما هي الا ساعات وسوف تخسر عاما بأيامه وساعاته ودقائقه انه بمثابة ضيف! ضيف عزيز حل عليك فذهب وتركته فلما عدت لتكرمه وتضيفه استأذنك بالرحيل فما اعظمها من خسارة,,يقول الحسن البصري: (يا ابن آدم انما انت ايام مجموعة كلما ذهب يومك ذهب بعضك).
ولعلي لا اطيل عليك فأقف معك هذه الوقفات.
1- ما رصيدك:
لا يتعجب الانسان من انقضاء الايام وانصرام الاعوام فهي سنة من سنن الله ولكن العجب العجاب ان تخرج هذه اللحظات من رصيدك وانت لم تكسب منها الا الندم والحسرة، وقد يكون ندمك على دنيا ضيعتها وتجارة خسرتها.
الوقت انفس ما عنيت بحفظه وأراه أهون ما عليك يضيع يقول الامام علي زين العابدين: تمر ساعات ايامي بلا ندم ولا بكاء ولا خوف ولا حزن سفري بعيد وزادي لا يبلغني وقسمتي لم تزل والموت يطلبني ما احلم الله عني حيث امهلني وقد تماديت في ذنبي ويسترني |
فهل ملأت رصيدك بالحسنات والطاعات ام سودته بالمعاصي والسيئات هل علمت جيدا ان كل ما تتلفظ به او تعمله ستجده في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى,, قال تعالى:
(ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا) الكهف 49.
2- كفى بالموت واعظا:
لعلك لا تحب ان تكدر صفو امانيك وشفافية خواطرك ورقة احلامك بذكر الموت نهاية كل حي.
اخي الحبيب: اني احدثك عن مرحلة من مراحل الوجود والذي لا يحيط بأسراره علما الا خالقه العليم,يموت الطفل في براءته والشاب في قوته والشيخ العجوز في ضعفه وهزالته يموت السلطان في ملكه والابن في حضن امه والعروس في ليلة زفاقها والفاسق وهو يتعاطى معصيته ويموت المجاهد وهو شاهر سيفه رافع جبينه,, الكل يموت والكل يلقى ما قدم,, ان خيرا فخير,, وان شرا فشر,وليس المجال مجالا لبيان حقيقة الموت، وانما المجال مجال اتعاظ فأنت فقط كم تعرف من الناس الاقرباء منهم والاصدقاء ممن توفاهم الله هذا العام وكتب الا يكون موتك معهم وانما يكون في اعوام قادمة، ولا ندري أهذا العام الجديد!,, ام الذي بعده,,,؟
كل ابن انثى وان طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول |
3- من هنا فابدأ
من هذه اللحظة التي تقرأ فيها هذه الكلمات عاهد الله على فتح صفحة جديدة وتمزيق جميع الصفحات السوداء عاهد ربك الجبار الا تهتك لمحارمه ستارا ولا تجعل الشيطان يقودك في دوامة التسويف فتؤخر التوبة وتقول اذا حصلت على كذا فسوف اتوب فمن الذي يضمن لك الحياة حتى تصل الى ما تريد فابدأ اخي الحبيب حياة السعادة والراحة والطمأنينة، وأنبذ حياة التعاسة والشقاء.
اسال الله ان يختم اعمالنا بالصالحات ويجعل ما استقبلنا من ايام خيرا مما استدبرنا انه ولي ذلك والقادر عليه,وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال.
متعب محمد الرشود
الرياض - متوسطة حي السلام