Tuesday 13th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الثلاثاء 27 ذو الحجة


في منتصف الأسبوع
عبد الله الضويحي

صباح السبت الماضي انتابني شعوران غريبان,, ومتناقضان وانا اطالع صحف ذلك اليوم,, لا ادري ايهما تغلب على الآخر,, او كان اكثر منه قدرة على الظهور,, والدلالة,, وان كانت المرحلة النهائية واحدة,, رغم الاختلاف الظاهري والدلالي على كل منهما,.
شعور بالضحك,,لكن,, على ماذا؟!
ومن ماذا؟!
وآخر بالأسى والحزن,, وأيضاً بنفس ال لكن! .
فقد اشارت بعض هذه الصحف او بالاحرى الصفحات والصحف الرياضية اثناء تقديمها لمباراة منتخبنا للشباب امام نظيره المكسيكي في ختام الجولة الاولى من نهائيات كأس العالم للشباب الى ان الامل بتأهل منتخبنا للدور الثاني مازال معلقا,, وموجودا,, بفوزنا على المكسيك حيث يضعنا ذلك على عتبة المنافسة مع ست فرق اخرى على افضل اربعة مقاعد من اصحاب المركز الثالث, علماً ان المكسيك كانت تتصدر المجموعة بفوزين على استراليا وايرلندا ونحن نحتل المركز الاخير بخسارتين من نفس المنتخبين.
وعلماً ايضا ان الفوز وحده لا يكفي بل يجب ان يقترن ايضا بعدم تعادل استراليا وايرلندا,, وانما بفوز احدهما وبفارق يسمح لنا بالتفوق في نسبة الاهداف.
لست ممن يتشاءم,, فطبعي ولله الحمد التفاؤل ناهيك عن كونه توجيهاً ربانياً وصفة يدعو لها ديننا الحنيف: لكنني اطالب دائما بالواقعية والمنطق في التعامل مع الامور.
لقد كان مفروضا ان ننظر لموقعنا بما يتناسب وامكاناتنا وقدراتنا الفنية مقارنة بالآخرين.
واذا كنا نثق في ان هذه القدرات والامكانات قادرة على التفوق,, فقد كان مفروضاً ان نكتشف الاخطاء، وان نعالجها اولاً بأول,, حتى لا نصل الى هذه المرحلة، ذلك اننا لو تجاوزنا الموقف وتأهلنا بما نحن عليه من وضع، فاننا في الواقع اشبه ما نكون كالعنكبوت التي اتخذت بيتا,, وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت .
ولعل هذه هي مشكلة اعلامنا الرياضي، خصوصا الصحافة المقروءة في التعامل مع منتخباتنا الوطنية,, او انديتنا في بعض الاحيان اثناء مشاركتها الخارجية، خصوصا المنتخبات دون ان نفرق بين بطولة واخرى، ودون ان نراعي حجم المناسبة واهميتها ونوعية المنتخبات المشاركة فيها واختلاف طموحاتها ولا اعفي آخرين من غير الاعلاميين من المسئولية.
ولكي نقف اكثر على الموضوع تأملوا في هذه الحقائق:
يوم الرابع من شوال 1419ه، وبعد دخول افراد المنتخب معسكرهم بيوم واحد جاء في اول خبر رسمي في احدى الصحف ان المدرب باشر اولى مهامه باختبارات اللياقة للاعبين، وقد ثبتت جاهزيتهم تماماً,, خصوصا وانهم - كما يقول الخبر- كانوا مشاركين لانديتهم قبل المعسكر.
- وبعد شهرين ونصف الشهر تقريبا من الاعداد للفريق، وبعد ان خسر اولى مبارياته في النهائيات قال صاحب السمو الملكي الامير الوليد بن بدر عضو اتحاد كرة القدم ورئيس البعثة: ان اداء الفريق بطيء ولياقة اللاعبين ضعيفه بدليل هبوط عطائهم في نهاية الشوط الثاني,, الخ .
يوم الخميس 16/11/1419ه, وبعد حوالي شهر ونصف الشهر,, ورد عنوان رئيسي كبير في احدى الصحف يقول: نهار يحل مشكلة هجوم المنتخب وهو اشارة الى ضعف الاداء الهجومي,, وكان قد تم ضم نهار الظفيري مؤخرا حيث لم ينخرط في المعسكر منذ بدايته.
- وبعد اسبوعين من هذا الخبر تم تنسيق نهار ولم يتم اختياره ضمن التشكيل النهائي.
- في نفس اليوم قال مدرب المنتخب في تصريح له: ان الفريق جاهز للنهائيات واننا سنذهب الى نيجيريا للمنافسة ولن نكون ضيوف شرف .
- وبعد خسارة المنتخب في اولى مبارياته قال المدرب: ان نتائج المنتخب في هذه النهائيات لا تهم فنحن نعده لاولمبياد سدني 2000 .
- بعد المباراة الاولى,, وقبل مباراة ايرلندا جاء في احدى الصحف: انه لا اصابات بين افراد المنتخب,, وان هناك بعض الكدمات والشد العضلي وهي امور بسيطة تحدث عادة في التمارين .
- وفي جريدة اخرى: منتخبنا في مأزق الاصابات .
قبل مباراة المنتخب امام ايرلندا قال المدرب: اننا نسعى للتعويض خاصة ان المنتخب السعودي قد فاز على نفس الفريق في الدورة الثالثة عام 1985 بهدف للاشيء , لاحظوا متى كانت المباراة!!! اذكر عام 1985م اي قبل اربعة عشر عاماً فقط لا غير.
لن استرسل في طرح المزيد,, اذ سأكتفي بذلك,, لكن مثل هذه التناقضات والتصريحات تطرح علامات استفهام كبرى: هل امثال هؤلاء يعتقدون انهم بأساليبهم هذه يستطيعون ابعاد الكرة عن مرماهم ونقلها الى نصف الملعب الخاص بالاخرين؟!
وهل امثال هؤلاء خصوصاً الاداريين يدركون حقيقة ما يقولون,, وهم على ثقة وقناعة به، وعليه يبرز سؤال عن التأخر في اكتشاف الخطأ، وعدم معالجته من البداية!!
ام ان هؤلاء الصحفيين يقولون مالا يعلمون,, او بالاحرى ما لا يعلم اولئك,, او انهم على احسن الاحوال,, يخطئون في فهمهم، ومن ثم في ترجمة ذلك على صفحاتهم، وتلك لعمري مشكلة كبرى.
واذا اضفنا لما سبق تصريحات الكابتن يوسف خميس مساعد مدرب منتخب الشباب وانتقاده لاداء الفريق واسلوبه,, واضفنا لذلك ايضا آراء الخبراء والمحللين في القنوات الفضائية والنقاد,, عن بطء الاداء لدى الفريق وتصريح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم واستغرابه لمستوى الفريق,.
اذا اضفنا هذا كله لما سبق,, فان سؤالاً يبرز:
مالذي تم خلال معسكر المنتخب الذي دام شهرين ونصف الشهر ولعب خلاله عدداً من المباريات الاعدادية؟!
هل كنا بحاجة الى ان نخسر امام استراليا 3/1 في أولى المباريات لنكتشف ضعف لياقة افراد الفريق؟!
وهل كنا بحاجة لان نخسر ثانية وامام ايرلندا صفر/2 لنكتشف بطء اداء الفريق وعدم مجاراته للاخرين؟!
لقد لعب الفريق عدداً من المباريات الودية اثناء المعسكر بدأها بثلاث امام فرق محلية ثم كان مقرراً ان يلعب امام مصر، سوريا، وامريكا مباراتين ، واعتذرت الاخيرة بعد ان لعب امام مصر وسوريا, وصرح حينها مدير المنتخب محمد جابر الحيدري بأن امامهم عروضاً من خمسة منتخبات سيتم اختيار اثنين منها!! ولم يتم شيء من ذلك في معسكر الرياض.
ولعب الفريق مباراة امام منتخب نيجيريا يوم الاربعاء 29/11/1419ه قبل البطولة بأكثر من اسبوعين كانت جيدة في توقيتها ونوعيتها خسرها الفريق 1/3 وسجل احد مدافعينا هدفا في مرماه.
وكتبت بعض الصحف عن الاخطاء التي وقع فيها الفريق ومن ابرزها بطء الاداء وثغرات في خط الظهر.
وتكررت الاخطاء ذاتها اثناء النهائيات حتى اولى مبارياتنا امام استراليا خسرناها 1/3 وسجل احد المدافعين هدفا في مرمانا.
وهذا يعود بنا الى طرح التساؤل عن مدى الاستفادة من المعسكر؟! ودور المساعدين الفنيين والاداريين,, ومدرب الفريق في معالجة الاخطاء والتعامل معها,, اثناء فترة الاعداد,, ودور الاعلام ايضا في هذا كله!
وهل كان لطول فترته دور في ذلك من حيث اصابة اللاعبين بالملل,, وابتعادهم عن حساسية التعامل مع الكرة في طابع تنافسي حقيقي؟!
انني عندما اشير الى هذه الاخطاء، واطرح هذه التساؤلات فانني لا اعني بالضرورة ان نحقق نتائج مميزة وخارقة في النهائيات وان كان الامل يحدونا بذلك,, لكن على الاقل ان نظهر بمستوى مشرف يليق بسمعة ومكانة الكرة السعودية ويترجم عطاءات الدولة واهتمام الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلا بسمو رئيسه صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز ومتابعة سمو نائبه صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز,لقد كان سمو الامير سلطان على اتصال دائم بالمنتخب حيث زاره شخصيا مرتين اثناء معسكره في الرياض مرة كل اسبوعين واتصل بهم اثناء معسكرهم في جدة ايضا بعد اسبوعين,, وهذا هو المعلن,, اذ انني متأكد من اتصال سموه الدائم بهم ووقوفه على احتياجاتهم، وتذليل ما يواجههم من صعوبات، وكان حرياً ان تقابل هذه الجهود وهذه الاهتمامات بما يوازيها او على الاقل يشعر بالتفاعل معها.
ان هذا يدعونا الى اعادة النظر في سياساتنا المتعلقة باعداد المنتخبات خصوصا الشباب والناشئين الذين هم الركيزة الاساسية والرافد الحقيقي للمنتخب الاول,, ليس فقط عند المشاركة في البطولات والمسابقات العالمية ولكن حتى في مسابقاتنا المحلية بما ينعكس على اعداد هذه المنتخبات ويساهم في بنائها بصورة صحيحة وسليمة.
وللحديث صلة عن هذا الموضوع,والله من وراء القصد
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved