لقاء الثلاثاء إخفاق,, الآمال!! عبد الكريم الجاسر |
خرج منتخبنا الوطني للشباب في كرة القدم من مونديال نيجيريا بنقطة واحدة ومستويات لا تعكس الواقع الحقيقي للكرة السعودية وغادر نجوم الامل السعوديون دون ان يمنحونا الامل بالاطمئنان على مستقبل الكرة السعودية وقاعدتها الاساسية.
والواقع ان الاتحاد السعودي لكرة القدم وفر كل الامكانات وهيأ افضل السبل امام المنتخب لتكون مشاركته مشرفة وليحقق الاستفادة المطلوبة لنجوم المستقبل الذين سيكونون قريبا هم اعمدة المنتخب الاول كما هم الآن النجوم الحاليون الذين انطلق معظمهم من مثل هذه البطولات العالمية والقارية,, فالمنتخب الاول يضم بين صفوفه لاعبين مثل الدعيع، سليمان، شلية، عبدالغني، خميس، ماطر، الغشيان، الصادق، عبيد، فؤاد انور (سابقا) وعدد كبير من اللاعبين الذين شاركوا في بطولات مختلفة لكؤوس العالم للشباب والناشئين وكانوا بعد ذلك دعامة قوية وثابتة للمنتخب الاول.
هذه هي السياسة الصحيحة التي اعتمدها الاتحاد السعودي للكرة خلال السنوات السابقة,, والتي افرزت هذه الطفرة والنتائج الجيدة للكرة السعودية في مختلف المناسبات.
لكن المتابع للمنتخب السعودي الحالي للشباب وقبل ذلك منتخب الناشئين حقيقة يجد انها مع الاسف لم تحقق ما يتوافق وما تجده من دعم ورعاية واهتمام من قبل صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد وسمو نائبه واتحاد الكرة، فالنتائج متواضعة ونوعية اللاعبين المختارين لايمكن ان تساعدهم امكاناتهم على تحمل مسئولية الدفاع عن الكرة السعودية مستقبلا باستثناء لاعب او اثنين على الاكثر حيث تم التركيز على لاعبين متواضعي القدرات والمواهب وصرف عليهم الكثير من الوقت والمال والجهد لتأتي النتائج على عكس الطموحات والآمال,, فضلا عن ان الاختيار للاعبين صاحبه الكثير من التردد فهناك لاعبون تم استدعاؤهم في المرحلة الاولى ثم ابعدوا وبعد ذلك تمت اعادتهم في المرحلة الثانية ومن ثم ابعدوا وهكذا.
ورغم الخبرة الكبيرة التي يمتلكها الجهاز الاداري والفني للمنتخب الا ان كل ذلك لم يساهم في تلافي سلبيات الاعداد والاختيار,, فالفترات الطويلة للمعسكرات ساهمت بشكل مباشر في خروجنا بخفي حنين سواء على مستوى الشباب او الناشئين لأن اللاعب في مثل هذه السن المبكرة ليس لديه الاستعداد النفسي والذهني للتفرغ للكرة والمعسكرات والمباريات ولذلك فان تفريغه واخضاعه لمثل هذه البرامج الطويلة جاء بنتائج عكسية حيث كان من المفترض ألا يفوت ذلك على الجهاز الاداري للمنتخب خصوصا بعد التجربة السابقة للناشئين في حائل,, إذاً نحن بحاجة لبرامج ثابتة وخطط طويلة الاجل على مستوى التنظيم والبرمجة سواء للمراحل السنية للاندية والمنتخبات او برامج المسابقات الداخلية بمختلف فئاتها وهذه للاسف هي مشكلة الكرة السعودية الحقيقية، حيث عدم القدرة على وضع برامج ثابتة ومجدولة بشكل علمي دقيق مما يوفر الاستقرار ويعطي الفرصة لتطوير الاندية للاعبيها وادائها وفق برامج محددة.
ان النتائج التي حققها منتخب الشباب في نيجيريا تحتاج حقيقة لوقفة لتقييم ما حدث وتحديد السلبيات لتلافيها والايجابيات لتطويرها، مع ضرورة ربط المنتخبين الشبابين (شباب وناشئين) ببعضهما بحيث ينتقل اللاعب الذي اختير لمنتخب الناشئين الى منتخب الشباب فور اكماله السن القانونية لدرجته وهكذا بحيث يغذي كل منتخب الذي يليه لضمان استمرار تطور وتقدم الكرة السعودية وقبل ذلك يجب ان نهتم بالقاعدة في الاندية ومسابقاتها ومستوى مدربيها مع تفعيل دور مراكز التدريب والمدارس في الاندية والمناطق وهذه وحدها مسئولية جسيمة يجب ان تسند لمن باستطاعته تقديم شيء جديد لكرتنا ورياضيينا,,!!
هنيئاً للشباب
يستحق الشباب ادارة ولاعبين وجماهير كل تهنئة وتقدير لمشواره الناجح خلال هذين الموسمين,, فقد نجحت الادارة الشبابية في بناء فريق جيد أكد حضوره القوي في المسابقات السعودية والعربية بشكل يستحق الثناء والاشادة.
فالشباب الذي لم يتخل عن سياسة التجديد والبناء في فريقه الاول حقق العديد من الانجازات الجيدة سواء وصوله لنهائي الدوري في الموسم الماضي او نهائي البطولة العربية في الاسكندرية وبعد ذلك في جدة ووصوله لنهائي كأس الاتحاد وها هو الآن يصل لنهائي كأس سمو ولي العهد حفظه الله بجدارة تامة واستحقاق كبير.
الشباب كسب احترام الجميع وتقديرهم وهو يصل بهدوء وبدون ضجيج فعمل على مستوى القاعدة وحقق بطولة المملكة على مستوى الناشئين وكسب نجوما يمكن لها ان تؤثر في مسيرته مستقبلا,, ونافس فريقه للشباب على دوري الشباب حتى آخر لحظة وفريقه الاول على وشك تحقيق انجاز جديد بالفوز بكأس سمو ولي العهد الذي سبق أن حققه قبل ذلك ومعه كأس الدوري في موسم واحد.
وحين نتحدث عن الشباب لا نقول ذلك مجاملة او لاغراض اخرى لكنها الحقيقة التي تحكيها الارقام فالعمل المثمر لابد ان يحقق النتائج المرجوة وحين تعمل بطريقة صحيحة كما يفعل الشبابيون فانك ستكسب فريقا يستحق الاحترام كما هو الليث الابيض.
***
الشباب حقيقة يواجه مأزقا وموقفا صعبا لا يمكن ان يتكرر لغيره,, فهو يشارك الآن في بطولة النخبة وامامه نهائي صعب امام الهلال على كأس ولي العهد ثم ان الفريق سيلعب لقاءين في وقت يواصل الهلاليون استعدادهم للنهائي وهذا الموقف الذي يتعرض له الفريق الشبابي سيكون الدافع الاكبر للاعبيه للتفوق على الذات وكسب التحدي بالفوز بالكأس الغالية,, والفرق القوية واللاعبون الكبار هم الذين تدفعهم مثل هذه المواقف للتألق والابداع وتحقيق الانجازات ولذلك فسيكون الفريق الشبابي في قمة حضوره عندما يلتقي الهلال وسنشاهد لقاء قويا اتصور ان الشبابيين سيكون لهم الحظ والنصيب الاكبر بالفوز به,, فالفريق الذي يضم بين صفوفه هذا العدد الجيد من اللاعبين والجهاز التدريبي المتميز سبق أن تجاوز مباريات صعبة عندما اخرج الاتحاد والنصر واكد قدرته على تحقيق اللقب رغم ان اللقاء سيكون امام الهلال الذي لا احد يمكن له ان يتوقع كيف سيكون الوضع الهلالي في المباراة وسواء فاز الشباب او خسر فانه بلاشك يستحق التقدير والثناء كناد نموذجي يعمل بهدوء وتخطيط بعيدا عن الاضواء والضجيج وهو ما جعله دائما في الواجهة كأحد الاندية السعودية التي نفتخر بها جميعا.
المدرب الوطني!
تعقيباً على احد القراء الاعزاء على الموضوع الذي نشر يوم الخميس الماضي في صفحة القراء حول الموضوع الذي كتبته الاسبوع الماضي وخصوصا ما يتعلق بالمدرب الوطني,, حيث اعترض الاستاذ ناصر بن عبدالله الناصر - حريملاء على الفقرة التي قلت فيها (ان الهلال اصبح يماثل اندية الدرجة الثانية فالاجهزة الفنية للشباب والناشئين من اضعف الاجهزة ومدرب الفريق الاول وطني ومساعده وطني).
وقال ان هذا يعتبر اساءة للوطن,,!! حقيقة انني اقدر للاستاذ الناصر مشاركته وتعقيبه لكن يبدو ان الامور اختلطت عليه ولذلك اخذته العاطفة في الدفاع عن المدرب الوطني وربط ذلك بالوطنية واهمية دعم المدربين الوطنيين.
ولايضاح وجهة نظري بشكل اكثر تفصيلا اقول للاستاذ الناصر اننا ولله الحمد في هذا البلد الكبير لدينا كفاءات وطنية رائعة في مختلف المجالات، فهناك اطباء وطيارون ومهندسون نفخر بهم جميعا حيث اكدوا ان شباب هذا البلد لديهم من القدرة والاستعداد ما يجعلهم قادرين على التفوق والابداع متى وجدوا المناخ المناسب والملائم وهو ما حدث ولله الحمد.
غير ان الحديث عن المدرب الوطني هو حديث مختلف تماما، فالكرة السعودية مازالت في مقياس الزمن في البداية ولم تصل بعد للمستوى الذي يؤهلها لتخريج مدربين كبار كما هو في البلدان التي سبقتنا وخصوصاً في اوربا وامريكا الجنوبية ولذلك فالمدربون الوطنيون لدينا يعدون على اصابع اليدين وافضلهم لم ينل حتى الآن قناعة ورضا الجماهير عنه لانه لم يستطع ان يجعل عمله يتحدث عنه بدلا من العاطفة والتعاطف معه,, وكل الاندية وخصوصا الكبرى كالهلال والاهلي والنصر مطالبة قبل غيرها بسبب توفر الامكانات المادية لديها بالاستفادة من الخبرات العالمية وجلب المدربين الاكفاء من مختلف انحاء العالم,, ويكفي ان نعرف كم عدد المدربين الاجانب في الدوري الهولندي والالماني والانجليزي والايطالي والفرنسي وهي اعرق دول العالم في كرة القدم,, لماذا لم يغلقوا الابواب عليهم ويكتفوا بالمدربين الوطنيين,,؟! ولماذا اعظم اندية العالم يقودها مدربون غير وطنيون؟!
وكيف ان منتخبات عالمية كالسويد والارجواي وغيرها يشرف على تدريبها اجانب,,؟!
ان التدريب علم قائم بذاته لا علاقة له بالجنسية واللغة، واذا كان الطيارون السعوديون والمهندسون درسوا علومهم في امريكا واستفادوا من الدول التي سبقتنا فهل نستطيع ان نحدد عدد المدربين الوطنيين الذين يمكثون في الخارج سنوات للدراسة والتعلم والاستفادة كالاطباء مثلا!!
اننا مازلنا نحتاج لسنوات طويلة حتى نسلم امور التدريب للمدربين الوطنيين متى كنا نأمل في عمل احترافي متطور,, اما اذا كنا نبحث عن تسيير الامور وتمشية الحال فان سوق هؤلاء المدربين الوطنيين سترتفع والضحية الكرة السعودية.
شخصيا اتمنى ان اشاهد المدرب الوطني القدير فعلا والذي نستطيع ان نفخر به اما المدربون الحاليون فمع كامل التقدير والاحترام لهم لم يؤكدوا لنا (حتى الآن) انهم فعلا ضالتنا في التدريب والنواة التي يمكن الاعتماد عليها مستقبلا نحو تدريب وطني مؤهل، ولمن يفهم كرة القدم فان مجرد مشاهدة أداء فريق يشرف عليه مدرب وطني كافية عند مقارنته بأداء احد الفرق التي يشرف عليها مدربون اجانب اكفاء وليس المدربون العاطلون الذين تستقدمهم معظم الاندية كافية لمعرفة الفرق في الاداء والعقلية والفكر بين من يلعب كرة عصرية علمية حديثة وبين اجتهادات الوطنيين,,!!
لمسات
- يستحق الكابتن ناصر الجوهر التهنئة على الثقة الغالية باختياره ضمن الجهاز التدريبي لمنتخبنا الوطني مساعدا للمدرب الجديد ميلان ماتشلا,, والجوهر بالذات اعتقد انه اكثر من استفاد من العمل مع المدربين الاجانب وابرز من استفاد منهم فهنيئا للكابتن ناصر مع امنيتنا ان يلحق به خالد القروني الذي ارى فيه مشروع مدرب ناجح بإذن الله.
***
- بقاء ادارة سمو الامير فيصل بن عبدالرحمن بن سعود لقيادة النصر مستقبلا بات امرا ضروريا لمصلحة النصر,, فقد اكد الامير الشاب ان لديه الكثير لتقديمه لناديه وان التفاف اعضاء الشرف حوله هو الحل الامثل لاعادة صياغة مستقبل النصر بعد ان ابتعد عن المربع الذهبي للعام الثاني على التوالي.
***
- ظروف الشباب الصعبة ستكون كلمة السر الحقيقية نحو فوزه بكأس سمو ولي العهد وسيفاجأ الهلاليون بفريق عنيد وصعب المراس والكاسب الاكبر سيكون الجماهير الرياضية بكل تأكيد.
***
- منتخب الشباب بحاجة لحركة تصحيحية لتلك التي حدثت بعد مونديال فرنسا وكان من نتيجتها الفوز بكأس العرب.
***
- اتصور ان اشراك الاندية واخذ مرئياتها في برامج المسابقات المحلية وجدولتها للموسم المقبل بات امرا مطلوبا لانها هي المعنية وبامكانها الاسهام والمشاركة الفاعلة في تنظيم المسابقات المقبلة، حيث اتمنى ان نبدأ فعلا في اعداد الاندية للاعتماد على نفسها وقيادة مسابقاتها وتنظيمها ولو شكليا!!
|
|
|