العواصم - الوكالات
اكد نائب الرئيس الامريكي آل غور ان الولايات المتحدة كانت تفكر في ارسال قوات برية الى كوسوفو قبل استبعاد هذا الخيار بسبب كلفته الباهظة كما اوردت مجلة نيوزويك في عددها الصادر امس الاثنين.
وقال آل غور لقد اجرينا دراسة اظهرت ان هذا الامر يتطلب ما لا يقل عن مائة الف جندي وان الخسائر قد تكون مرتفعة جداً والمعارك ستكون كثيفة وشاملة,, من بيت الى بيت ومن قرية الى قرية .
واكد مجدداً ان احتمال القيام بتدخل بري ليس مطروحا حتى الآن بالرغم من الضغوط المتزايدة التي يمارسها الكونغرس وبعض الخبراء العسكريين.
وعندما سئل حول السماح للرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش بمعرفة ان الحلف الاطلسي تراجع عن فكرة شن عمليات برية رد آل غور هذا هو ثمن الشفافية الديمقراطية.
واضاف: من واجبنا ان نعلم بصراحة الشعب الامريكي ما نحن بصدد فعله ولماذا نفعل ذلك .
وجاءت تصريحات نائب الرئيس الامريكي في الوقت الذي ذكرت فيه الصحف الامريكية امس الاثنين ان عدداً متزايداً من البرلمانيين الامريكيين يطالب البيت الابيض بالتفكير في استخدام قوات برية في نزاع كوسوفو، وهو موضوع ينوون اثارته لدى استئناف اعمال الكونغرس اليوم.
واكد السناتور الديموقراطي جوزف بيدن (ديلاوير) عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ كان يجب ألا نتوقف عن التطرق الى امكان ارسال قوات برية لقد كان هذا خطأ .
واعتبر السناتور الجمهوري جون ماك - كين (اريزونا) انه لا يمكن في الحرب استبعاد اي خيار مسبقاً واضاف في تصريح الى شبكة ان بي سي انه سيقترح مشروع قرار يأذن للرئيس بيل كلينتون باستخدام جميع الوسائل الممكنة لتحقيق الانتصار .
اما السناتور الجمهوري تشاك هاغيل (نبراسكا) فقال رداً على سؤال لشبكة سي بي اس ان استبعاد الخيار البري طريقة خطرة وغير مسؤولة لقيادة حرب .
وقال السناتور الديموقراطي جون كيري (مساتشوسيتس) ان التحضير لنشر قوات برية لا يعني اننا سنلجأ الى هذا الخيار .
ورأت الصحافة انه يصعب معرفة حجم الدعم الفعلي لهذه المبادرة اذ ترتفع اصوات ايضا تحذر من الوقوع في مستنقع يشبه المستقنع الفيتنامي لكن البرلمانيين يبدون متفقين على ضرورة ان تخطط ادارة كلينتون على الاقل لهذا الخيار في حال فشل الضربات الجوية.
ومن ناحيتها قالت مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية ان حلف شمال الاطلسي لا يزال متحداً في حملته التي تستهدف وقف العدوان اليوغوسلافي على ذوي الاصول الالبانية في كوسوفو.
واجتمعت اولبرايت امس في بروكسل مع وزراء خارجية الدول الثمانية عشرة الاخرى الاعضاء في الحلف.
وقد صرحت لدى وصولها الليلة قبل الماضية بان من الواضح ان الاحداث تجاوزت اتفاق رامبوييه لاحلال السلام في كوسوفو وانه يتعين اعادة النظر في الخطط السابقة لاحلال السلام في اقليم كوسوفو والتي تسمح لقوات الصرب بالبقاء في الاقليم.
وتعتزم ان تجتمع وزيرة خارجية امريكا اليوم الثلاثاء مع نظيرها الروسي ايغور ايفانوف في محاولة للتخفيف من حدة الخلافات حول قصف حلف شمال الاطلسي ليوغوسلافيا,, ومن المقرر اجراء المحادثات في اوسلو التي يرأس وزير خارجيتها منظمة الامن والتعاون في اوروبا.
وقالت اولبرايت ان بوسع روسيا الانضمام من جديد الى مساعي ايجاد حل للازمة في كوسوفو واعربت عن تصميمها على رأب الصدع في العلاقات مع موسكو.
هذا وفي لندن ذكرت صحيفة ذا غارديان البريطانية امس الاثنين ان المانيا قد تقترح خطة جديدة للسلام مبنية على نشر قوة دولية في كوسوفو بقيادة منظمة الامن والتعاون في اوروبا وليس بقيادة الحلف الاطلسي .
وقد قدمت المانيا هذه الخطة امس الاثنين في بروكسل في الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول التسع عشرة الاعضاء في الحلف.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها ان منظمة الامن والتعاون في اوروبا قد تترأس رسمياً قوة دولية تشارك فيها قوات روسية لاعادة السلام في كوسوفو وتتضمن الخطة ايضا انسحاب القوات الصربية من كوسوفو.
وتؤكد هذه الخطة للصرب بان الحدود لن تمس مما يعني التخلي عن اي فكرة لاستقلال كوسوفو.
ويواصل حلفاء الاطلسي منذ بضعة ايام جهودهم لمشاركة روسيا في حل سياسي للازمة في كوسوفو ومن المقرر ان تتناول وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت هذه المسألة مع نظيرها الروسي ايغور ايفانوف في لقاء بينهما اليوم الثلاثاء في اوسلو.
واعلن وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر من جهته انه يحضر اجتماعاً بهذا الخصوص يضم نظراءه في مجموعة الثماني (الولايات المتحدة وكندا واليابان والمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وروسيا).
هذا وفي نبأ لاحق من بلغراد ذكرت وكالة الانباء الرسمية اليوغوسلافية تانيوغ ان البرلمان اليوغوسلافي صوت امس الاثنين بالاجماع خلال جلسة مشتركة لمجلسيه لصالح انضمام جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية (صربيا ومونتينغرو) الى اتحاد روسيا وبيلاروس ووصفت هذا القرار بانه تاريخي .
وفي مجلس المواطنين (مجلس النواب) صوت 110 نواب مع الانضمام ولم يعارضه اي نائب وامتنع خمسة نواب عن التصويت.
وفي مجلس الجمهوريات صوت 26 عضوا مع القرار ولم يعارضه اي عضو في حين امتنع عضو واحد عن التصويت على ما اوضحت الوكالة
|